في اجتماعه المنعقد يوم الأحد الماضي 27 نوفمبر 2011م الذي ترأسه المحافظ اللواء الركن صالح الزوعري في مدينة عدن الباسلة أقر المجلس التنفيذي لمحافظة أبين بالاجماع إعلان مدينة زنجبار عاصمة المحافظة مدينة منكوبة بعد ان صارت خراباً ودمر كل شيء فيها على يد العناصر الارهابية المسلحة لتنظيم القاعدة، هذه العصابات المارقة عن الدين والاخلاق والإنسانية التي اجتاحت المدينة في الـ 27 من مايو، الماضي. وحتى اليوم وبعد مضي أكثر من نصف عام مازالت قوى الإرهاب الاجرامية تعيث فساداً في المدينة وشردت كافة سكانها من منازلهم إلى جحيم الشتات في المدارس وفي منازل الايجار في عدن ولحج وغيرهما في وضع معيشي يندى له جبين الإنسانية وقامت العصابات الإرهابية باعمال النهب والسلب لكل الممتلكات العامة بالمرافق الحكومية والخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه والمستشفيات وطالت اياديها الآثمة الملطخة بدماء الشرفاء كل معاني الحياة ومنازل المواطنين وما تحتويه من أثاث وحتى النوافذ واجهزت على البنى التحتية بصورة كاملة.لقد شدني في ذلك الاجتماع ـ الذي اعتبره شخصياً مهماً في ظرف حساس ـ النقاش الساخن الذي دار وقضايا الساعة التي طرحت بعد توجيه بيان تأييد ومباركة بمناسبة توقيع الرئيس على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة .. وكان المحافظ الصامد الصبور صالح الزوعري يتحدث إلى الحاضرين بحرارة وعما آلت إليه اوضاع الحياة ليس في زنجبار عاصمة وحاضرة ابين فقط بل في جعار واكثر من مكان بالمحافظة وما ترتكبه الجماعات الارهابية من جرائم وحشية بحق المواطنين الابرياء العزل بقوة السلاح ومنها تنصيب حاكم يصدر احكاماً جائرة بالاعدام وقطع الايدي والزج بعشرات من المواطنين البسطاء في السجون التي استحدثوها وصار هؤلاء يتحكمون بمصائر الناس في جعار والحصن وباتيس وضواحي زنجبار وبعض المناطق التي يعربدون فيها .. لكن المحافظ طمأن الجميع وجدد الامل والتفاؤل بأن ساعة الحسم اقتربت وان رجال القوات المسلحة يكثفون من الضربات الموجهة لاوكار الإرهابيين، مؤكداً أن المرحلة المقبلة صعبة وتحتاج إلى تضافر كل الجهود لإعادة الاعمار وانتشال زنجبار وجعار من ركام الخراب وتأمين استمرار المعونات للنازحين حتى بعد عودتهم إلى منازلهم.اللافت في كارثة أبين ومأساتها المهولة غياب الدور الإعلامي لكشف وقائع وتفاصيل الجرائم البشعة التي ارتكبها الارهابيون فقناة الجزيرة منعت حتى نشر تقرير مفصل يتحدث بلغة الارقام والصور عن حجم الدمار وبالصور كان قد اجتهد في اعداده بعض الزملاء المتعاونين معها من سابق، وقناة سهيل لم تعر هذه القضية الانسانية ادنى اهتمام ووجهت خطابها ثورة الشباب ومعظم الصحف كانت بعيدة عن المشهد المهول لنكبة أبين وابنائها. بقي القول أنه امام هذه الاحداث النكراء التي لحقت بأبين وقلبت أوضاعها رأساً على عقب كان هناك عدد من الرجال الصناديد الذين ظلوا أوفياء بالعهد ولم تهزهم رياح التغيير وهول الفاجعة من هؤلاء محافظها المناضل صالح الزوعري الذي ظل ومازال صامداً في وجه الاحداث مع مواطنيه منذ أكثر من نصف عام وضرب أروع المواقف الشجاعة ولم يتواراء عن الانظار مثل أولئك الذين فروا ومنهم بعض معاونيه الذين تركوا الناس للمصير المجهول وآخرون من مدراء عموم المكاتب سجلت عليهم افعال تساعد القاعدة على المزيد من الاستمرار في ممارساتها الوحشية المشينة وهؤلاء يعرفهم الجميع والمحافظ نفسه الذي يحسب له دوره المخلص في صميم المعركة الوطنية الراهنة ولايستطيع المزايدون والافاكون التقليل منه والناس بمعادنها تعرف وتلك الأيام نداولها بين الناس.
زنجبار .. مدينة منكوبة
أخبار متعلقة