إنها اللحظة الذهبية التي لا تعوض والفرصة السانحة التي ينبغي اقتناصها في الوقت الراهن بعد توقيع المبارة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من أطراف العمل السياسي في بلادنا الواجب عليهم تجاوز كل خلافاتهم ومصالحهم الأنانية الضيقة والارتقاء بها إلى مستوى المسؤولية الوطنية من أجل الوطن والمواطن والمصلحة العليا للبلاد حتى يحوزوا ثقة المجتمع الذي يتطلع إلى تكاتف الجهود من أجل تحقيق وتطبيق الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية منطلقين من المبدأ الاجتماعي والديني القائل بأن الأصل في التعامل بين الناس يقوم على حسن النوايا لا سوء النوايا ويقوم على الثقة المتبادلة وصفاء القلوب لا على الشكوك والريبة والحقد والحسد والمكر والمخاتلة والتربص . فالبلاد ليست بحاجة لمزيد من اختلاق المشاكل والمصاعب والأزمات الخانقة التي مر بها البلاد خلال تسعة أشهر على المستوى الأمني الاقتصادي والتعليمي لدرجة أنها شلت أمور الحياة المعيشية وعمت الفوضى والدمار في كل مكان.فلنثبت للعالم أن ما حدث في اليمن من أزمة إنما كانت عاصفة أو سحابة صيف هبت رياحها من جهة المغرب العربي على بلانا وكادت أن تقتلع تجربتنا الديمقراطية الناشئة بل وتؤدي إلى حرب أهلية لا سمح الله.. إلا أن صخرة هذه الديمقراطية اليمنية راسخة الجذور منذ الملكة الشوروية القائلة لقومها “ يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون” فكان رد قومها عليها بصوت واحد وكأنهم على قلب رجل واحد “ قالوا نحن أولو قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك انظري ماذا تأمرين (22 - 33 سورة النمل) اليوم نحن بحاجة ماسة لقلوب قوية متآلفة سليمة وصحيحة. لا نفوس مريضة أو سقيمة أو حاقدة أو معقدة ونحن بحاجة ماسة لعقول حكيمة في استنارتها حتىنتستحق أن ينطبق علينا قول الذي لا ينطق عن الهوى “ هم أرق قلوب وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان».قال تعالى: «وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم”وختاماً لقد سبق أن كتبت مقالاً كان عنوانه “ الذي يحب الوطن هو من تعرفه وقت المحن” ولا يعرف معدن الرجال الأوفياء والشرفاء من أبناء هذا الوطن إلا عندما يكون الوطن في أزمة ومحنة فيبادر الجميع لإنقاذ سفينة البلاد من الغرق وقد كان أول المبادرين هو صاحب القرارات الحكيمة والمبادرات الصائبة فخامة الأخ رئيس الجمهورية حين وقع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.
أخبار متعلقة