غضون
* الرئيس علي عبدالله صالح سوف يصبح “ رئيس الجمهورية السابق” بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجري في 21 فبراير القادم ليختم فترة رئاسته بتسجيل أول تجربة أو حالة يمنية للانتقال السلمي للسلطة وبطريقة ديمقراطية، غير أن ذلك ليس نهاية لعمله السياسي الطويل، فما يزال قادراً على العطاء، ولديه حزبه الذي أسسه ( المؤتمر الشعبي العام ) وسيظل قائداً له، أو هكذا نرجو.وعلي عبدالله صالح ليس زعيما سياسياً وقائداً وطنياً ارتبط اسمه بأفضل ما سطر في تاريخ اليمن المعاصر من إنجازات وتجارب ملهمة فحسب، بل إن علي عبدالله صالح رمز ومنهج وفكر للعمل الرشيد في شتى مناحي الحياة، ورافعة للديمقراطية وقيم الحوار والتسامح والعفو والتضامن ، ومنجز الفتوحات الكبرى التي شهدتها اليمن في مجالات المشاركة السياسية والشراكة بين المرأة والرجل، وإعلاء راية الولاء الوطني، والانفتاح على العصر.* وأزعم أن المؤتمريين يتوجب عليهم التمسك بعلي عبدالله صالح زعيماً لحزبهم في المرحلة المقبلة وعدم إتاحة أي فرصة له للتخلي عن زعامة المؤتمر وأن يكونوا إلى جانبه مخلصين له ومتفانين في العمل التنظيمي ، ونعتقد أن الرئيس والمؤتمريين يدركون ضرورة إعادة بناء حزبهم وتحديثه بما يكفل له الحفاظ على الريادة في الحياة السياسية.وعملية إعادة البناء هذه يتعين أن تتم في أقرب وقت من خلال خطوات وقرارات وأفكار جديدة يجب اتخاذها بعناية قبل عقد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام، والذي يجب أن يمثل ذروة التحديث أو إعادة البناء ، بانتخاب مختلف الهيئات التنظيمية القيادية، والتي يتعين أيضاً أن تكون نخباً مميزة ومتفرغة للعمل التنظيمي .. ويستتبع ذلك بالضرورة أن يتكفل المؤتمريون أنفسهم بتأمين مصادر التمويل الذاتية.. فالمؤتمر الشعبي العام خلال الفترة الماضية اعتمد على حصته الكبيرة من الاعتمادات المخصصة للأحزاب والتنظيمات السياسية من الخزانة العامة، وتم إهمال تطبيق ما ورد في النظام الأساسي بشأن الاشتراكات الشهرية أوالتبرعات ، وهذه الأخيرة كانت محصورة في أزمنة الانتخابات فقط.* إن عملية إعادة بناء المؤتمر الشعبي العام كانت ولا تزال حاجة ملحة ، وقد حان الوقت لاتخاذ قرارات شجاعة بهذا الخصوص ، ونحن لا نطرح هذه المسألة اليوم تحت ضغط وإلحاح اللحظة الراهنة ، فالأزمة السياسية وما سوف يعقبها لم تحدث أي اهتزاز أو ضعفا في المؤتمر الشعبي العام بل على العكس من ذلك تماماً ، وإنما نطرح هذه المسألة باعتبارها ضرورة ، وقد كانت كذلك في الماضي ، وهي في الحاضر والمستقبل أكثر واشد أهمية .ومن الطبيعي أن يجدد الحزب السياسي نفسه باستمرار لكي يتمكن من إحداث تجديد في المجتمع . أن يجدد في الأفكار والبرامج والآليات والقيادات ، وأن يستحدث مؤسسات داخلية جديدة تعنى بالقضايا السياسية الجماهيرية . وأن يعنى بعملية التثقيف السياسي التي أصبحت من أهم عناصر القدرة على التأثير .. ونذكر أخيراً أن الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام قد عقدت في مايو 2009م ما يعني أن موعد المؤتمر العام الثامن بات قريباً ، وقبله يجب أن تبدأ عملية إعادة البناء خلال وقت كاف يتعين أخذه في الحسبان وعدم ترك الـر للمفاجآت.