من المفترض أن هذه الأشهر أشهر حرم وأيام أفراح وأعياد يتواصل ويتراحم فيها الناس فيما بينهم إلا أن اللواء (المنشق) علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع وجه خطاباً بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك افرغ فيه كل ما كان يكنه ويخفيه في صدره بعد أن صمت دهراً ونطق اتهاماً وبهتاناً وإثماً وصرح وكشف وابان ما كان في جعبته من اسرار خفية وإيضاحات خطيرة تتعلق بالنظام الذي كان جزءاً منه. وفي مقالتنا هذه لن نكرر ما جاء في الخطاب أو نسعى إلى تلخيص أهم مضامينه وأهدافه ومراميه، بل سنركز على تناقضاته ومالم تقله عباراته أو تفصح عنه مفهوماته وفحوى خطابه، وأول تعليق على مصطلح (أحرار وحرائر) الوارد في خطابه نسجله هنا على هيئة سؤال أو تساؤل: أحرار وحرائر مِن مَن؟!وهل النظام في بلادنا ديكتاتوري عبودي أم ديمقراطي جمهوري حر؟ أم أن اللواء يهرف بما لايعرف؟! لقد تحدث عن ثورة سلمية وهو الذي حولها من سلمية إلى عنفية بفرقته الأولى مدرع مع العناصر القبلية وغيرهم، وتبين من خطابه الأخير أن معظم الفاظه وكلماته تدل على أن المسألة هي قضية صراع شخصي على السلطة بينه وبين رئيس البلاد وأن اللواء (المنشق) يجهل ويسفه أحلام المواطنين البسطاء من أبناء اليمن وأنهم لايملكون القدرة على التمييز بين الزيف والحقيقة ولايفرقون بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية وكأنه يريد أن يقول إن هؤلاء المواطنين البسطاء هم (عبطاء) أو سفهاء لايملكون القدرة حتى على تدبير أمورهم ولايعرفون مصلحتهم الحقيقية.واتضح من خطاب اللواء أن التهم التي ألصقها بالأخ الرئيس تنطبق عليه أيضاً فكأنه رماها من فوق ظهره ليحملها ولي أمره، أو كما قال المثل العربي (رمتني بدائها وانسلت)، ولأنه كان أحد بل أهم أعمدة البطش والتنكيل خاصة في حروب صعدة مع الحوثيين.يقول (محسن) إن وصول الأخ الرئيس إلى السلطة كان خطيئة كبرى .. إلى أن يقول: (وأنا أتحمل شخصياً ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدراً كبيراً من المسؤولية لأننا سكتنا عن الخطيئة وقبلنا أن نكون جزءاً من النظام الذي نتج عنها) .. انتهى كلام (اللواء).تعليق: يقولون إن الساكت عن الحق شيطان أخرس ويقولون إن السكوت عن الحق زندقة وبنو إسرائيل كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه، أما ديننا الحنيف فيأمرنا أن نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر ويقول لنا إن الذي يقف وينصح الحاكم يبعث مع السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله ويقول لنا إن من رأى منكم منكرا فليغيره وهذا (اللواء) كان جزءاً من النظام خلال 33 عاماً ولم يأمر بمعروف أو ينصح الحاكم وهو يعلم أن (الدين النصيحة) ولم يتحرك إلا بعد فوات ثلث قرن من الزمان بعد أن شبع وأصبح من المترفين واصحاب الأراضي والعقارات الضخمة واصحاب رؤوس الأموال ولم يشعر بعذاب الضمير إلا بعد 33 عاماً لليد الحديدية التي سفكت دماء العديد من أبناء اليمن في صعدة وغيرها ويعترف (اللواء) بأنه ساهم في صناعة (الأخ الرئيس) الذي كان قبل صناعته عديم الحكمة وهذا اعتراف من (اللواء) بأن الأخ الرئيس اليوم قد صار من الحكماء بعد أن ساهم علي محسن في صناعته ليصبح من الحكماء، هذا ما أفصح عنه خطابه الأخير وصرح به .. وفي خطابه ذاك سخرية من ولي أمره وكأنه إنسان آلي ساهم في صناعته ويفهم من مجمل خطاب (اللواء المنشق) أنه غير ديمقراطي ولا يعرف إلا لغة التخلص والغاء طمس وعدم الاعتراف بالآخر، بل والدعوة لاسقاطه والانقلاب عليه ويعيب على النظام عدم المرونة وهو نفسه لايظهر أي مرونة في خطابه ذاك ولا في سلوكه على أرض الواقع.ويشيد (اللواء) بديمقراطية الدولة العظمى التي تقف مع الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين وترتكب فيها ابشع الجرائم الإنسانية المنافية لحقوق الإنسان وآدميته وكرامته.
أخبار متعلقة