كنت أتمنى أنا وغيري من أبناء الشعب اليمني الذين “لا حول لهم ولا قوة” وكما يقال “لا ناقة ولا جمل” سوى أننا كنا ومازلنا متمسكين بخيارنا الديمقراطي الذي كفله لنا الدستور وطالما أكدناه ومن خلال خروجنا في تلك المسيرات الحاشدة وتنظيمنا لتلك المهرجانات والفعاليات في مختلف محافظات الجمهورية.وكل ذلك من أجل أن نسمع العالم كله وخاصة إخواننا في المعارضة أصواتنا ونعرفهم بموقفنا.. وكنا نأمل أن يحترموا مشاعرنا وحقنا في اختيار مصيرنا وبأنه ومن المستحيل أن يتم إقصاؤنا..كما أننا بذلك حرصنا على أن نبين لهم أن كل تلك الأساليب والتصرفات بما فيها من تضليل وتحريف وتزييف للحقائق لا يمكن أن تحقق لهم أي هدف.وهنا وببساطة شديدة أقول إنه منذ أن بدأت هذه الأزمة التي تمر بها بلادنا في شهر فبراير 2011م حتى كتابتي لهذه السطور لم يحدث لي أنا وغيري من المتابعين للأحداث أن سمعنا أو قرأنا أو شاهدنا للأخوة في المعارضة ممن يريدون تغيير أو إسقاط النظام أي برنامج أو مشروع أو حتى رؤية مستقبلية تقدموا بها عن “الدولة المدنية” التي ينشدونها.. بل اقتصرت جهودهم وتركزت على ترديد ذلك الكم الهائل من الشعارات والهتافات والاتهامات وساعدهم في ذلك الإعلام المضلل والكاذب معتمداً على بعض القنوات الفضائية التي اعتمدت في نهجها على إثارة الفتن ونشر ثقافة الكراهية ومحاولة تحقيق أهداف الغرب محاولين دغدغة مشاعر الشباب وأقصد بالشباب أصحاب مشروع الإصلاحات ومحاربة الفساد دون إسقاط النظام.بل إن الإخوة في المعارضة تمادوا في خصومتهم من خلال عمل كل ما من شأنه إقلاق أمن واستقرار وسكينة الوطن، وإشاعة الفوضى في كل أرجاء المعمورة من هذا الوطن الغالي علينا جميعاً.ولم يكتف الإخوة أو يقفوا عند هذا الحد بل قاموا بالدعوة إلى” التصعيد”..”الحسم الثوري” بحسب قولهم وهذا يعني المزيد من الدماء ..فالدماء هي وقود الثورة بحسب قولهم أيضاً.. معتقدين أو بالأصح واهمين بان ذلك التصعيد والحسم وكل ما سينتج عنه من أعمال تخريبية واعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة وغيرها من الأفعال المضرة بمصلحة الوطن ستعمل على تسريع سقوط النظام، ثم تسلمهم للسلطة متناسين أو غير مدركين أن الوطن ليس مجرد نظام أو سلطة بل هو شعب حر يدرك تماماً ما يريد..شعب قطع العهد على نفسه بأن يظل ثابتاً وشامخاً أمام كل المؤامرات.. شعب فيه من العزة والكرامة والوفاء ما سيجعله يقف صفاً واحداً أمام كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره ووحدته.شعب يؤمن إيماناً مطلقاً بأنه مهما حرم من أبسط حقوقه في الحياة ومهما تعرض للاعتداء فالديمقراطية هي نهجه والتداول السلمي للسلطة خياره..شعب قالها وبكل شجاعة.. نعم للشرعية الدستورية ..لا للفوضى والتخريب.. شعب أدرك أن كل ما تقوم به المعارضة إنما هو انقلاب على كل ما هو جميل من عادات وتقاليد وأخلاق حميدة ونظام وقانون ودستور.. شعب تحقق له من المكاسب والإنجازات ما جعله يتباهى ويتفاخر أمام كل الشعوب..شعب قال عنه سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم”أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوباً وأرق أفئدة “وقال عليه الصلاة والسلام” الإيمان يمان والحكمة يمانية”.. شعب يؤمن بالتغيير.. ولكن نحو الأفضل..شعب مؤمن وموقن بأن الله سبحانه وتعالى سيستجيب لدعائه ومناجاته وبأن يكفيه ويجنبه ووطنه شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.. شعب فيه من الحكماء والعقلاء والشرفاء الذين سيغلبون مصلحة الوطن ويجعلونها فوق كل اعتبار..وفي الختام أدعو كل الفرقاء السياسيين في هذا الوطن”سلطة ومعارضة” إلى أن يحكموا ضمائرهم وعقولهم وأن يثبتوا حسن نواياهم وأن يعلموا أنه لا يمكن أن يكون هناك وفاق أو إتفاق دون حوار جاد يخرجنا من نفق هذه الأزمة التي تكاد تعصف بالبلاد والعباد وتأكل الأخضر واليابس.. وكلنا أمل أن الإتفاق سيكون في القريب العاجل.. والله الموفق.
أخبار متعلقة