الثورة الحقيقية هي نقطة تحول في حياة أي مجتمع ينتقل فيها من وضع سابق إلى وضع لاحق جديد يكون أفضل منه مع الحفاظ على منجزات ومكاسب الوضع السابق وإضافة منجزات ومكاسب جديدة إليها إلا عندنا في اليمن فإن ما يسمى بثورة الشباب هي من عجائب الدنيا السبع فقد كانت في بدايتها سلمية ونقية وطاهرة ولا تشوبها أي شائبة حتى انضم إليها الشياطين الحمر والمتمردون والانقلابيون فتحولت من ثورة سلمية إلى هيجان ثوري عنيف وتحولت من ثورة تعمير إلى ثورة تدمير ومن ثورة منظمة لها أهدافها الإنسانية الحضارية الراقية إلى ثورة فوضى وإفناء للحياة وإحراق وتفتيت للبلد وتمزيق للمجتمع. وقد استثمر المنشق علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع وعناصر أولاد الأحمر وبقية أحزاب المشترك التي يتزعمها حزب (الإصلاح) أو الإخوان المسلمين في بلادنا جميعهم استثمروا هذه الثورة الشبابية السلمية النقية وسرقوها وحولوا مبادئها وأهدافها النبيلة إلى أهدافهم الشريرة نذكر منها: إن من أهداف ثورتهم السلمية قتل النفس التي حرم الله على طريقة السفاحين والمجرمين وكبار القتلة الذين لا يخافون الله ولا عذابه يوم القيامة .وإن من أهداف ثورتهم السلمية إسقاط النظام والانقلاب على الشرعية والعداء للديمقراطية لتحل محلها الفوضى والعبثية والهمجية وعدم الأمن والاستقرار ودخول البلد في المجهول وهذا السلوك لا يعبر عن حب للوطن و لا يمت بصلة للوطنية أو الخوف على الناس بل يدل على أنانية ومصالح ضيقة وحقد وحسد على كل جميل ومستقر في بلادنا ويدل على نفوس مريضة ومعقدة.- وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) استهداف المعسكرات ونهب أسلحتها وقتل الضباط والجنود حماة الوطن وإخوانهم وأبناء جلدتهم . - وأن من أهداف ثورتهم السلمية رفض الآخر وإقصاءه وعدم الاعتراف بشرعيته وبحقه في الاختلاف عنهم وحقه في الحرية والحياة والوجود الذي كفله القانون والدستور ومعاملته كالمستعمر الذي ينبغي عليه أن يرحل قبل انتهاء مدته القانونية.. فهم لا يعرفون سوى العند والمكابرة وانسداد الأفق السياسي والمراوحة مكانهم ولسان حالهم يقول: (حبتي وإلا الديك).ـ وأن من أهداف ثورتهم السلمية أن تذهب البلاد إلى الهاوية في سبيل الوصول إلى السلطة وإلى كرسي الحكم ولا يهم ما يحصل بعد ذلك من تفتيت للبلاد وتقسيم وحروب أهلية ومصائب كارثية.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) تدمير المنجزات والمكاسب وتخريب المكاتب والمرافق العامة والوزارات ونهبها واتلافها كما تفعل الجماعات الإرهابية.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) التمترس في الحارات والشوارع وقطع الطرق على غرار ما يفعله قطاع الطرق.وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) إقفال الجامعات واحتلال المدارس ومنع العملية التعليمية وكأنهم أعداء للعلم والمعرفة والنور وأصدقاء للعتمة وخفافيش الظلام الحالمين بعودة المجتمع والناس إلى زمن التخلف والجهل مع أن أهداف الثورات الحقيقية بناء الإنسان ورفع الجهل عنه وتحسين مستواه العلمي والمعرفي والثقافي والرقي به بين الأمم.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) قطع التيار الكهربائي وإحراق أنابيب الغاز والبترول والهجوم على المنشآت الاستراتيجية والحيوية والعمل على زيادة معاناة الناس وتأجيج الأزمات وإشاعة الهلع والفوضى والإرهاب واقلاق السكينة والاعتداء على ممتلكات الناس.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) الاستعانة بالاجنبي والمراهنة عليه واستقدامه وتسهيل تدخله في شؤوننا الوطنية كالذي يستعين بالشيطان على أخيه المسلم مع العلم بأننا لم نسمع بأن يهودياً أو نصرانياً قد نصح مسلماً دون أن تكون له مصلحة في ذلك.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) التضليل الإعلامي والدجل والكذب والافتراء والمبالغة في نقل الأخبار الكاذبة والاستمتاع بمشاهدة صور المجازر وصور القتلى والتلذذ بآلام الجرحى وبكاء الأطفال والثكالى والارامل ومن أهدافهم (السلمية) تلفيق التهم وإلصاقها بالشرفاء من ابناء هذا الوطن من أجل تشويه سمعتهم والتهوين من نضالهم ويزعمون بأنهم ينقلون الحقيقة المطابقة للواقع وهم بعيدون كل البعد عن هذا الواقع الواضح وضوح الشمس.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) احتقار العقل والمنطق والحكمة والحوار ومعالجة الأمور بالتي هي أحسن فهم لايفهمون إلا لغة التصعيد والتهديد والوعيد والحسم والرفض والاقصاء والموت والفناء والدمار والتحالف مع القاعدة والإرهاب.ـ وأن من أهداف ثورتهم (السلمية) التحدث باسم الدين واستغلاله حتى وان كان هذا الاستغلال غير متطابق مع مقاصد الدين والشريعة أو ليس في محله مادام يخدم اغراضهم المبيتة والخبيثة ومراميهم البعيدة وأهدافهم السياسية القذرة وليس هذا النهج بجديد فقد زعم من ظن أن الحق في جيبه والكبر يملأ صدره والعناد راكب على عقله واتخذ إلهه هواه أنه: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) فهل ثورة هذه أهدافها يصح أن نطلق عليها ثورة سلمية أم عنيفة وهل سينجح اصحاب هذه الثورة في حكم المجتمع مستقبلاً وإقناع الناس بأنهم حققوا أهدافهم وطموحاتهم وآمالهم؟.
أخبار متعلقة