لطفي جعفر أمان.. قنديل أنار فتيله في ثورة (14 أكتوبر) وعبق فاح عطره في الاستقلال (30 نوفمبر)
كتبت/ دنيا هانيالشاعر اليمني العظيم لطفي جعفر أمان كان حلم ثورة بدأت شرارتها في منتصف تشرين الأول وانتهت تفاصيلها أواخر تشرين الثاني هو من قال لأول مرة بلادي حرة وعبر عن فرحته بكلماته: على أرضنا بعد طول الكفاح.. تجلى الصباح لأول مرة.. وطار الفضاء طليقاً رحيباً.. بأجنحة النور ينساب ثرة.. وقبلت الشمس سمر الجباه.. وقد عقدوا النصر من بعد ثورة.. وغنى لنا مهرجان الزمان.. بأعياد ثورتنا المستقرة..فشاعرنا العظيم كان قنديلاً أنار فتيله في ثورة الرابع عشر من أكتوبر وعبقاً فاح عطره في استقلال الثلاثين من نوفمبر ولهذا سمي بشاعر الثورة والاستقلال.ثورتان دقت فيهما الطبول وعزفت أحلى الألحان وتغنى فيها الشعراء بالنصر العظيم الذي تحقق لثورة 14 أكتوبر وبالثمرة التي جناها الشعب في الحصول على حريتهم وشم رائحة الاستقلال في نوفمبر.أمتلك ميولاً ثقافية وإبداعية في فترة مبكرة من مراحل حياته، وله إسهامات كثيرة أثناء الثورة وفي نهاية عهد الاستعمار حينما أستفزه بهذه الكلمات.. وهكذا تبددا عهد من الطغيان وحلق المدى ثورتنا.. تهتف فينا أبدا.. يا عيدنا المخلداً.. غرد.. فإن الكون من حولي طليقاً غردا.. غرد على الأفنان في ملاعب الجنان.. الشعب لن يستعبداً.. قد نال حريته بالدم والنيران.. وقتل القرصان..واصفاً الاستعمار الغاشم بالقرصان الذي أغتصب حق شعب واستولى على حق بلد وفي الآخر تمت النجاة منه والوصول إلى بر الأمان..وله قصيدة مشهورة أهداها وتحدى بها المستعمر صاحب السيجار الذي تجرأ يوماً وسأله من أنت؟في وسط القصيدة يرد عليه بكلمات تعصف بوجهه مخترقة رماد سيجارته ويقول له: أنا جراح لم تزل تخضب الطريق.. تعيش في انتفاض يومي.. وغدي المشوق.. وكل عرق.. من دمي يموّه الشروق.. أنا الذي على جراحي أمتي تفيقلو كنت تدري من أنا..وأختتم قصيدته بقوله: يا بصقة أرضي..من تكون؟ قل لنا؟وكأنه يصرخ في وجه العدو ويقول له.. آن الأوان لتكون لنا حرية شخصية في التخلص من عدوانكم .. لتنتهي بعدها حقبة الاستعمار في الجنوب ويبدأ عهد جديد مع بداية شروق صباح جديد وانتفض الزمان ودقت الساعة الأخيرة في صحوة الحقيقة ينتفض الواقع في دقيقة.. وفي إطار مشاركاته بالقصائد الثورية فإن لطفي جعفر أمان هو إنسان وفنان مرهف الحس يهوى الرسم والعزف على العود.. متعدد المواهب والاتجاهات ومهتم بالقيم الجمالية والفنية للرومانسية.. وتمثل بها في شعره وبالذات في أعماله الشعرية الأولى الأمر الذي جعله يحتل مكانة بارزة بين شعراء الاتجاه الرومانسي في اليمن.ولد شاعرنا العظيم بمدينة كريتر (عدن) بتاريخ 12مايو 1928م. وتوفي بعد صراعه مع المرض في 16 ديسمبر 1971م في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في القاهرة. كان حاضراً في حقبة كل من ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ويوم الاستقلال في نوفمبر.. رحل ولكن تظل روحه معنا في كل عيد وفي كل استقلال.. فعلى صفحات البياض الملطخة بدماء الكثير من الشهداء خطت ثورة 14 أكتوبر تاريخها وعلى أوراق وكتب الصمود دون يوم الـ30 من نوفمبر استقلاله.