في أكثر خطب الجمعة الأسبوعية يصب بعض خطباء المساجد المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين في بلادنا جام غضبهم على ولي أمرهم ويشنون عليه حملة عشواء ومسعورة إلى درجة نعته بالدكتاتور والحاكم الظالم المستبد ويستشهدون عليه بآيات من القرآن الكريم تتحدث عن الظلم مع أن أي مسلم لو عاد إلى التفاسير المأثورة لوجد أن الظلم المقصود به في القرآن الكريم هو الشرك والعياذ بالله بدليل تفسير النبي الذي لا ينطق عن الهوى فإنه فسر الظلم بالشرك، ولكن إخواننا المسلمين يفسرون الظلم الوارد في القرآن الكريم بالقهر والاستبداد على غرار تفسير أصحاب الإسلام السياسي الذين يلوون أعناق النصوص لتتناسب مع أهوائهم وميولهم وزيغهم وعقيدتهم الحزبية من اجل تشويه صورة الحاكم المجتهد الذي يدعوهم إلى الحوار ولا يحمل عليهم أي ضغينة أو حقد، فهل سمعتهم عن ديكتاتور يدعو معارضيه إلى الحوار السلمي الذي يخرج البلاد من أزمتها الراهنة وهل سمعتم عن حاكم ظالم حاولوا اغتياله في مقر حكمه ورئاسته فقابلهم برموز السلام ولم ينتقم منهم كما ينتقم الديكتاتور والحاكم المستبد؟! وهل سمعتم عن حاكم ديكتاتور أقر بمبدأ التعددية الحزبية واحترم الرأي والرأي والآخر وحرية الصحافة وجعل الناس يثورون ضده بديمقراطية لاحدود لها وهو ساكت ولم يقم بإبادتهم أو استخدام القوة ضدهم كما فعل طاغية ليبيا ؟! أنا هنا لا أدافع عن ولي أمر البلاد بل أوضح الأمر الملتبس فقط، فالحاكم ليس محتاجاً لمن يدافع عنه لسبب بسيط أنه ليس متهماً أو مداناً في محكمة بل مجتهد في أمور الحكم والسياسة وللمجتهد أجران إن أصاب وأجر إن اخطأ ومن ذا الذي يزعم أنه معصوم من الخطأ وقد قال عليه الصلاة والسلام: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون) فالرجل قد اعترف بأن هناك فساداً ومفسدين وأن هناك سلبيات حدثت وحصلت أثناء حكمه كان ينبغي ألا تحدث وكان ينبغي العمل على سرعة معالجتها وتداركها لكن الكمال لله سبحانه وكان على المعارضة ألا تغض الطرف عن المنجزات الملموسة في حياة الناس. لقد ذكر الله في محكم كتابه صفات للحاكم ولمن يتولى أمور الناس أو إمامتهم من هذه الصفات العدل والعلم والحكمة والصبر واليقين فقال: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فالذي يريد أن يكون إماماً على الناس ينبغي أن يتصف بالصبر واليقين، الصبر على الناس وأن لا يكون متذبذباً أو مهزوزاً أو متردداً فلماذا لانصبر على ولي أمرنا ونمنحه فرصة أخيرة للحوار مادام يدعونا إليه ونثبت للعالم أننا على قدر المسؤولية وحمل الأمانة في إمامة الناس في المستقبل وحكمهم بالعدل والإنصاف والصبر واليقين؟!.
أخبار متعلقة