غضون
* قاد الإمام يحيى حرب تحرير وطنية لإنهاء الاحتلال التركي ، أو قل هكذا قدم نفسه للناس فانضموا إليه وقاتلوا تحت تلك الراية، وبعد ست سنوات حرب وقع مع الوالي التركي وثيقة تعرف في المصادر التاريخية بصلح دعان ، وفي هذا الصلح المبرم اعترف الإمام بحق الأتراك في حكم اليمن مقابل حصوله على حق تعيين حكام المناطق الزيدية وجباية الضرائب فيها، وحسم الصراع على هذا الأساس، ولو مؤقتاً. وكان الصلح صدمة لبعض الذين قاتلوا مع الإمام، وقد سخر الشاعر الشعبي زاهر صلاح عطشان من هذه النهاية الهزلية للقضية الوطنية، فقال حينها: قالوا سبر صلح دعان وفيه سدوا رجال - وما درينا عليش تموا وكيف المقال - من غير ليش ما يسدوا قبل بدع القتال - عليش سرنا وجينا في السيال والجبال ؟ لا سيرتك ما تفيدك ، ما يضر الجلوس !يقول إن طرفي الصراع اتفقوا ولا ندري على ماذا اتفقوا وكان الأولى أن لا يبدؤوا الحرب، أما أن نقاتل في السهول والجبال وبعدها تنتهي القضية ببقاء الحال على ما كان عليه فقد كان أحرى أن نبقى جلوساً ، فمادام المسير غير مفيد فالجلوس لا يضر.* الآن .. وبعد الضحايا والخراب والدمار شبه الشامل الذي لحق بالبلاد وأهلها طيلة الأشهر والأيام الماضية يدور كلام مفاده أن تسوية سياسية سوف تتم لحل الأزمة، وأن هذه التسوية سوف تشمل أطرافاً لم تمارس عملاً سياسياً بل أعمالاً إجرامية شملت القتل والنهب وتدمير مؤسسات حكومية ومنشآت خاصة ومساكن مواطنين وشبكات نقل الطاقة والنفط ، وهاجمت معسكرات .. الخ. والحكومة تواجهت مع هذه الأطراف بوصفها متمردة وخارجة عن الدستور والقانون بقوة السلاح، فهل بعد هذا تعود إلى مكانها سالمة غانمة ولا تحمل تبعات أفعالها ؟ وإذا كانت الأمور تنتهي إلى مثل هذا النوع من التسوية فما الذي تغير إذن ؟نعم .. الحوار مطلوب والحل السلمي لا بديل له ، ولكن الحوار إنما يكون بين أطراف سياسية اختلفت آراؤها حول الإصلاح والتغيير ومارست ضغوطاً سياسية واحتجاجات سلمية وغيرها من أشكال المعارضة الديمقراطية ،وفي الأخير لجأت إلى الحوار للاتفاق على الإصلاحات المطلوبة والتغيير المنشود ، والتسوية هنا طبيعية .. لكن أن تشمل التسوية غير المتساوين في أشكال المعارضة الديمقراطية فهذا ظلم وتضييع لحقوق الدولة وحقوق الضحايا ، بل مكافأة للعصابات الإجرامية .[c1]* مبارك بشار..[/c]سررت كثيراً بفوز الدكتور بشار عبد الرحمن مطهر بجائزة جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج للبحوث والدراسات وهي جائزة علمية رفيعة حجبت في دورتها الأولى لعدم توافر الشروط العلمية في البحوث والدراسات المقدمة ،وفي هذه الدورة فاز بها الدكتور بشار بالمشاركة مع أكاديمي سعودي من بين جميع المرشحين.أهنئ صديقي الدكتور بشار بهذا الإنجاز الكبير الذي يدل على مثابرته وحسن تمكينه العلمي. ومثل بشار يوثق به على أولادنا في كلية الإعلام. والدكتور بشار بالمناسبة أستاذ مساعد بكلية إعلام. جامعة صنعاء ،شديد التواضع رفيع المكانة.