في خطبتي صلاة جمعة (العلماء ورثة الأنبياء) بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء أمس.. خطيب الجمعة:
صنعاء/ سبأ:أدى ملايين اليمنيين أمس صلاة « جمعة العلماء ورثة الأنبياء» في الساحات والميادين العامة بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية. وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء دعا خطيب الجمعة الشيخ محمد مساعد العرشاني المؤمنين إلى تقوى الله وأن يستقيموا إليه ويستغفروه. وقال: أيها المؤمنون يحيط بابن ادم أعداء كثر من شياطين الإنس والجن يحسنون القبيح ويقبحون الحسن ينضم إليهم النفس الامارة بالسوء والشيطان والهوى يدعونه إلى الشهوات ويقودونه إلى مهاوي الرداء ويوشك أن تنزلق أمامه أبواب الأمل ويدخل في دائرة اليأس من روح الله والقنوط من رحمته. وأضاف «ولكن الله العليم الحكيم الرؤوف الرحيم الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير فتح لعبادة أبواب التوبة ودلهم على الاستغفار». وخاطب الحاضرين قائلا: «هذه الجمعة جمعة العلماء، والعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه اخذ بحظ وافر العلماء ينفون عن الدين تحريف المغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ويبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً غيره وكفى بالله حسيبا، وعن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله وعلى اله وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس».ومضى الشيخ العرشاني قائلا: «والعالم الصادق لا يقبل أبداً أن يوجهه في خطابه رئيساً ولا مرؤوسا ولا حزبا ولا سلطان، وإذا فعل ذلك فقد اغضب الله وحلت عليه اللعنة» قال تعالى: «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون». واستطرد«واذا رأيت داعية او عالما يجامل سلطانا او ينحرط في حزب او عصبية لمذهب فاعلم انه يلهث وراء المال والمنصب والجاه، واذا رأيت ذلك في هذه المرحلة الخطيرة التي نمر بها ويمر بها وطننا الحبيب فاعلم ان ذلك زندقة». ودعا خطيب الجمعة إلى إقامة الحد بين الناس والتناصف فيما بينهم وإلا فأن العاقبة وخيمة، لان الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، قال تعالى «وكذلك اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد»، داعيا كل مسلم في هذا الوطن الغالي ان يتحلل من كل مظلمة وان يعيد الحق إلى نصابه حتى تنجوا الامة من هذه الفتنة التي ادخلها فيها اؤلئك الذين يسعون اليها من زمن قديم إلى أن وصلوا إلى هذه المرحلة التي يتأمرون فيها ليلا ونهارا قال تعالى « فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من اخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون». وخاطب خطيب جمعة (العلماء ورثة الأنبياء) جموع المصلين قائلاً: «أيها المؤمنون المحتشدون ياانصار الإسلام وحماة الوطن، دعا رئيس الجمهورية ايده الله والبسه ثياب الصحة والعافية إلى تحكيم كتاب الله وسنة رسوله من بداية الأزمة المفتعلة فرفض المارقون ظانين أن هذا الأمر يعد من الرئيس ضعفا، ولكنهم وهموا خيبهم الله بل ذلك الأمر فيه القوة والعزة, واسمعوا إلى ماقال ابن القيم في قوله تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر، قال لو لم يكن الحل في كتاب الله لما قال الله فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر». وأضاف «أن الإعراض عن الاحتكام إلى كتاب الله ينافي الإيمان «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما» فرئيس الجمهورية اطال الله عمره ليس عاجزاً فملايين اليمنيين ينتظرون منه الإشارة لكي يؤدوا واجبهم. وقال: «هلموا إلى الصلح لقد تنازل رئيس الجمهورية عن الحكم لأجل حقن الدماء مع أن البيعة له من الشعب إلى عام 2013م وفوض نائبه المناضل حفظه الله عبدربه منصور هادي، فلماذا التخريب وقطع الطرقات وسفك الدماء، هل انتم مؤمنون بكتاب الله قال تعالى: « وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون »، موضحاً أنهم يفرحون ويطربون ويرقصون للأشلاء التي يقومون بإعدامها حتى يؤلبوا الرأي العالمي، وقد كان رسول الله يحزن ويتألم لقتل مسلم. وقال الشيخ محمد مساعد العرشاني: «يا أبناء الشعب أن السفينة تغرق ودعاة الفتنة يمرحون ويسرحون وبيوتهم آمنة وهم آمنون وكل وطني يخوفونه ويحرضون عليه، انا ادعو كل وطني إلى أن يقوم بما يجب عليه قبل أن تغرق السفينة، وان هذه المؤامرات التي استفحل شرها ليست وليدة اليوم أنهم يتآمرون منذ عقود يريدون أن يصلوا إلى دفة الحكم بأي وسيلة وان كان بالردة والارتماء إلى اليهود والنصارى، ونقول لهم أن أساليب العنف ومسالكه من تفجير وخطف وسطو ونسف لا تهزم القيم الكبيرة ولا تقوض المنجزات ولا تحرر شعبا ولا تفرض مذهبا ولا تنصر حزبا. وأوضح أن العنف لا يمكن أن يكون قانوناً محترماً أو عرفاً مقبولاً فضلاً على أن يكون ديناً أو عقيدة، لان العنف والإرهاب لم يفلح في أي مكان من العالم في تحقيق اهدافه بل انه يورث عكس مقصد أصحابه فيقوي التماسك الشرعي والسياسي والاجتماعي في الامة المبتلاة، وان أي مجتمع يحب نفسه ويحافظ على مكتسباته لن يسمح لحفنة من الشاذين ان يملوا عليه تغيير مساره او التشكيك في مبادئه ومسلماته، مشيراً إلى أن الإرهاب لن يغير سياسة ولن يكسب تعاطفا بل يؤكد الطبيعة العدوانية لتوجهات أصحابة العدوانية، مذكرا بتداعي علماء اليمن من عموم محافظات الجمهورية وعلى اختلاف مشاربهم ومذاهبهم برئاسة رئيس جمعية علماء اليمن القاضي العلامة الوالد محمد بن اسماعيل الحجي، حيث ناقشوا البحوث المقدمة خلال ثلاثة أيام وخرجوا بأوامر ملزمة لأبناء الشعب حرموا فيها الخروج على ولي الأمر الذي تمت له البيعة، وهذا الأمر قد نص عليه إجماع المسلمين قاطبة، كما قال الشوكاني ان طاعة ولي الأمر أوضح من شمس النهار والأحاديث والأدلة من الكتاب والسنة متواترة وان جار وان ظلم. وقال وأيضاً حرم العلماء الاعتداء على الجنود في مواقعهم وقالوا إن ما يقوم به الجنود يعد جهاداً وحرموا الاعتداء على المنشآت وعلى الجامعات وعلى دور العلم من المدارس وغيرها وقالوا ان هذا الأمر يعد بغيا وخروجا عن الثوابت الوطنية والسب والذم الذي يصدر من قناة (سهيل) قناة الفتنة من ذلك البوق الشرير حرمه الإسلام ونص عليه العلماء الإجلاء، مستشهدا بما قاله السيد سابق في كتابه فقه السنة فبعد ان بين حكم البغاة قال انما اذا كان القتال لأجل الدنيا مثل ماهو حال اليوم وللحصول على الرئاسة ومنازعة ولي الامر فهذا الخروج يعتبر محاربه ويكون للمحاربين حكم آخر يخالف حكم الباغين، ويكون جزاؤهم القتل او الصلب او تقطع ارجلهم وايديهم من خلاف او الحبس او النفي من الأرض كما جاء في الآية الكريمة، ومن قتل من هؤلاء الخارجين حسب كلام السيد سابق فهو في النار ومن قتل من مقاتلي الدولة فهو شهيد. وقال اسمعوا ايها المفتونون يا من تقولون وبئس ماقلتم ان القتال في الصمع جهاد مثل جهاد غزة ماهذا الهراء ماهذا الافتراء على الدين اتخذتم من الاسلام مطية ويحكم اين عقولكم كيف استزلكم الشيطان ثم تروجون الإفك والكذب والبهتان تقولون ان المعسكرات تعتدي على ارحب وانا من ابناء ارحب ومن اقيالها ومن زندان لم نسمع من أي رجل او امراة من ابناء ارحب الا انهم يقولون جميعا ان الخارجين على الشرعية هم الذين يعتدون على الصمع قال تعالى «اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير». ودعا احزاب اللقاء المشترك الى اصلاح ماافسدوه والعودة الى وعيهم والى الحق، مذكرا بماقاله الشاطبي في المواثقات ان الشريعة جاءت لكي تحوط بخمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال، مشيرا إلى أن عصابة المشترك وجهال الاحمر قد انتهكت هذه الخمس الضروريات التي جاءت مقاصد الشريعة لأجلها وتشن حربا في العاصمة الآهلة بالسكان. واستطرد قائلا: ومن تأمل في الدستور الذي يحوي مائة واثنتين وستين مادة يجدكم يا أبناء الاحمر قد انتهكتم تلك المواد من أولها إلى أخرها وأنشأتم المليشيات والدستور يحرم ذلك وأقمتم السجون واتخذتم الشركات واوقفتم شركة يمن موبايل خمس سنوات حتى تحصلوا على المليارات وكنتم تعينون الوزراء والمحافظين واسهمتم في الفساد ثم بغيتم على الرئيس «وان كثيرا من الشركاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» ويقول الله سبحانه «وكذلك جعلنا في كل قرية اكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون الا بأنفسهم وما يشعرون» ويقول الله « واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا». ومضى قائلا: ان المنكرات كالأمراض المتفشية التي تزحف على الشعوب فلا بد من محاربتها وأعظم المنكرات هو الغلو في الدين قال تعالى: «لا تغلوا في دينكم غير الحق» وقال النبي من حديث ابن مسعود في الصحيحين « هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون» انها دعوة ممن يستجيب الله له من النبي فانا اخشى على من يسمى بعلماء المشترك ان تكون دعوة المصطفى قد أصابتهم فهم في انحلال دائم ومستمرا انهم في الحقيقة يغضبون الله في كل يوم قال تعالى «فإن تولوا فاعلم بان الله يريد ان يصيبهم ببعض ذنوبهم» لقد انزلوا بالشعب عقوبة جماعية مئات الألوف من الأسر افتقرت ملايين من أبناء الشعب تضرروا انهم لايشعرون بالفساد الذي تسببوا فيه وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وواصل خطيب الجمعة بالقول «ان الشعب يشكو من ظلمكم وحيفكم وفسادكم وبغيكم عليه، ايها الزنداني لقد كنت تقول ان في الأية «ناصية كاذبة خاطئة» إعجاز بانها تتحكم في الجسم، هنا الناصية هي تتحكم في الصدق والمكر فلماذا تمكرون بالشعب وبأمتكم اهذا هو الإعجاز الذي كنا نسمعه منك وكنت تأخذه من الصحف والمجلات ولست من اهله، وقلت ان في «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان» ان هناك محطة المصب بحيث يمازج بين العذب والفرات فلا يبغي العذب على الفرات، كيف تبغون على العسكر على الذين في مواقعهم، على المتقين وتهجمون عليهم ويقول النبي من قتل دون ماله فهو شهيد ان أولئك الذين في المواقع هم ابناؤنا واخواننا انهم مسلمون. وقال الخطيب: انكم تريدون رئيسا من غيركم غير انه موظف لديكم انكم تريدون الشعب ان يكون نسخة من العصيمات التي حرمتموها من المشاريع، ياابناء شعب اليمن هبوا لنجدتكم هبوا لتاريخكم انتم آل الحميريين انتم ابناء ذي يزن نفتخر بذلك وقد قال النبي ان هذا الامر أي الحكم كان في حمير وعاد الى قريش وسيعود الى حمير فهو في حمير. وخاطب الزنداني قائلا: ما وجه الاعجاز في تفسيرك للأية الكريمة «أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور» ظلمات انقطاع الكهرباء والظلمات في الغلاء وفي الانفلات، ماهذه الظلمات في الجرأة على المواقع وعلى الجنود وعلى الآمنين في العاصمة في الدائري وفي الحصبة ماهذه الظلمات في اللصوص الذين لو كانوا اشرافا لأستقالوا من الحكومة قبل عشرات السنين ثم عادوا الى الثوار لكي يحجزوا مكانهم. وتابع خطيب جمعة العلماء ورثة الأنبياء قائلا: أيها المؤمنون اين الظلمات؟ أليست في قتل عبدالعزيز عبدالغني وفي محاولة قتل رئيس الجمهورية، أين وجه الظلمات؟ في المهاجمة على المسجد المليء بالمسلمين في مسجد دار الرئاسة.