سجل علماء الدين في بلادنا في بيانهم الصادر عن مؤتمرهم الذي اختتم أعماله يوم الخميس الماضي بالعاصمة صنعاء موقفاً دينياً ووطنياً واخلاقياً وانسانياً حكيماً شخص المشهد اليمني الراهن والأزمة الطاحنة التي دخلت البلاد نفقها المظلم وتعاطوا مع الظرف الدقيق والخطير بمسئولية وموضوعية وقالوا كلمة الحق دون خوف في وجه أولئك الذين خرجوا عن الشرعية الدستورية وطاعة ولي الأمر كما استندوا إلى كتاب الله العظيم وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يجتهد العلماء في تفسير القرآن الكريم ولم ينساقوا الى متاهات المناكفات السياسية.جاء بيان مؤتمر علماء الدين في الوقت المناسب ليعلنوا موقفهم الواضح والشجاع أمام تلك القوى السياسية المعارضة وعلى رأسها القيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمين” من الشيخ عبدالمجيد الزنداني إلى أولاد الأحمر وجنرال الحروب المدمرة اللواء علي محسن الأحمر المنشق عن الجيش الوطني، الذين زجوا بالوطن في أتون الصراعات وأشعلوا حرائق الفتن الملتهبة في سائر البلد في محاولة منهم لاغتصاب السلطة والوصول إلى كرسي الحكم على أنهار من الدماء وهدم وخراب منجزات الثورة والوحدة ومكاسبها العظيمة.الثابت ان اكثر من (500) من علماء الدين الصادقين الانقياء شاركوا في ذلك المؤتمر الرائع الذي اتجهت الانظار اليه على مدى ثلاثة أيام ولاقى اثارة اعلامية مركزة حول وقائع جلساته ثم البيان الصادر عنه، وقد وجه رسالة نبيلة وسامية وذات أهمية لكل العقلاء ولمن يفهم محتواها من الأطراف السياسية للازمة وللشباب وحتى للقضية الجنوبية التي طالبوا النظام بمعالجتها ورفع المظالم عن الناس الذين لحق بهم الضرر والاقصاء والسلب والنهب للحقوق من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية. يقيناً ان هؤلاء العلماء الأفاضل باعتبارهم ورثة الأنبياء لم يخشوا شيئاً وهم يشخصون الأوضاع بعقلانية ويعلنون موقفهم الصريح مما يجري.. لم يجاملوا الحاكم.. بل نصحوه وبصروه بطريق الصواب والخير والسلام والعدالة.. لكن بيان هؤلاء العلماء الافاضل واعتبره بيان براءة الذمة لم يسلم من الحملات الاعلامية المسعورة لاحزاب المعارضة وخصوصاً الاعلام المتطرف للاخوان المسلمين من قناة سهيل الى الصحف والمواقع الاخبارية الالكترونية ومنذ الجلسة الأولى لمؤتمر العلماء حتى البيان الختامي شنت هذه الوسائل الاعلامية الموتورة هجومها ووجهت سيلاً من الاتهامات الى خيرة الرجال وأنزه الناس علماء الأمة دون خجل او استحياء من مكانتهم الدينية.. لكن العلماء قالوا شهادتهم ووجهوا رسالتهم عن المشهد بأمانة.. ولكن لمن يدرك قيمتها وليس لنزق المتشددين.
أخبار متعلقة