كواليس جمعة (النصر لشامنا):
صنعاء/ متابعات:كشفت تسمية جمعة الستين بـ “النصر لشامنا ويمننا” النقاب عن تباينات واسعة في صفوف المعارضة اليمنية، التي أخذت خلافاتها في العلن تأخذ أبعادا إقليمية ودولية عربية وإسلامية وغربية، مردها تباين الولاءات في الداخل حسب تباين جهاتها في الخارج.وفيما لم يكن لأطراف في المعارضة وجهات نظر مؤكدة بالرفض أو القبول للتسمية تلك أو اعتبارها لا تعنيهم، انحصر السجال بين حزب الإصلاح الأكبر في المعارضة من جهة وجماعة الحوثي وحزب البعث العربي الاشتراكي من جهة أخرى، إذ الإصلاح “الإخوان المسلمون في اليمن” ادعى أنه سمح بتمريرها تحت دعوى ضغط شباب الساحات، بينما جماعة الحوثي والبعث لاعتبارات متفاوتة عارضاها بفيتو لم ينجح، فلم يخفيا امتعاضهما منها.[c1]الإصلاح يبقي الصلة[/c]وجاء الدفع نحو التسمية من طرف حزب الإصلاح الديني بدعوى التوحد مع «ثوار سوريا» متسقا مع مرجعية الحزب، حيث الجماعات الدينية في المعارضة السورية طاغية الحضور، وأبرزها الإخوان المسلمون، في سياق التمايل مع الهوى التركي «الإسلامي السني» الحاضر بقوة إلى جانب المعارضة السورية، وموضة ادعاء الأحزاب الدينية السنية أنها ستحتذي «النموذج التركي»!!.كما أن استحضار المذهبية السنية مقابل النظام السوري العلوي ذي العلاقة الإستراتيجية مع الحكومة الإيرانية وحزب الله اللبناني الشيعيين سهل من تخندق جماعة الإخوان المسلمين في اليمن إلى جانب الجماعة في سوريا، من دون أن يقطعوا الصلة مع طهران التي لها مع الإخوان المسلمين في مصر وفلسطين صلات كبيرة.[c1]البعث في حرج[/c]ومع لعب حزب الإصلاح على الخصوصية السورية وجد البعثيون الاشتراكيون في قيادة الحزب القطرية التابع لحزب الأسد في سوريا أنفسهم في ورطة، إذ إقرارهم بتسمية جمعة «النصر لشامنا ويمننا» يعني وقوفهم إلى جانب خصوم نظام الرئيس الأسد، وحزبه القومي الذي تتلقى منه القيادة القطرية في اليمن الدعم المالي، وإليه تنتمي.ونقلت مصادر عن قياديين في البعث الاشتراكي - قطر اليمن - الذي يتزعمه الدكتور عبدالوهاب محمود «الأمين العام» امتعاضهم من اتخاذ الجمعة اسم «النصر لشامنا ويمننا» وأنهم أصيبوا بخيبة أمل لأن الإخوان المسلمين لم يراعوا موقعهم من النظام السوري، ووضعوهم في الحرج.وأضافت المصادر إن البعثيين الاشتراكيين اتهموا الإصلاحيين بالأنانية السياسية، كونهم لم يراعوا وضع شركائهم، وأن الإخوان المسلمين أرادوا تسجيل موقف على حساب شركائهم في المشترك، أو إرسال رسائل لمغازلة أطراف إقليمية على خصام مع نظام الأسد، حتى وإن جاء هذا - حسب المصادر - على حساب شركائهم في الداخل.[c1]جماعة الحوثي رافضة[/c]ومن جهتها لم ترض جماعة الحوثي عن تسمية جمعة الستين في صنعاء بـ «النصر لشامنا ويمننا» لأن مشاركتها في إقرار التسمية تخالف المعروف من مواقفها المعلنة عن «المؤامرة الكبرى» التي تستهدف سوريا، ومن ورائها المقاومة وعلى رأسها حزب الله.ولا يختلف موقف جماعة الحوثي الشيعية عن الرؤية الإيرانية وحزب الله اللبناني ضمن ترويكا ما يعرف بـ «الممانعة» التي يتداخل فيها البعد المذهبي مع المصالح الإستراتيجية في علاقة طهران بدمشق وفي فلكهما حزب الله ومؤخرا الحوثيون.وفي اتصال مع «أخبار اليمن» أبدى مسئول في المكتب الثقافي لجماعة الحوثي استغرابه مما وصفه بـ «حشر سوريا في اليمن».. مؤكدا أن الحوثيين لا علاقة لهم بالتسمية، وإيراد سوريا فيها. وقال: إن جماعة الحوثي في صعدة تعتمد تسميات خاصة بها، أما في صنعاء فإن الممسكين بزمام الساحات لا يستشيرونها في أسماء الجمع، فضلا أن يأخذوا برأيها.المسئول الحوثي الذي تحدث لـ «أخبار اليمن» قال إن التصريح في هكذا أمور من اختصاص الدائرة السياسية للجماعة، لكنه طلب عدم ذكر اسمه، لافتا إلى أن ما أدلى به لا يخرج عن موقف الحوثيين في المجمل.[c1]خطيب «زيدي» كـطُعم!![/c]ولوحظ أن الإخوان المسلمين اختاروا لهذه الجمعة «النصر لشامنا ويمننا» خطيبا شابا من أتباع المذهب الزيدي «الشيعي» الذي ينتمي إليه الحوثيون، في إشارةٍ القصد منها تأكيد رضا جماعة الحوثي عن التسمية، ومشاركتهم فيها.وظهر خطيب جمعة الستين «عباس شرف الدين» حريصا على إعلان انتمائه إلى الشيعة الزيدية من خلال استشهاده بنصوص تنسب إلى الإمام زيد بن علي «رضي الله عنهما» إمام المذهب الزيدي، مثل ما ينسب إليه من رسالة إلى علماء في عصره.وزاد الخطيب شرف الدين أن ختم خطبتي جمعة «النصر لشامنا ويمننا» بما هو متعارف عليه في جوامع «الزيود» في اليمن من الصلاة على الإمام علي وزوجته الزهراء وولديه الحسن والحسين «رضي الله عنهم»، في حين أجمل في حق بقية الصحابة، مستثنياً منهم من بدلوا بعد النبي عليه الصلاة والسلام كما قال.[c1]ليس كل ما يلمع «....»[/c]وفي حديثه مع «أخبار اليمن» قال المسئول في المكتب الثقافي لجماعة الحوثي: إن مجرد كون خطيب جمعة الستين زيديا، أو»ختم خطبتي الجمعة بالصلاة والسلام على الإمام علي وزوجته الزهراء والسبطين» لا يعني أنه «من جماعة الحوثي» حسب تعبيره.وشدد على أن ذلك لا يؤكد علاقة جماعة الحوثي بالتسمية التي أخذتها الجمعة، معيدا ما قاله في السابق من أن «حشر سوريا في اليمن» لا يعبر عنهم، أو يعكس موقفهم.وفي سياق آخر نقلت مصادر مقربة من قياديين في حزب الإصلاح امتعاضهم من الطريقة الزيدية «الشيعية البحتة» التي أدى بها الشاب عباس شرف الدين خطبتي الجمعة، حسب تعبيرهم..وقالت المصادر نقلا عن القياديين في الإصلاح: في الوقت الذي حث الخطيب فيه الجميع على عدم إظهار الخلافات إلا أنه كان أول من أظهرها، حينما أصر على التزام الطريقة الزيدية البحتة، ولم يذكر الخلفاء االثلاثة رضي الله عنهم، بل وبدر منه اللمز منهم بقوله في معرض الصلاة عليهم «من لم يبدل منهم» إشارة إلى معتقد شيعي بخصوص من تقدموا الإمام علي رضي الله عنه في خلافة المسلمين.[c1]«المنار» انحازت للسبعين!![/c]ولوحظ في هذه الجمعة «النصر لشامنا ويمننا» أن قناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله في شريطها الإخباري عن اليمن تجنبت ذكر اسم جمعة مناوئي الرئيس صالح في الستين بصنعاء، مكتفية بالقول: في «اليمن: ثورة الشباب تنظم تظاهرات في شارع الستين في العاصمة صنعاء و 17 مدينة رئيسية في محافظات البلاد».ويأتي هذا التجاهل من قبل «المنار» لاسم جمعة الستين تحاشيا للإخلال بموقف حزبها إلى جانب نظام الأسد التي تورد القناة أوصافا لمعارضيه من بينها «الجماعات المسلحة».وبينما أغفلت قناة المنار في شريطها الإخباري اسم جمعة المعارضة في الستين فإنها على غير عادة ذكرت اسم جمعة أنصار الرئيس صالح في السبعين كما يلي: «اليمن: تظاهرة مؤيدة لعلي عبدالله صالح في ساحة السبعين في صنعاء تحت عنوان (الاحتكام لصناديق الاقتراع)».[c1]قبول المغصوب.. وبشرط..[/c]وعلى الرغم من رضوخ جماعة الحوثي والقيادات القطرية لحزب البعث الاشتراكي واستسلامهم للأمر الواقع، إذ جرت تسمية الجمعة على غير هواهم بـ «النصر لشامنا ويمننا» إلا أنهم حسب مصادر خاصة كانوا فاوضوا حزب الإصلاح على أن تكون التسمية شاملة ما يسمونها بالثورات العربية، مثل صيغة «جمعة دعم الثورات العربية».ولفتت المصادر إلى أن الحوثيين طرحوا إضافة اسم دولة البحرين، غير أن الإخوان المسلمين أبدوا تحفظا «مرحليا» لأن المصلحة تقتضي الآن - حسب ما نقلت المصادر عنهم - عدم إظهار التأييد المطلق للثوار البحرينيين، واقترحوا على الحوثيين أن يتم رفع العلم البحريني وشعارات تؤيد «الثورة البحرينية».