غضون
- ما هي الوسائل التي لم يستخدمها بعد المشاغبون لإسقاط النظام بطريقة سلمية جداً جداً؟ قال أحد المعتصمين قبل أيام إن هذه الثورة الشبابية الشعبية السلمية لن تنتصر لأنها بلا أخلاق ولا تقاليد محترمة، وباتت كذلك لأن الذين أغاروا عليها افقدوها أخلاقها وسلبوا سلميتها ونزعوا منها ثوب الصدق.لم يبق أسلوب مرذول لم يستخدموه ولا وسيلة وحشية ولا أخلاق موحشة إلا فعلوها.. ثورة سلمية ولها جيش ومليشيات مسلحة تقتل هنا وهناك ولم يسلم منها المعتصمون أنفسهم. قتل وتدمير وكذب وشائعات وتلفيق وتزييف للوعي ومتاجرة بالضحايا، حتى المستشفى الميداني في ساحة التغيير ذو الرسالة الإنسانية صار مكاناً لممارسة الحيل والتجارة باسم الشباب وشتى أشكال الفساد، ويتعرض فيه مصابون بإصابات بسيطة لعمليات تحدث اختلالاً وظيفياً وتشوهات جسدية عمدية لزوم الدعاية الإعلامية ضد النظام.- ثورة باسم الشعب وأصحابها يزدرون الشعب ويهاجمونه ويدعون عليه في المنابر الفضائية والأرضية بدعوى أنه أغلبية صامتة لم تنضم إلى الثوار، ويحملون الأغلبية الصامتة مسؤولية تأخر انتصار الثورة، وهذا الاتهام صدر من الشيخ حميد الأحمر، أما الشيخ صعتر فقد كرر وفي آخر مرة عبر قناة سهيل لعن الشعب، وقال من لم يقف مع الذين يعملون لإسقاط النظام ملعونون في الدنيا والآخرة.ثورة شبابية سلمية أفقدها شيوخ القبائل والفرقة ومليشيات الإصلاح سلميتها وأكلوا دواخلها ومع ذلك تتجه اتهاماتهم نحو الآخرين.. الشعب صامت.. أمريكا تتآمر علينا.. السعودية تتآمر على الثورة.. مجلس الأمن متواطئ.. أوروبا صامتة.. وكأن هؤلاء كبار لدرجة أن أمريكا والعالم يتآمرون عليهم!ثورة يهتف فيها الثوار بعبارات يستحي من يحترم نفسه النطق بها، ويسمون الشعب بلاطجة. كنا ولا زلنا ننادي بثورة تعليمية لإصلاح التعليم وتطويره، وثوار اليوم يعتبرون تعطيل الدراسة أسمى أمانيهم، وإغلاق الدراسة والجامعة جهاداً أكبر.- كان الشباب الذين لديهم هدف واضح قد ثاروا في البداية ثورة محترمة، ولم تكمل شهرها الأول إلا وقد استحالت إلى ثورة مضادة وفوضى وعنف، ووصل الأمر بدعاة الدولة المدنية أن يكونوا تبعاً لمشايخ قبيلة معروفين بخصومتهم لمبادئ المواطنة والمساواة، ولا يطيقون حتى سماع عبارة دولة مدنية.كنت اسخر من الموالين والمسؤولين الحكوميين الذين كانوا يرددون عبارات: اليمن ليست مصر.. اليمن ليست تونس، والآن يعود الفضل لهذا النوع من الثورات في إثبات صحة تلك المقولات، تماماً مثلما تم إثبات عدم صحة عبارة “ ثورة شبابية سلمية”.. لهم الفضل في إظهار أن اليمن ليست مصر ولا تونس. الثورتان هناك حمتا الجامعات والمتاحف والمقرات العامة والملكيات الخاصة والتزم أصحابها بالخلق الرفيع ونأوا بأنفسهم عن اللصوص والفاسدين.. وأصحابنا فعلوا عكس ذلك تماماً.. إنها كما قال أحد المعتصمين ثورة بلا أخلاق.