14اكتوبر تستطلع أوضاع النازحين من محافظة أبين إلى عدن
أجرى اللقاءات : عادل خدشي - مروان جنزير:منذ قرابة (5 أشهر) وتحديدا في (27 مايو الماضي) سيطرت عناصر تنظيم (القاعدة) على مدينة زنجبار في محافظة أبين، وأجبرت سكانها على النزوح من ديارهم، تاركين بيوتهم وقطعانهم وأراضيهم الزراعية، وكل مصادر رزقهم خلفهم، خوفـا على حياتهم وحياة أطفالهم، واستقبلتهم محافظة عدن من خلال فتح مدارسها لهم وتعاطف كثير من الناس معهم، ومع معاناتهم.اليوم نحن نلج شهرنا الخامس على التوالي، ورغم الانتصار الذي حققه أبطال قواتنا المسلحة الباسلة على الصعيد الميداني في أرض المعركة (زنجبار) وغيرها من مدن وقرى أبين، إلا أن مشكلتهم لا تزال قائمة، خصوصـا أننا قد ولجنا العام الدراسي الجديد، وما زال إخوتنا مقيمين داخل أسوار مدارس محافظة عدن، تحيط بهم المعاناة والفقر... قمنا بنزول ميداني إلى مخيمات النازحين في عدد من مدارس مديرية صيرة (مدارس العيدروس والغرباني وبازرعة وشمسان والضياء).. حيث التقينا عددا من النازحين وإليكم الحصيلة :[c1]معونات حكومية[/c]ذهبنا إلى مخيم مدرسة الغرباني، وعند البوابة استقبلنا أحد الشباب النازحين، الذي أخذنا إلى فصول الإيواء المخصصة أصلا لطلاب المدرسة، ووجدنا وضعـا مزريا لا يليق بالنازحين، فالقمامة والمجاري تحيطان بهم من كل اتجاه، إضافة إلى معاناة الأمهات والآباء من عدم وصول المعونات الغذائية إليهم، فعن ذلك حدثتنا الأخت / أم عبدالله وهي عضو في لجنة شؤون النازحين رئيس الرقابة في مخيم الغرباني إذ قالت :لقد وصلنا إلى هذه المدرسة منذ بدء الأزمة، وقد رحبت بنا السلطة المحلية، وقام فاعلو الخير بدعمنا بالمواد الغذائية، عبر لجنة شؤون النازحين، التي قامت بصرف كروت خاصة لتسلم المواد الغذائية والفرش والبطانيات، طبعـا ليس كلنا، بل سقطت بعض أسماء من جاؤوا معنا وسرعان ما تم إضافتها.ومن خلال سؤالنا عن أوضاع النازحين قالت:دعني أتمم حديثي لكم، فقد استمررنا باهتمام اللجنة الإشرافية، وسرعان ما بدأت الخروقات، وشحت المواد الغذائية تدريجيـا، على الرغم من تقديم فاعلي الخير كثيرا من الدعم الإنساني لنا، إلا أنها لا تصل إلى النازحين بل إلى جيوب أولئك الذين نزحوا معنا وجعلناهم مسؤولين في اللجان الفرعية ما سبب لنا إحراجا أمام إخواننا النازحين فعلا، وبالتالي شحت المواد الغذائية واسطوانات الغاز، كما نعاني في مخيمنا هذا من غياب الرعاية الطبية، خصوصـا وأن بعضنا مصاب بالأمراض المزمنة منها السكري، وارتفاع الضغط، وأنتم ترون غياب عنصر النظافة وتراكم القمامة ومجاري الصرف الصحي تجري من تحتنا، ولدينا أطفال نخاف عليهم من الأمراض بينما يغيب عنا عمال النظافة والصرف الصحي.وردا على سؤالنا عما إذا كانت لديهم معرفة متى سينتقلون إلى مخيمات أخرى للبدء بالدراسة.. أوضحت قائلة:حقيقة لا نعرف لكن ما نتمناه هو الخروج من مخيم الغرباني والعودة إلى بيوتنا وليس إلى مخيم آخر.[c1]غياب السلطة المحلية أربعة أشهر[/c]عدد كبير من النازحين الذين وجدناهم في المخيم يؤكدون أن الدولة غابت عنهم طويلا، الأخ أحمد عوض باحكر أحد نازحي زنجبار مشرف المخيم تحدث قائلا:في شهر مايو نحن أول من افتتح المدرسة أمام إخواننا النازحين، ولقينا الرعاية والاهتمام، لكن بعدها بدأت الرعاية تتلاشى شيئـا فشيئـا، والالتزامات الضرورية بدأت في النقصان، ولاحظنا جميعـا أن السلطة المحلية رفعت يدها عنا منذ (4 أشهر) بينما التجار وفاعلو الخير ما زالوا يقدمون لنا الدعم؛ إلا أننا ما زلنا نعاني من عدم توافر الدقيق والأرز.وفي أثناء تجوالنا في المخيم صادفتنا إحدى الأمهات اللواتي سقطت اسماؤهن، وهي أم أحمد من أهالي زنجبار فتحدثت إلينا قائلة :أسماؤنا سقطت في الإيواء (السكن) وموجودون في المخيم من دون رقم إيواء، وكروتنا المتعلقة بالمواد الغذائية هي كذلك وصلت إلينا متأخرة، ونتمنى من الله العزيز القدير أن يتوب علينا من الحاجة إلى الغير، ويعيدنا إلى بيوتنا آمنين سالمين.أما الحاجة محمدة محمد سالم إحدى النازحات في مدرسة الغرباني فأبدت مخاوفها من امتداد بقائها خارج بيتها في زنجبار قائلة:لقد هدم بيتي في زنجبار، ونهبت أغنامي، ولا نعرف ماذا سنفعل إذا عدنا إلى ديارنا، خوفي يكمن في بقائنا فترة طويلة، فقد سمعنا شائعات تقول : إننا سنغادر المدرسة إلى أحد المخيمات خارج عدن.[c1]عودة الحق إلى أصحابه[/c]بعد تجوالنا في مخيم الغرباني بمنطقة الخساف بقلب كريتر قمنا بجولة مشابهة إلى مخيم النازحين في منطقة شعب العيدروس بمديرية صيرة داخل مدرسة العيدروس المتوقفة عن التعليم بسبب النازحين، ووجدنا المدرسة أفضل من سابقتها، في استقبال النازحين والحفاظ على النظافة والاهتمام بأطفالهم والتقينا الأخت عيدة الخضر جعبل وهي إحدى النازحات من كود أبين التي قالت :تركنا بيوتنا من غير تفكير مبيت، بأننا سنتركها، ولكن ظروف الحرب الدائرة في أبين حالت دون بقائنا في أرضنا، فبسبب الحرب نهبت منازلنا وهدمت، بالإضافة إلى نهب مواشينا، لذلك نطالب الدولة بحل سريع ووقف الحرب الدائرة وبناء ما هدم وتعويضنا التعويض العادل عما خسرناه من ممتلكات وأراضٍ زراعية، خربتها عناصر (القاعدة)، كما نريد أن نقول للجهات المسؤولة في الدولة: إلى هنا ويكفي تشردا ونزوحا إلى مناطق أصبحنا فيها عالة على مدارسها وطلابها وطالباتها.وبادرناها بالسؤال عن المعونات المقدمة إليهم فأجابت :لم نتسلم أية معونة سوى معونات منظمة اليونيسيف والقنصلية العمانية فقط.وتساءلت : أين قيادة محافظة أبين من الأوضاع المتردية التي نعيشها نحن النازحين، فمنا من لم تعجبه المعيشة في المخيم، لتردي الوضع الغذائي والصحي، فغادروا المخيم ليستقروا عند أهاليهم في عدن، أما نحن فلنا الله ولا حول لنا ولا قوة.أما في ما يخص اليوم الأول لافتتاح المدارس يوم السبت الماضي 17 سبتمبر 2011م في مختلف محافظات الجمهورية، فمحافظة عدن كان لها نصيب الأسد من عدم حضور الطلاب والطالبات إلى المدارس بسبب تواجد النازحين من محافظة أبين، الذي حرم الطلاب والطالبات الذهاب إلى المدارس ولم يجد أحد الحل الناجع لهذه المشكلة التي تؤرق أولياء الأمور.فإلى متى سيظل طلابنا وطالباتنا خلف أسوار المدارس.في هذا السياق أشار عدد من مديري مدارس مديرية صيرة إلى أن مشكلة النازحين في طريقها إلى الحل متى وكيف؟؟قالوا : لا ندري!! حيث شكلت لجنة لحصر النازحين في عدد من المدارس التي يتواجدون فيها.من ناحيتهما أكدت مديرتا مدرستين من مدارس مديرية صيرة إن الطلاب والطالبات لم يأتوا إلى المدرسة بسبب وجود النازحين من محافظة أبين، وامتلاء الغرف الدراسية بهم، ولا تستطيع إدارة أي مدرسة بها نازحون تأدية واجباتها التربوية والتعليمية في ظل هذه الظروف الصعبة، التي أصبحت اليوم تؤرق أولياء الأمور، حيث أن مديري مدارس مديرية صيرة كانوا في اجتماع مع مكتب التربية بالمديرية، لحل هذه المشكلة، وتم نزول لجان تابعة لمحافظة أبين بالتنسيق مع إدارة التربية والتعليم بالمحافظة لحصر النازحين في المدارس ووضع الحلول المناسبة خلال الفترة المقبلة.وأوضحتا أنه ضمن المعوقات والصعوبات التي تواجه التربية والتعليم في المدارس مشكلة الكهرباء في المدارس فهي تشكل عبئـا كبيرا على الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، فلا يمكنهم توصيل المعلومة إليهم بسببها، تذهب عليهم ساعات طويلة من الدوام اليومي.[c1]حصر النازحين[/c]كما التقينا الأخ حسين علي الشجاع - رئيس لجنة حصر النازحين في مدرستي العيدروس والضياء الذي قال:نقوم بالإشراف على حصر النازحين من محافظة أبين في مدرستي العيدروس والضياء بمديرية صيرة، فعددهم (18 أسرة) في مدرسة العيدروس وفي مدرسة الضياء (35 أسرة).حتى الآن لا توجد أية حلول تخص النازحين، وإنما سننتظر استكمال حصر هذه الأسر ونتوقع حلها قريبـا من قبل الجهات المختصة.كما كان لنا لقاء مع الأخت أحلام أحمد علي إحدى النازحات من محافظة أبين قالت :شيء جميل أن يتم الحصر للأسر النازحة كل في مكانه، لكن المؤسف أن يحصر أناس لا وجود لهم بيننا، نرجو الاهتمام من قبل الجهات المختصة بهذا الشأن.وفي ختام جولتنا الصباحية التقينا الأخت وجدان ماسك - نازحة وفي لجنة الحصر للنازحين في مدرستي العيدروس والضياء فقالت :لدينا كشوفات في ضوئها نقوم بتحضير النازحين في المدارس، والموجودون في المدرسة الذين لم يتم تسجيلهم نقوم بتسجيلهم في الكشوفات، كما نقوم بوضع إشارة في الكشف للأشخاص الذين لم يكونوا متواجدين في المدرسة.ونأمل قيام الجهات المختصة بوضع الحلول السريعة لكل النازحين بمن فيهم الساكنون في منازلهم ولدى أقربائهم والمستأجرون.. ونتمنى أن يكون الحل قريبـا إن شاء الله، لأن وضع النازحين سيئ جدا في المدارس ولا يسر العدو قبل الصديق.