(الرائدة الأولى) على مستوى اليمن والجزيرة العربية في مجالها رئيسة سيدات الأعمال بعدن كلثوم ناصر لـ 14اكتوبر :
حاورتها / أشجان المقطري:كلما حققت المرأة مزيداً من النجاح، أصبحت أكثر قرباً من مجتمعها، وبالتالي أكثر معرفة بشؤونه وشجونه، فالنجاح يتيح لها أن تنظر من القمة لترى الفضاء الأرحب الذي يحيط بها، فتتطلع إلى المزيد من المعرفة لتزيد من عطائها وتقدمها. صحيفة (14 أكتوبر) التقت المرأة الناجحة كلثوم محمود ناصر رئيسة سيدات الأعمال و (الرائدة الأولى ) وأول فتاة على مستوى اليمن بل على مستوى الجزيرة العربية في مجالها، لتتعرف إلى مشوارها وسر تسميتها بـ (الرائدة الأولى ).. فإلى التفاصيل. بطاقة تعريفية * هلا أعطيتنا نبذة عنك ؟ ** في البداية أتوجه بالشكر والتقدير الجزيل لصحيفتكم المقروءة التي تحتل مكاناً واسعاً في قلوبنا على اهتمامها، اسمي كلثوم محمود ناصر رئيسة سيدات الأعمال بالغرفة التجارية - عدن، من مواليد مدينة عدن، درست في كلية البنات، وحصلت على شهادة الـ ( g.c.e ) البريطانية، وواصلت الدراسة الجامعية في ( كلية الاقتصاد والعلوم السياسية) بجامعة بغداد فسميت بـ (الرائدة الأولى ) للمرة الأولى، وكنت أول فتاة على مستوى اليمن - بل على مستوى الجزيرة العربية - تتخصص في الاقتصاد والعلوم السياسية في بداية التسعينات، والتحقت بوزارة الخارجية في عدن فكنت أيضا ( الرائدة الأولى ) - للمرة الثانية - إذا أني أول فتاة تلتحق بوزارة الخارجية آنذاك ، وفي مرحلة التأميم غادرت الوطن برفقه زوجي البروفيسور فايز الحشيش للدراسات العليا، فاستقر بنا المقام في النمسا، حيث حصلت على درجة الماجستير في (القانون الدولي ) ، ثم انتقلنا للعيش في بريطانيا وبعد سبع سنوات انتقلنا إلى أمريكا ليواصل زوجي تخصصه، بعدها انتقلنا إلى كينيا، وهناك عملت مع الأمم المتحدة، وبقينا في دول المهجر نتنقل ما بين بريطانيا وأمريكا وكينيا، لكننا كنا نزور الوطن. وقد ساهمنا كثيراً في أعمال خيرية وإنسانية خلال هذه الزيارات. وفي عام 2008م تم انتخابي أيضاً ( الرائدة الأولى ) للمرة الثالثة لرئاسة أول مجموعة لسيدات الأعمال في الغرفة التجارية والصناعية بعدن. أشجار المانجروف كانت البداية * كيف كانت بداية دخولك إلى عالم التجارة ؟ ** بدأت التجارة في الواقع عندما استقر بنا المقام في كينيا، وأصبح زوجي رئيساً للجالية اليمنية في ممباسا ونيروبي، فكنا نستقبل في ضيافتنا الكثير من التجار الخليجيين واليمنيين، ونقدم لهم خدماتنا مجاناً، فنرافقهم، ونرشدهم إلى مختلف الشركات والمصانع، وننصحهم بأمانة وإخلاص، وعندما لمسوا أمانتنا وصدقنا وعدم اكتراثنا للمال أصلاً، اقترحوا علينا إنشاء مكتب تجاري، وبالفعل أنشأنا (شركة كال سال التجارية) وبدأنا في تصدير أخشاب (المانجروف) المرغوبة جداً في اليمن، وفي دول الخليج، فهي ذات قوة ومتانة، وعصية على دودة الأرضة أو التلف، وفي اليمن كانت تستخدم للسقوف ودعامات لأشجار العنب وأعمدة للكهرباء، وفي دول الخليج تستخدم في صناعة السفن الخشبية الكبيرة.وتم تسجيل شركتنا هذه في الغرفة التجارية والصناعية بعدن عام 1992م ، والآن وبعد أن توفي زوجي فايز، وتوفرت أعمدة الكهرباء الألمنيوم، وقوارب الفايبر جلاس توقفنا عن تصدير هذه الأخشاب. الفساد الإداري والمركزية عقبة منفرة *هل تواجهك صعوبات في عملك ؟ ** الواقع أن أكبر الصعوبات التي تواجه كل المستثمرين هو الفساد الإداري والمالي من رشى وهبات ومركزية مع عدم وجود جدية من قبل الوزارات المعنية تجاه أي مشروع، ناهيكم عن مشاكل الأراضي، إضافة إلى تعدد الجهات التي تطالب بالرسوم والضرائب والواجبات والإيرادات .. الخ رغم قوانين الاستثمار المعقولة، إذ أن التطبيق العملي لها خاصة في عدن محبط ومنفر ولا يشجع إطلاقاً. * هل شاركت في مؤتمرات اقتصادية ؟ ** نعم، شاركت في مؤتمرات دولية وعلى حسابي الخاص، عندما كنت أعيش في دول المهجر، وفي الداخل شاركت أيضاً على حسابي الخاص في كثير من المؤتمرات التي عقدت في العاصمة صنعاء، وكذا في المؤتمر الكبير الذي عقد في عدن عام 2009م، برعاية الغرفة التجارية والصناعية تحت مسمى ( عدن بوابة اليمن للعالم ). كيف تجدين نظرة المجتمع إلى المرأة العاملة في التجارة ؟ -التجارة عمل شريف ، وأول تاجرة في الإسلام هي السيدة خديجة بنت خويلد، واستقامة وأخلاق المرأة العاملة في المجال التجاري هي التي تفرض نظرة المجتمع لها سواء بالاحترام أو بالازدراء. شركة (كال سال)*ماهي الأعمال التجارية والخيرية التي ساهمت بها، ومنذ متى بدأت ؟ **بدأت عندما كنت في المهجر، حيث أنشأت شركة (كال سال) للاستيراد والتصدير هناك، وهي أيضاً مسجلة في الغرفة التجارية الصناعية بعدن منذ عام 1992م ، وكنا حينها نعمل في الخارج في مجال تصدير أخشاب (البوريتي) من ماليندي إلى اليمن وبعض دول الخليج - كما عملنا في مجال الأدوية في المجمعات الصحية وبأسعار رمزية أو مجانية. وفي عام 1993م عدنا أنا وزوجي إلى الوطن، وأخذنا على عاتقنا إدارة المجمعات الصحية في كل مديريات عدن، وقمنا بتحويلها إلى مراكز صحية للعلاج المجاني، وصرف الدواء بمبالغ رمزية، وإجراء عمليات مجانية وتكافل معنا بعض التجار من خارج الوطن، واشترينا أدوية بنصف مليون دولار على أساس توزيعها للفقراء ، لكن الحرب قضت على المشروع الخيري، واستولى مكتب المحافظ على كل الأدوية، ولم توزع للفقراء ولم يعوضونا عن خسائرنا الباهظة، فغادرنا الوطن نادمين، ثم عدنا عام 2000م، وافتتحنا (مستوصف الفايز) وكان يقوم بعمل إنساني راق وبامتياز، إلا أن الفاسدين في الضرائب مع الأسف الشديد لم يقدروا هذا، فغادرنا مرة أخرى ولا نزال نساهم في كفالة الأيتام، والكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية التي لا نود ذكرها. المرأة التاجرة * ماذا عن الأوضاع التجارية في ظل هذه الأزمة ؟ ومن هم الأكثر صموداً الرجال أم النساء؟ **هناك ركود في هذه الأيام وهذا نتيجة للأوضاع الحالية، أما عن الصمود في المجال التجاري أو الوضع التجاري فلا يوجد مقياس لذلك. * بماذا تنصحين المرأة اليمنية العاملة في التجارة ؟ **عليها أن تتحلى بالأخلاق الحميدة، والهدوء والأمانة، والصدق فهذه عناصر النجاح، ولا أدعي أن كل امرأة بإمكانها أن تنجح في التجارة، ففي التجارة يجب أن تكون هناك قناعة وصبر ونفس تجارية وخبرة عملية وعلى كل امرأة أن تبدأ بالدراسة الميدانية قبل البدء في أي مشروع فهي مهمة جداً وضرورية.