14 اكتوبر تستطلع آراء عدد من القيادات التربوية
استطلاع / فيصل الحزميالتعليم الجيد يوفر في حالات الكوارث والحالات الطارئة حماية جسدية ونفسية واجتماعية للطلاب بشكل عام والأطفال بشكل خاص، كما أنه يخفف من الأثر النفسي الاجتماعي الناتج عن النزاع والكوارث، عن طريق إعطاء الطلاب والطالبات شعورا بحياة طبيعية ومستقرة.ففي مناطق الصراع قد تضطر العائلات إلى الهرب من بيوتها بحثاً عن ملاذ آمن، حتى أن الأطفال يضطرون إلى القتال في حروب ليس لهم شأن بها.ولهذا فإن (حملة العودة إلى المدرسة) تحمل على عاتقها مسئولية إلحاق هؤلاء الأطفال بالمدارس من خلال توفير التسهيلات المناسبة والكافية لأطفال وأسر النازحين (ذكورا وإناثا) بالالتحاق في التعليم في مجتمعاتهم المضيفة، بمن فيهم الأطفال في سن التعليم خارج المدرسة.(14 أكتوبر) استطلعت آراء عدد من القيادات التربوية عن أهمية الحملة والنتائج المرجوة منها .. فإلى الحصيلة: كانت البداية مع وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي الذي أوضح في سياق حديثه أن الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة هي برنامج استحدثته وزارة التربية والتعليم بهدف تحفيز المجتمع على إدخال أبنائهم وبناتهم المدارس وإظهار حقوق الطفل في قضايا التعليم وتشجيع الطلاب للعودة إلى المدرسة، كما تهدف حملة العودة إلى المدرسة في المقام الأول توفير التعليم لأبناء وبنات الأسر النازحة، الذين تأثروا من التداعيات السياسية والنزاعات المسلحة، وتخفيف أعباء الأسر بتوفير المستلزمات المدرسية لمساعدتهم على إلحاق أبنائهم وبناتهم بالتعليم في المجتمعات المستضيفة وتوفير متطلبات عملية الالتحاق.[c1]لن نتهاون مع المخلين[/c]في هذه الأثناء أكد الأخ الوزير الجوفي أهمية تضافر الجهود من أجل إنجاح الحملة بما يكفل تحقيق أهدافها المنشودة في رفع مستوى الالتحاق بالمدارس في المناطق المستهدفة إلى جانب رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وضرورته لكل أطفال اليمن ذكورا وإناثا، باعتباره حقاً أساسياً من حقوق أبناء اليمن جميعا، وذلك طبقا لما جاء في دستور الجمهورية اليمنية والقانون العام للتعليم رقم (45) لسنة 1993م.ولفت إلى أن التربية لها قدسيتها التي تجعلها بعيدة كل البعد عن أي أجندات سياسية أو أي ارتباطات حزبية.. داعيا كافة الأحزاب في الساحة إلى إبعاد الطلاب والمدارس بشكل عام عن المكايدات الحزبية والسياسية واستشعار مسؤوليتهم الوطنية تجاه أبنائنا باعتبارهم أمانة في أعناقنا جميعا، ويجب علينا عدم إدخالهم في تلك المهاترات مع ضرورة تحييد العملية التعليمية والنأي بها عن المناكفات الحزبية حتى لا تنحرف عن مسارها، مجددا دعوته لكافة المنتسبين للعملية التعليمية والتربوية إلى التفاعل الايجابي مع هذه الدعوة.. مؤكدا أن الوزارة لن تتهاون في تطبيق الإجراءات المخولة لها بموجب القانون في حالة الإخلال بالعملية التعليمية والتربوية.[c1]الحملة تتطلبها المرحلة[/c]من جانبه أوضح وكيل قطاع التدريب بوزارة التربية الدكتور عبدالله اللمس أن الحملة تتضمن برنامجا تدريبيا يستهدف أربعة آلاف معلم ومعلمة في تسع محافظات، إضافة إلى تجهيزات ومستلزمات مدرسية، ستسهم بها الجهات والمنظمات المانحة للطلاب والمدارس خاصة في مناطق الأحداث ومخيمات النازحين حيث سيتم البدء في عملية توزيع المستلزمات في الـ (23) من سبتمبر الجاري على مرحلتين خلال شهري سبتمبر، وأكتوبر وتستهدف (850) ألف طالب وطالبة موزعين على 17 محافظة. ولفت إلى أن حملة العودة للمدرسة لم تأت من فراغ، وإنما وفقا لمعطيات الواقع ومتطلبات المرحلة والأحداث والمستجدات التي شهدتها اليمن.وأضاف : كما أن تطورات الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن منذ مطلع العام الجاري 2011م، إضافة إلى الأحداث المسلحة التي يخوضها أبطال القوات المسلحة مع عناصر القاعدة في محافظة أبين ومنطقة (نهم) خلقت أوضاعاً غير طبيعية وهذه الأوضاع تأثر بها الطلاب بشكل أساسي، وكذلك المعلمون لأنهم شاهدوا ”مناظر الحرب، ومناظر التهجير، ومناظر النزوح وغيرها“ وأثرت على نفسياتهم.. فقدوا أعزاء عليهم أو فقدوا ممتلكات وعانوا من إشكالات، وهذه بالتأكيد تراكمت على نفسيات الأطفال وتراكمت أيضاً على نفسيات المعلمين؛ وبالتالي نحن من خلال الحملة نريد التغلب على الآثار النفسية وإعادة المعلمين أولاً إلى جو العملية التعليمية ومساعدتهم من خلال التدريب على تجاوز هذه المرحلة، كما نسعى إلى تنمية القدرة لديهم على مساعدة الأطفال على تخطي هذه الإشكالية والعودة إلى جو المدرسة والمساعدة على عمل تعليمي جيد.[c1]بدء العام الدراسي تحد حقيقي[/c]وفي السياق ذاته قال مدير مكتب التربية بأمانة العاصمة الأخ محمد الفضلي: إن بدء العام الدراسي الجديد في ظل ظروف المرحلة التي تعيشها اليمن يمثل تحديا حقيقيا لوزارة التربية والتعليم ولمكاتبها وتحديا للمجتمع المحلي وللمواطنين بشكل عام على أساس أن يكون العام الدراسي القادم ناجحا ومكتملا يعوض فيه الطلاب ما تضرروا منه في العام الماضي. وأضاف : حقيقة لقد استشعرت قيادة وزارة التربية والتعليم هذا التحدي وعملوا بالتعاون مع المنظمات المانحة على تنفيذ برنامج الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة تزامنا مع تدشين العام الدراسي الجديد، وهي حملة توعية تحفيزية في سبيل دعم الوعي وتحفيز الطلاب والطالبات وتشجيع المجتمع ككل على الدفع بأبنائهم وبناتهم إلى المدرسة.وأشار إلى وجود إجراءات أخرى سيتم اتخاذها ضد كل من يحاول العبث أو تعطيل العملية التعليمية خاصة المعلمين الذين وجه لهم العام الماضي إنذارات لإضرارهم بسير العملية التعليمية نتيجة إضرابهم عن العمل، وقد تعهدوا بعدم تكرار ذلك وتم تسليمهم رواتبهم، وقال إنه في حالة امتناعهم عن العمل هذا العام سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بما يحفظ ويصون حق أبنائنا وبناتنا في التعليم ويضمن عدم إهدار عام دراسي من أعمارهم دون فائدة.وأمل الفضلي أن يستشعر الجميع مسؤولياتهم الوطنية وأن يدركوا أن التعليم مسؤولية الجميع وينبغي أن لا تدخل العملية التعليمية في أي صراع.[c1]أقوى سلاح[/c]بدوره شدد مدير عام الأنشطة المدرسية أحمد حمود الحاج على ضرورة إيلاء العام الدراسي الجديد اهتماما خاصا، نتيجة ظروف المرحلة التي تعيشها البلاد، التي تستدعي من الجميع العمل بروح الفريق الواحد من أجل استقرار العملية التعليمية والنأي بها عن الخلافات السياسية وأن يجعلوا مصلحة الطلاب والطالبات في المقام الأول، باعتبار أن العلم والتعليم هما نقطة الارتكاز لأي نهوض حضاري يشهده أي مجتمع، فمن حق أطفالنا أن يتعلموا في كل الظروف.وكما قال نيلسون مانديلا : التعليم هو أقوى سلاح يمكننا أن نستخدمه لتغيير العالم.[c1]رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم[/c]فيما وصف مدير عام الإعلام التربوي المسؤول الإعلامي للحملة إسماعيل زيدان أن الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة التي تنفذها وزارة التربية للعام الثاني على التوالي بالتعاون مع عدد من المنظمات المانحة هي مشروع إستراتيجي، تهدف الوزارة من خلاله إلى رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وضرورته باعتباره حقا من حقوق الأطفال ذكوراً وإناثاً يلزمنا به الدستور وكل التشريعات التي تخص التعليم.وأضاف : وهو الوسيلة الأولى للتنمية، فالتنمية البشرية هي أساس التنمية وجوهرها، وجهود التوعية هذه تستهدف جميع شرائح المجتمع (الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والمجتمعات المحلية جميعها)، وذلك من منظار أن التعليم هم وطني يجب أن يشارك الكل في العمل على الدفع إليه.. مشيرا إلى أن حملة العودة إلى المدرسة تركز في برنامجها وأنشطتها المتنوعة على تعليم الفتاة لتحصل على نصيبها في توفير الفرص التعليمية والرعاية والتسهيلات سواء كانت أسرية أو مجتمعية أو مكانية بجعل المدرسة تتناسب وحاجات الفتيات وظروفهن.