شيء محير حقيقة بل وغير طبيعي كون أصوات يمنية تريد المملكة أن تسقط لها النظام الذي يبدو ألا حيلة لها فيه .. فعلا أصوات يمنية لا تبدو رشيدة أبدا وهي تروج لفكرة وقوف المملكة في طريق الثورة وكأنها تبحث عن ذرائع لفشلها ربما في إزاحة نظام الرئيس صالح حتى تاريخه .. الغريب أن هذه الأصوات تجزم بمناصرة المملكة نظام علي عبد الله صالح وهي التي طرحت تنحيته في المبادرة الخليجية!!طيب كيف يستوي هذا الأمر ؟! بل بأي كتاب أم بأية سنة ترمي المملكة بكل ثقلها لإقناع الرئيس صالح بالرحيل لحل المشكل اليمني بطرق سلمية تحقن دماء اليمنيين وتحافظ على مكتسباتهم ومن خلال اتفاقية مكتوبة جندت لها دول مجلس التعاون الخليجي كلها وليس المملكة فحسب كل الظروف لإنجازها، في الوقت الذي هي تتبنى فيه موقفا مؤيدا لنظام صالح الذي تطالب برحيله في المبادرة..منتهى السخف فعلا أن يفتعل البعض من اليمنيين هذا المنطق المتناقض ليشوهوا موقف المملكة ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي لحلحلة الأزمة اليمنية!! لا خلاف على أن هناك من يريد ان يقنع الدنيا بمن فيها اليمنيون أن للسعوديين مصالح في بقاء نظام على صالح على حساب الشارع اليمني مع كل الحقائق علي الأرض.. وأن الشيء الوحيد الذي قد يعيد الرشد لهذه الرؤوس فقط في حالة تسليم المملكة السلطة للثوار في الشارع وهو أمر جنوني ولا منطق يحكمه لأن نظام صالح هو من يتحكم في اليمن لا المملكة .. يعني لن تصبح المملكة مرضيا عنها إلا إذا قامت بمناولة السلطة للمرتمين في ميدان “التغيير” لتصبح عندها ملاكا حاميا لاستحقاقات الشعب اليمني..!! شيء مضحك فعلا أن يطالبك الآخرون بما لا تملك التصرف فيه بل وأبعد ما يكون أن يقوم بذلك السعوديون الذين لديهم حساسية مفرطة جدا في التدخل في شؤون الآخرين الداخلية .. كان بمقدور المملكة أن تتفرج على ما يجري في اليمن ولا تكلف نفسها عناء المبادرة فهي ليست جامعة الدول العربية وليست قوة كبرى تهيمن على موازين المنطقة كأمريكا.وصول اليمن لهذا المخنق لم يتسبب فيه إلا النظام والأطراف التي وقفت مع الشارع لسبب أو لآخر فهي أخطاء يمنية صرفة لا دخل لا للمملكة ولا لدول الخليج ـ التي حيدت خطاب الأصوات اليمنية المناوئة للمملكة لتروج لسخافات لا يقول بها عاقل ـ سعت المملكة بكل مقدراتها لدرء الأسوأ عن بلد جار وصديق واستقراره يعني للمملكة وكل دول المنطقة الكثير .. منطق الأمور يقول: إن المملكة مثلما مدت يد العون للشعب اليمني بالمبادرة السلمية استقبلت الرئيس صالح بدوافع إنسانية لبلد ظل وسيظل فاتحا أبوابه لكل الأشقاء دون أن يعني ذلك وقوفا مع أو ضد .. وكون علي عبد الله صالح ورموز النظام يتلقون العلاج في المملكة لا يعني أن تأخذ مفاتيح السلطة من علي صالح لتسلمها للشارع اليمني .. هذا مجرد هراء وتخاريف لا تستحق حتى الاهتمام.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]صحيفة ( اليوم ) السعودية[email protected]
أخبار متعلقة