وزير التربية والتعليم عبدالسلام الجوفي لـصحيفة 14 اكتوبر :
لقاء / هناء الوجيهيعتبر التعليم من الأولويات الوطنية ذات الأهمية الكبرى بما يمثله من ارتباط وتلازم مع إستراتيجيات التنمية والنهوض المجتمعي والارتقاء الاقتصادي والوطني، وهو يمثل الطريق الصحيح نحو بناء وصنع المستقبل الأفضل.ومن هذا المنطلق تكون أهمية تضافر الجهود في سبيل استمرار العطاء التربوي والتعليمي مهما كانت الظروف والأزمات... وللحديث عن جهود وزارة التربية والتعليم واستعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد 2011 / 2012م خاصة في ظل الظروف والصعبة الراهنة التي تمر بها اليمن، والتي كان لها تأثير مباشر في إعاقة العملية التعليمية مؤخرا التقينا الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم.. وهذه هي الحصيلة :[c1]- تمر اليمن بمشاكل وأزمات صعبة في الوقت الراهن، وها نحن على مشارف عام دراسي جديد، ما هي استعداداتكم في وزارة التربية والتعليم لاستقباله؟[/c]- - هذا العام بالتأكيد يختلف عن سابقيه، بسبب أنـه يأتي في ظل ظروف غير اعتيادية بدأت منذ الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي، ولذا فالعودة إلى المدرسة لهذا العام تمثل تحديـا كبيرا، ولكن بإذن الله وتوفيقه سوف تتمكن وزارة التربية بمكاتبها وفروعها كافة - بالتعاون مع القوى الفاعلة داخل المجتمع كالآباء والأمهات والأفراد والمؤسسات، وكذا الأحزاب والمنظمات - من تحقيق نجاح متميز في الإقبال على المدارس والانتظام فيها هذا العام، وسيكون ذلك بالوعي المسؤول من قبل الجميع بأهمية التعليم كونه أساس صنع المستقبل الأفضل، ولا يمكن الحديث عن مستقبل أفضل، إلا بالحديث عن التعليم، فلابد من تكاتف الجهود لتكون المدرسة هي المكان الآمن لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، ونحن في وزارة التربية والتعليم، قد بدأنا الخطوات العملية في طريق الاستعداد لفتح المدارس واستقبال الطلاب، وسنقوم بالترتيبات والتجهيزات كافة التي تضمن أمن وسلامة أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، بما يلبي تمكينهم من حقهم في التعليم أيـا كانت الظروف أو المعيقات.[c1]حملة وطنية- تعدون لحملة وطنية للعودة إلى المدرسة.. ما هي الخطط والبرامج التي ستقدمونها خلال هذه الحملة؟[/c]- - هذه الحملة هي أحد الإجراءات التي تستخدمها وزارة التربية والتعليم، وهي ذات أهمية في الوقت الراهن كونها تهدف بصورة أساسية إلى زيادة مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التعليم كحق أساسي من حقوق أبناء اليمن عمومـا، وهذه التوعية تستهدف الآباء والأمهات والمجتمعات المحلية، وتسعى إلى حشد جميع الجهود من أجل إلحاق الأبناء والبنات بالمدارس بشكل عام، وتركز الحملة بشكل خاص على المحافظات والمناطق التي تضررت مع الأحداث، وعلى مخيمات النازحين في محافظات أبين وصعدة وعمران وحجة، وكذلك الأحياء المتضررة في أمانة العاصمة كـ «حي الحصبة» و«حي الجامعة»، وهي تضم تقديم نوعين من الدعم : الأول توعوي، ويستهدف شرائح المجتمع كافة، والثاني تحفيزي وتشجيعي، بما سيتم توزيعه من مستلزمات وأدوات دراسية وخيام وغيرها من مستلزمات تخفف عن الأسر النازحة وتدعم احتياجات أبنائنا الطلاب والطالبات، وسيتم البدء في عملية توزيع المستلزمات في الـ 23 من سبتمبر الجاري على مرحلتين الأولى خلال شهري سبتمبر وأكتوبر وتستهدف (850) ألف طالب وطالبة، موزعين على (17 محافظة)، وهناك جانب دعم غير مباشر، من خلال تدريب المعلمين والمعلمات على كيفية التعامل مع الأبناء والبنات في ظروف الأزمة الراهنة، وما بعد الأزمة وسيكون التدريب لـ (3800) معلم ومعلمة في (تسع محافظات) يقوم بتدريبهم (320) مدربـا ومدربة.[c1]ترجمة واقعية- في العام الماضي بالكاد تمكن الطلاب والطالبات من إنجاز عامهم الدراسي، بسبب الأوضاع التي يمر بها اليمن الحبيب، والتي عطلت العملية التعليمية في عدد من المدارس، منها أغلقت أبوابها وأخرى تمركز فيها مسلحون.. ما هي الحلول التي اتخذتموها بشأن المدارس المغلقة والأخرى التي يتمترس فيها المسلحون؟[/c]- - في ما يخص المدارس المغلقة، تم التخاطب معها عبر مكاتب التربية التابعة لها، وألزمت بفتح أبوابها مجددا، وهي تستعد الآن لاستقبال الطلاب، أما المدارس المغلقة والمعطلة بسبب اقتحامها من قبل مسلحين، فقد قمنا بتوجيه عدد من الرسائل إلى كل الجهات، وهناك استجابة مبدئية تعتبر نظرية سوف نعمل على ترجمتها على أرض الواقع، وأنا متأكد تمامـا أنـه سيتم إخلاء هذه المدارس من جميع المسلحين، من كل الجهات، وعندي تفاؤل كبير بهذا الشأن، بل أنا متأكد من أن الموضوع سيرى حلا سريعـا خلال الأيام القليلة القادمة.[c1]مشكلة إنسانية- في ما يخص المدارس التي في محافظة عدن والمليئة بالنازحين من محافظة أبين.. كيف سيتم معالجة وضعهم؟[/c]- - هذا الموضوع بالتحديد يعتبر مشكلة معقدة، لأنـه يتعلق بجانب إنساني، لابد من مراعاته، فأولئك النازحون قد تضرروا ونزحوا من بيوتهم واتخذوا هذه المدارس ملجأ ومأوى آمنا لهم، واستقروا فيها لأكثر من شهرين، وفي الوقت نفسه، نحن بحاجة إلى هذه المدارس ليذهب إليها الطلاب والطالبات من أبناء المحافظة عمومـا، بالإضافة إلى أبناء وبنات النازحين أنفسهم، ولأهمية هذا الموضوع تم مناقشته أربع مرات في مجلس الوزراء، قدمت خلال النقاشات عدد من المقترحات والحلول، وحاليـا الإخوة في اللجنة التنفيذية للنازحين يعملون على حل هذه الإشكالية، وهناك بوادر قد تم وضعها بحلول تتضمن تأمين أماكن بديلة ينتقل إليها النازحون، وأتوقع أن يكون ذلك خلال الفترة القريبة القادمة، وبعد إخلاء هذه المدارس فهي بالتأكيد ستحتاج إلى ترميم، وقد تفاهمنا في هذا الجانب مع بعض المانحين وبعض الجهات المانحة على أن يتم عمل الترميمات اللازمة بمجرد إخلاء هذه المدارس لتعود إلى مظهرها اللائق لاستقبال أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات.[c1]إجراءات مرنة- كيف ستكون آلية وإجراءات التعامل مع الطلاب والطالبات وكذا المعلمون والمعلمات النازحون من المناطق المتضررة؟[/c]- - أعتقد أن الجميع لاحظوا الأسلوب والتعامل المرن مع أبنائنا الطلاب والطالبات خلال فترة الامتحانات، فالجمهورية كلها كانت مركزا امتحانيـا واحدا، وكان النازح من أبين أو غيرها يستطيع التقدم للامتحان في أي مركز امتحاني في كل المحافظات والمناطق، وهذا ما ساعد على نجاح فترة الامتحانات وبالأسلوب ذاته، والكيفية المرنة نفسها، وسوف نتعامل مع أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات خلال الفترة القادمة وسنعمل على تسهيل الإجراءات كافة، التي تضمن التحاقهم بالمدارس حتى على مستوى الوثائق المدرسية التي يحتاجها الطلاب وعندما يتقدمون للتسجيل سوف نكتفي بعمل تعهدات، ومن ثم يقبل الطالب للتسجيل بشكل طبيعي، كون الأسر النازحة من المناطق المتضررة لها خصوصية، وقد وجهنا جميع مكاتب التربية والتعليم بالمحافظات على أن يتم التعاون معهم إلى أقصى ما يمكن، وإذا ما وجدت إشكاليات، فهناك غرفة عمليات داخل الوزارة سوف تتعامل مع الحالات حسب الوضع بشكل مباشر، وأعد الجميع بأننا سنسهل لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات الإجراءات كافة بما يضمن دخولهم المدرسة وانتظامهم فيها.. أما في ما يخص المعلمين والمعلمات النازحين من محافظة أبين فسيتم اتخاذ إجراءات مرنة معهم، بما يتناسب مع خصوصية وضعهم، وبما يضمن نجاح العملية التعليمية والتربوية.[c1]تضافر الجهود- الكلمة الأخيرة التي تودون توجيهها في ختام هذا اللقاء؟[/c]- - أدعو كل الآباء والأمهات، وكل الأفراد في المجتمع المحلي والأحزاب والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني، وكل فئات المجتمع إلى تضافر الجهود بهدف إنجاح الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة، بما يحقق عملية التحاق ناجحة بالمدرسة وانتظام في العملية التعليمية باعتبار أن التعليم حق أساسي من حقوق كل أبناء اليمن، ونحن في وزارة التربية والتعليم قد وجهنا الجهود كافة، من أجل أن تفتح المدارس أبوابها لاستقبال أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات، ونحتاج إلى تعاون الجميع بالدفع والتحفيز على الالتحاق بالمدارس كون المدرسة هي المكان الآمن ومنها فقط يمكن صنع المستقبل الأفضل، وأنا متأكد أن الجميع سيكونون على قدر عالٍ من المسؤولية وسيكون الوعي كبيرا، وستكون مدارسنا هذا العام زاخرة بأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات وزاخرة بالعطاء التربوي الصادق والمثمر من الكوادر التربوية والتعليمية كافة، وبإذن الله وتوفيقه سيكون عاما دراسيـا متميزا وناجحـا بتعاون وتكاتف الجميع.