شاهدنا عبر قناة الفتنة (سهيل) مقابلة مع شيخ يزعم أنه أمين عام للجنة الوطنية للحوار الوطني، وهذا الشيخ لايستحق أن يتبوأ هذا المركز.. لماذا؟ لأن أقواله وتصريحاته وسلوكه لاتدل على أمانة ولا على وطنية ولا حوار متسامح وديمقراطي ولا يدخل في قاموس تفكيره سوى مفردات النفي والإلغاء والتجاهل، وقد شاهدنا لهذا الشيخ أكثر من حوار أو لقاء صحفي أو تلفزيوني وليس له هم إلا الأخ الرئيس وأولاده وأولاد أخيه، وكأن هذه الأسرة قد قضت مضجع هذا الشيخ في حله وترحاله وصحوه ومنامه ويحلم أن يغمض عينيه ثم يفتحها وقد قالوا له إن الأخ الرئيس قد ذهب من المشهد السياسي واختفى هو وأولاده وأولاد أخيه لكي تتهلل أسارير وجهه فرحاً وسروراً اغتباطاً بسماع هذا الخبر، وكأن هاجسه اليومي هو هذا الخبر الذي جعله يدور حوله ولم يستطيع نسيانه ويؤرقه ليلاً ونهاراً مع أن الناس يتحدثون عن قضية وأزمة الوطن الكبرى، أما هو فتجده مهموماً بزوال ولي أمره ومن كان سبباً في تكثير ثروته وتكبير شهرته ..!!والغريب والعجيب أنهم يعتبرونه الأمين العام للجنة الحوار الوطني فأين هي لغة الحوار الوطني من شخص يريد إلغاء ولي أمره الشرعي حتى عام 2013م، ولا يعترف بالرأي الآخر المختلف ويتمنى زواله ولا يعترف بالحرية ولا بالنظام الديمقراطي. مشكلة هذا الشيخ هي اعتقاده بأنه ممثل الشعب اليمني بملايينه الـ (25) و المتحدث باسمهم دون أن يكلفه أو يفوضه أحد ويزعم أنه أمين عام للجنة حوار الوطني وكل تفكيره أن يذهب رئيسه الدستوري، وكأن المسألة ثار شخصي قبلي بين أسرتين، واختزل هنا قضية الوطن الكبرى في هذه المكايدة والتنافس على السلطة بين الشيخ مع أخوانه وبين الأخ الرئيس مع أولاده وأولاد أخيه، والغريب والعجيب أيضاً أن يتحدث هذا الشيخ عن ثورة الشباب ولم يفوضوه أو يكلفوه بالحديث نيابة عنهم مع العلم أن حزبه لا يرجع إلى الشباب إلا عندما يختلف مع النظام على أي أمر سياسي، وعندما تم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل حزب المؤتمر الحاكم وأحزاب الشيخ المذكور لم يهتم أحد بالشباب ولا بثورتهم، وعندما يضغط الحزب الحاكم على المعارضة يلجأ الشيخ وحزبه المعارض للحديث عن ثورة الشباب وعن الانتصارات الباهرة في ميادين الساحات والاعتصامات التي تضرر منها العديد من الناس القاطنين والساكنين بجوار تلك الساحات والذين لو ثاروا على من يضايقونهم لشاهدنا مذبحة لا يمكن تصور فداحتها.ومشكلة هذا الشيخ أيضاً اعتقاده وظنه أن الدولة ونظامها قد صارا من الماضي ولم يتبق منهما إلا بقايا نظام وهذا تفكير الواهمين والمستهزئين بالآخرين الذين يعيشون في ظنونهم وأحلام يقظتهم الوردية، هؤلاء الذين يزعمون بأنهم أمناء على حوار وطني ..!!لا ندري متى يستيقظ هذا الشيخ، الحالم بكرسي الرئاسة وهو غير مؤهل لذلك، من غفلته ويرى الواقع على حقيقته فيتحدث عنه بعقلانية وموضوعية وتجرد بعيداً عن الشطط والحماس العاطفي والتهور القبلي وغرور أصحاب المال المترفين والمترفعين على الناس،لايعرفون معنى التواضع الأخلاقي الذي ذكره الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بقوله: (إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم بل بأخلاقكم) إن هذا الشيخ دأب على تكريس أمواله من أجل الفتنة وإثارة الفوضى والقلاقل داخل البلاد والعمل على زعزعة الأمن والاستقرار نكاية بمن يحقد عليهم ويحسدهم على اختيار الشعب اليمني لهم بالرئاسة وقيادة وتكوين أفضل فصائل الجيش اليمني وسيموت هذا الشيخ كمداً بغيظه لأن الحظ لم يحالفه بتولي منصب من المناصب العليا والرفيعة برغم امتلاكه للمال وللقناة الإعلامية التي تثير الفتنة بين الناس بالدجل والكذب والتزوير وقد فقدت ثقة مشاهديها لأنها لا تحترم تفكير الغالبية العظمى من الشعب الذي تظنه من الدهماء أو الغوغاء أو الأميين أو الرعاع.لقد لعن الله من يثير الفتنة النائمة وسيخيب ظنه وسيحاسبه الشعب في يومٍ ما على ما اقترفه هو وإخوانه في حي الحصبة عندما حولوا هذا الحي المهم من عاصمة للجمهورية إلى أرض محروقة عندما تخيلوا أنفسهم فوق الدولة الشرعية وفوق القانون بذريعة الدفاع عن أنفسهم وهم أول من تدخل في اختصاص الدولة باعتراضهم عناصر الأمن والنجدة في مدرسة بجوار منزلهم، وكأنهم دولة داخل دولة، ومعروف أن البادئ أظلم كما يقولون والمثل الشعبي يقول: (من عمله بيده يستاهل ما يقع له).لقد ظن الشيخ وإخوانه أنهم سيحكمون اليمن في المستقبل بعد انتهاء فترة الأخ الرئيس أو زوال حكمه لكننا نقول لهذا الشيخ: هيهات فهذا حلم بعيد لأن كارثة حي الحصبة ستظل محفورة في ذاكرة اليمنيين ووصمة عار في جبين الشيخ وإخوانه..!!
أخبار متعلقة