مكتب التربية والتعليم بالحديدة .. استعدادات مكثفة لاستقبال العام الدراسي
استطلاع/ أحمد كنفانيأيام قلائل تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد 2011 ـ 2012م الذي يتم استقباله هذا العام في ظل ظروف صعبة وأحداث سياسية خطيرة يعيشها الوطن ويتجرع مرارتها الشعب وألقت بظلالها على مختلف مفاصل الحياة، وعلى الرغم من الاستعدادات الجارية من قبل الجهات المعنية لاستقبال العام الدراسي إلا أنه وعلى غير العادة بدا الوضع مختلفاً بالنسبة لبعض الأسر، حيث أبدت القلق والتخوف من ألا يكون هناك انتظام هذا العام في الدراسة ويصبح الطلاب متخبطين وقلقين على مستقبلهم المرهون باستقرار الأمن والسكينة.ولمعرفة المزيد عن الاستعدادات الجارية لاستقبال العام الدراسي في محافظة الحديدة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وآراء الطلاب وأولياء الأمور والعاملين والمختصين في الجهات ذات العلاقة أجرت صحيفة (14 أكتوبر) هذا الاستطلاع الميداني وهاكم الحصيلة:[c1]توفير الأجواء المناسبة لانجاح العام الدراسي[/c]بداية تحدث إلينا الدكتور/ علي بهلول علي ـ مدير عام مكتب التربية والتعليم في المحافظة بالقول:الوضع يبدو مختلفاً هذا العام نتيجة الظروف والأزمة السياسية التي تشهدها البلاد والتي دخلت شهرها الثامن والقت بظلالها على مختلف مفاصل الحياة ومنها الاستعداد للعام الدراسي الجديد الذي اصبح على الأبواب ويحتاج إلى تعاون الجميع.وأوضح بهلول أن مكتب التربية والتعليم في المحافظة كغيره من المكاتب في عموم محافظات الجمهورية مازال يسعى إلى استكمال كافة استعداداته وترتيباته المتعلقة ببدء العام الدراسي الجديد 2011 ـ 2012م في مختلف مديريات المحافظة وتهيئة الأجواء الملائمة له.وأشار إلى أنه تم مؤخراً عقد عدة لقاءات مع مديري المراكز التعليمية وفروع مكاتب التربية في المديريات ومنحهم كافة الصلاحيات للاشراف الفني والإداري لإدارة العملية التربوية والتعليمية حسب ماهو مخطط لها من قبل الوزارة بما في ذلك توزيع المعلمين والمعلمات على المدارس حسب موقعها وفق اسس ومعايير واضحة حسب النطاق الجغرافي ومعالجة الكثير من الإشكاليات وتغطية احتياجات المناطق النائية من المعلمين والمعلمات بما يضمن نجاح العملية التربوية والتعليمية بالإضافة إلى استكمال المقررات الدراسية والتجهيزات الأساسية وتوفير المتطلبات والوسائل التعليمية والتنسيق بين فروع مكاتب التربية والسلطات المحلية في المديريات وإطلاعهم على ما تم تنفيذه ومكونات التنقلات والتحضيرات لبدء الدراسة في المدارس بما يسهم في خلق التكامل لإنجاح العام الدراسي والعملية التعليمية وتحقيق الأهداف المرجوة.[c1]المدارس ليست للمماحكات السياسية[/c]من جهتهم أكد عدد من الأكاديميين وأولياء أمور بعض الطلاب في مركز المحافظة أهمية تهيئة كافة الظروف المناسبة لاستقبال العام الدراسي الجديد 2011 ـ 2012م المقرر تدشينه السبت القادم وضرورة ان تكون المؤسسة التعليمية مستقلة وخارجة عن الأزمة الراهنة لافتين إلى أنه لابد من تطبيق النظام على جميع العاملين في الحقل التربوي والتعليمي بجدية وحيادية واتخاذ الاجراءات القانونية حيال المتغيبين والمتقاعسين عن أداء واجبهم المهني وضرورة تضافر الجهود من قبل مديري المراكز التعليمية والمدارس والمديريات وأعضاء المجالس المحلية والشخصيات الاجتماعية ومجالس الآباء والتعاون في حل الاشكاليات التي تواجه العملية التعليمية ودعم الأنشطة التعليمية والرياضية في جميع المدارس لما من شأنه النهوض بالعملية التعليمية باعتبارها حجر الزاوية للتنمية في الوطن، لافتين إلى ضرورة خروج كل المجاميع المسلحة من المدارس التي تتواجد في بعض المحافظات سواءً كانت تابعة لاحزاب أو لأي طرف كان باعتبار المدارس من المؤسسات التعليمية المستقلة وساحة للعلم والمعرفة وتربية الأجيال وتنشئتهم التنشئة الصالحة وليست للممحاكات والاغراض السياسية.وأشاروا إلى أهمية تفعيل أداء الإدارات المدرسية وإدارات المراكز التعليمية والتكامل والتعاون والتنسيق فيما بينهما وإشراك مجالس الآباء والشخصيات الاجتماعية وكل الخيرين من أبناء الوطن، مشددين على ضرورة اتخاذ اجراءات صارمة وفقاً للقانون تجاه المخالفين والذين يدعون إلى الفوضى والمتساهلين معهم.[c1]الاستعداد الأمثل لتدشين العام الدراسي الجديد[/c]فيما أوضحت مديرات مدارس (خولة بنت الأزور الأساسية الثانوية) و(المجمع الشمالي والسعيد التربوي) و(عذبان) و(26 سبتمبر) في مديريات الحوك والحالي والميناء أن الاستعدادات لبدء الدراسة بالتعاون والتنسيق مع مكتب التربية والمراكز التعليمية في المحافظة تم التخطيط لها مسبقاً وتنفيذها حيث تم وضع الجداول الدراسية وتحديد الحصص وتوزيعها إلى جانب أن الكتب تم توفيرها هذا العام مبكراً وإن كان هناك بعض الاحتياج إلى بعض الكتب لعدد من الصفوف ولكن التوفير شبه كامل وفي ما يخص المدرسين والمدرسات هناك اكتفاء ذاتي ولايوجد عجز وعملية قيد وتسجيل الطلاب قد بدأت وتتواصل.وأشرن إلى أن نسبة الاقبال على القيد والتسجيل جيدة بالرغم من الظروف التي يعيشها أبناء الوطن.وأكد مديرو مدارس (الثورة الأساسية الثانوية) و(عمر بن عبدالعزيز) و(الصباح) و(الـ 30 من نوفمبر) و(النور) في مركز المحافظة أن الاستعدادات لبدء الدراسة للعام الجاري على ما يرام وتسير كما خطط لها فبعد تسليم النتائج بدأ استقبال الطلاب الجدد وتسجيلهم وكذلك تسجيل طلاب المدارس أنفسهم وتسليم الكتب كاملة وسوف يتم الاجتماع بالمدرسين خلال الأسبوع الجاري لتوزيع الجداول والحصص وتنظيم الأمور أدارياً بحيث تبدأ الدراسة يوم الـ 17 من سبتمبر الجاري وبإذن الله سنتغلب على الصعوبات آملين من جميع الجهات التعاون لانجاح هذه المهمة التي تعتبر خطوة كبيرة ووطنية.[c1]ارتفاع أسعار المتطلبات والمستلزمات المدرسية[/c]من جهته اعتبر مدير المركز التعليمي بمديرية الحوك الأخ/ عبده هبة الشريف أن بدء الدراسة لدى بعض الأسر يكون قاسياً ومؤلماً نظراً للصعوبات المالية التي تعاني منها إذ لا تستطيع الوفاء بالمتطلبات والمستلزمات المدرسية لأبنائها فتشكل عبئاً إضافياً يثقل كاهل رب الأسرة في المقام الأول، وهو ما وافقه عليه رئيس مجلس الآباء في مديرية الحوك عباس الحميري الذي أوضح أن هذا لا يمنع أرباب الأسر من الحاق أبنائهم بالمدارس، مؤكداً ضرورة التعاون وتضافر الجهود وأنه على استعداد لتوفير بعض الإحتياجات المدرسية لبعض الطلاب المحتاجين والمعوزين.[c1]المعاناة جراء الأزمة السياسية[/c]وقال الأخ/ صالح حسن حسن مهدي أحد الشخصيات الاجتماعية المعروفة بإسهاماتها الخيرية في المحافظة :يوماً بعد يوم تزداد معاناة أبناء الوطن جراء الأزمة السياسية التي يعيشها الوطن منذ أشهر عديدة والتي ألقت بظلالها الوخيمة على مختلف الجوانب الحياتية والمعيشية لأبناء هذا الوطن الذين فقدوا البهجة والفرحة بالعديد من المناسبات الدينية رغم محاولة الكثير منهم التظاهر بالفرحة والسعادة رحمة بالأطفال الذين لا ذنب لهم فيما يعانيه آباؤهم ووطنهم من صعوبات وتحديات جراء هذه الأزمة الخطيرة، وإذا كان معظم أطفالنا وشبابنا قد ضحوا اليوم مجبورين بالعديد من متطلباتهم الخاصة والضرورية نتيجة لظروف آبائهم ووطنهم فإنهم غير مجبورين على التضحية بمستقبلهم العلمي والدراسي والعيش بوطن آمن موحد مستقر يجدون فيه كل ما يحتاجونه ويتطلعون إليه من أسباب ووسائل الحياة الكريمة والرغيدة.[c1]الانتظام مرهون بالأمن والاستقرار[/c]ولمعرفة آراء الطلاب ووجهة نظرهم في الاستعداد لاستقبال العام الجديد التقينا بالطلاب محمد عبدالله الودان وسعيد مقبل الرماح وفؤاد محسن عبده وعثمان هبة كشوم بعد خروجهم من مدرسة الثورة وتسجيل أسمائهم في كشوفات الالتحاق بالصف التاسع أساسي والثالث ثانوي علمي فأكدوا أن «ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية ورسوم التسجيل وغيرها من المستلزمات مشاكل تواجه الطالب بداية كل عام دراسي ونحن إلى الآن لم نقم بشراء أي من المستلزمات، فأرباب أسرنا من ذوي الدخل المحدود ويعانون هذه الأيام من ضغوطات كبيرة فما إن بدأت تلوح لهم إجازة العيد بالوداع مع ما رافقتها من مصاريف فادحة حتى تفتح المدارس والمكتبات أحضانها لهم وهذا يثقل كاهلهم» .وأفادت فوزية الكردي وسامية النعمي وسمرة فؤاد وبثينة محمد بأنهن متخوفات من الالتحاق بالمدارس هذا العام بسبب الأحداث الجارية وما رافقتها من صعوبات ومشاكل كغلاء أجرة المواصلات وغيرها وظروف آبائهن الذين هم كثيرو الشكوى من طلباتهن التي لا تنتهي كما يزعمن وأنهم غير قادرين على توفيرها خصوصاً أن الأسعار ترتفع يوماً بعد آخر في كل شيء ومنها المستلزمات المدرسية والأمر من ذلك أننا نعيش أوضاعاً سياسية واقتصادية صعبة بث فينا حالة من الخوف من أننا سنحرم من الالتحاق بالمدرسة.