هل ستتجاوب أحزاب (المشترك) مع دعوة اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام لها إلى الحوار من أجل الاستقرار وإنقاذ اليمن وإخراجه من أزمته الراهنة أم أنها ستظل على عنادها وإصرارها على انتهاج وسائل عنيفة وفوضوية غير مشروعة؟! أم أن بينها وبين لغة الحوار الإنساني الراقي عقدة لا يمكن حلها ومعالجتها إلا بالحوار نفسه ومن جنسه على طريقة الحكمة الشعرية القائلة : (وداوني بالتي كانت هي الداء)؟!. لقد دعت اللجنة العامة الإخوة في أحزاب (اللقاء المشترك) وشركائه في ختام اجتماعها الاستثنائي خلال الأسبوع المنصرم إلى الجلوس بأسرع وقت ممكن على طاولة الحوار مع ممثلي المؤتمر وحلفائه للاتفاق على آلية المبادرة الخليجية برعاية الإخوة في دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والأمم المتحدة وطالبت اللجنة العامة الإخوة في المشترك بالالتزام بأهداف الثورة اليمنية وتأمين تطور آمن للوحدة الوطنية والحفاظ على موازين القوى السياسية والاجتماعية وإنهاء كل أساس وأثر للانقسام في المؤسسة العسكرية باعتبار الجيش والأمن مؤسسات وطنية لا يمكن ولا يقبل استخدامها للأغراض الحزبية. ودعت اللجنة العامة إلى أن يؤدي الاتفاق بين كافة الأطراف إلى تحقيق طموحات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وأن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.. وبذا تكون اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام قد أوضحت حجتها وصرحت بأهدافها ومسؤوليتها أمام الله ثم أمام الشعب والوطن والمجتمع الدولي والإقليمي.. فهل ستنتهز أحزاب اللقاء المشترك هذه الفرصة التي قد لا تتكرر وتدخل الحوار مع الحزب الحاكم الذي يدعوها إلى الحوار ويتذرع به وبذا تكون قد اختبرت صدقه في الحوار من عدمه.. وجنحت للسلم الذي يكفيها شر القتل والقتال وإزهاق المزيد من أرواح اليمنيين وسفك دمائهم الزكية الطاهرة والبريئة.فالكرة الآن في ملعب أحزاب (اللقاء المشترك) لإثبات أنها قادرة على تحمل المسئولية وأنها مع بناء الدولة اليمنية الحديثة ومع انتهاج وسائل وطرق حضارية مشروعة كالتداول السلمي للسلطة عن طريق الحوار والصندوق والابتعاد عن طرق الفوضى والعبث والتدمير واختلاق الأزمات وزيادة معاناة الناس، ولتثبت المعارضة أنها الأجدر بحكم البلاد مستقبلاً بملايينها التي تزعم أنها تملأ ساحات الاعتصام باكتساح الصندوق بدلاً من السلوكيات التدميرية التي أثبتت التجربة أنها غير مجدية في نظر الشعب والمجتمع ويستنكرها العالم بأجمعه. وإذا استمرت أحزاب (اللقاء المشترك) في انتهاج هذا السلوك العنيف والفوضوي فإن مستقبلها السياسي سيصبح في خبر كان ولن يقبل الناس والمجتمع والشعب أحزاباً دأبت على أسلوب الخراب والدمار والحقد على كل شيء ولا تحب الخير للناس ولا تقبل الحوار الذي هو ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة.
أخبار متعلقة