احد نماذج تحدي الإعاقة
عرض / أماني العسيري «عندما كان عمري 13 عاماً قرأت مقالاً في صحيفة عن رجل مقعد تمكن من تحقيق منجزات كبرى وساعد الآخرين، وقتها أدركت الحكمة الإلهية من وراء ما حدث لي- ذلك أنني يفترض أن أعطي الأمل للآخرين ولأجل هذا قررت أن أجعل من حياتي سبباً لتشجيع الآخرين وإكسابهم من الشجاعة ما اكتسبته من وحي المقال المتقدم ذكره. وقررت أن أكون حامداً شاكراً لما أسبغه الله علي من النعم وألا أشعر بالأسى على ما فآتني». كانت هذه كلمات شاب أبى أن تهزمه الحياة وقرر أن يواجه كل الصعاب التي تعترض طريقه وهو في هذه الحالة ــ بدون يدان أو رجلان ــ نعم فقد ولد هذا الشاب معدوم الأطراف، حيث تعتبر حالته من الحالات النادرة الذي لم يجد لها تفسيراً طبي وتسمى ( غيبة الأطراف ) . مضى قدماً بعزم وإصرار بل بكفاءة واقتدار ليصبح رمزاً عالمياً للانتصار على الظروف غير المواتية والتغلب على المتاعب. فقد أصبح متحدثاً ملهماً وخطيباً مفوهاً جاب البلدان زائراً أكثر من 24 دولة خاطب فيها مجموعات قوامها أكثر من 110 آلاف شخص.( نك فوجي ) شاب معاق استرالي الجنسية، لم تكسر إعاقته الجسدية عزيمته في المشاركة في نشاطات عديدة قد تعتبر صعبة بالنسبة إلى غيره من الأسوياء، فلعب كرة القدم وتعلم السباحة وركوب الأمواج .. انه يمثل فعلاً النموذج الذي يجب أن يقتدي به الأسوياء قبل المعاقين .[c1] دعم ومساندة الأهل[/c] يمثل تماسك الوالدان في بناء شخصية ابنهما رغم الصدمة المفاجئة التي قد تصيب كل الآباء في مثل هذا الموقف اكبر دليل يؤكد على ضرورة مساندة الأهل والوقوف إلى جانب ولدهم المعاق مهما كانت إعاقته فهو يحتاج إلى الدعم المعنوي والنفسي أكثر من أي شيء أخر وخصوصا من من هم حوله وإظهار الحنان من جانب الأبوان يمثل معاني العاطفة اللازمة التي يحتاجها الابن المعاق أو حتى المريض . فيقول نك : «لقد كان وقع ما حدث عصيباً عليهما ولكن من الواضح أنهما - ومنذ الوهلة الأولى - لم يألوا جهداً أو يدخرا وسعاً في القيام بكل ما من شأنه أن يمكنني من أن أعتمد على نفسي. ودور الوالدان بنسبة إلى هذا الشاب كان عظيما فبعد أن علماه كيفية اعتمده على نفسه في الطباعة والكتابة بالقلم فقد علمه أباه الطباعة والكتابة ، وابتكرت والدته أداة بلاستيكية خاصة تمكينه من الإمساك بالقلم ، عملا جاهدا على إلحاقه بمدارس التعليم العام رغم ما ينطوي على ذلك من مخاطرة تتعلق باحتمال تعرضه لسخرية من زملائه في الدراسة ، إلا أن هذا القرار كان أفضل ما اتخذاه ، ووصف (نك) ذلك بأنه كان أفضل قرار اتخذاه بخصوصه ، لان ذلك مكنه من أن الاعتماد على نفسه برغم وضعه الصعب .» ورغم كل شيء تمكن في الأخير من الحصول على شهادة في التخطيط المالي والاستثمار العقاري .[c1]تعلم ما يريد رغم كل شيء[/c]ويوجد لدى (نك) في فخذه اليمنى قدم صغيرة تساعده على حفظ توازنه كما يمكنه من ركل الكرة. ويستخدم قدمه أيضاً في الطباعة والكتابة بالقلم فضلاً عن أنه يلتقط الأشياء ويمسك بها بين أصابع هذه القدم. والناظر إلى الصور لبد أن تـأخذه الدهشة والاستغراب كيف أن شخص بهذه الحالة قادر على القيام بمثل هذه النشاط ويتبادر السؤال إلى ذهنه، كيف يمكنه القيام بذلك ؟. ــ تعلم (نك) لعب كرة القدم والتزلج، وساعده والده في تعلم السباحة منذ صغره ما زرع فيه الشجاعة للقيام بما يريد تعلمه، وقال : بدأ والدي يضعني في الماء منذ أن كان عمري 18 شهراً مما أكسبني الجرأة والشجاعة والإقدام على تعلم السباحة كما أنني انخرطت بصورة جادة في لعب كرة القدم وممارسة رياضة التزلج».ما ساعده أيضاً في تعلم ركوب الأمواج كان معرفته ببطلة ركوب الأمواج بيثاتي هاملتون التي قضم سمك قرش ذراعها عندما كانت في سن الثانية عشرة. وتحدث عنها (نك) قائلاً: «إنها مذهلة. لقد علمتني كيفية ركوب الأمواج المتكسرة وقد كنت مرعوباً في البداية ولكنني بمجرد أن بدأت شعرت بأنها ممتعة لأبعد الحدود».وسرعان ما تعلم (نك) ركوب الأمواج المتكسرة وتعلم كيفية أخذ دورة كاملة بمقدار 360 درجة بلوح الركوب على الأمواج المتكسرة وهي المهارة التي أدت إلى نشره على غلاف مجلة سيرفر التي تهتم بهذا الضرب من الرياضة. وقد أفاد (نك) بأن أحداً لم يتمكن من إتقان هذه المهارة في تاريخ رياضة ركوب الأمواج المتكسرة وأضاف قائلاً: إن مركز الجاذبية لدي منخفض جدا لذا كنت أحتفظ بتوازني بشكل جيد جداً.[c1]تحقيق مهمته [/c] وبعد استقراره في لوس انجلوس أصبح يخطط للسفر حول العالم ويشعر أن لديه مهمة يجب القيام بها ، ووصف مهمته بقوله : سوف أخبر الناس بأن يتماسكوا وينهضوا مرة أخرى عندما يتعرضون للسقوط وأن يظل الحب بينهم دائماً وأبداً. إذا تمكنت من تشجيع شخص واحد فقط عندئذٍ ستكون مهمتي في هذا الحياة قد تحققت.