في خطابه إلى جماهير الشعب اليمني، وتحديداً من يسميهم أحرار وحرائر ساحات التغيير والحرية في كل الوطن، حشد اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع حزمة من التناقضات المخالفة لسلوكه وممارساته المشاهدة على أرض الواقع منذ انشقاقه عن الشرعية الدستورية وانضمامه للمحتجين.. نذكر القارئ اللبيب ببعض الجمل والعبارات والتصريحات المتناقضة التي وردت في خطاب هذا الرجل العسكري المنشق مع التعليق عليها قدر الإمكان ونبدأ بالجملة التي يقول فيها: ( يطيب لنا في قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية وبالأصالة عن نفسي وبالإنابة عن إخواني وأبنائي في الجيش اليمني الحر المؤيد للثورة السلمية ) تعليقاً على الفقرة السابقة نقول: يظهر وكأنه قد رشح نفسه أو انتدبها للحديث عن أفراد الجيش اليمني الذي وصفه بالحر مادام يؤيد الثورة السلمية وهذا يعني أن من تبقى من الجيش اليمني غير المؤيد لساحات الاعتصام يفتقر للحرية ولم يتحرر بعد حسب منطق هذا اللواء وهو بهذه الكلمة يدعو الجيش اليمني إلى التمرد مثل فرقته وأن لا يظل وفياً للشرعية الدستورية.الجملة الثانية يقول فيها بأنه ( استمد من شهر الرحمات والتوبة درساً جديداً إلى جانب دروس قيم التراحم والتكافل والصدق والإخلاص ألا وهو درس الصبر والمصابرة والثبات على المبادئ الصادقة في مطالب الشعب الحقوقية المشروعة في التداول السلمي للسلطة والتغيير والحرية والمواطنة المتساوية.. ) تعليق: أين هي مشاعر التراحم والتكافل وانتهاج الأسلوب الحضاري الراقي للتداول السلمي للسلطة والصدق والإخلاص من سلوك رجل تمرد وانشق على نظام وقانون وشرعية دستورية وديمقراطية وحرية رأي ورأي آخر..؟!الجملة الثالثة يقول فيها بأنه يقدس في ضميره (الفقه الحر الذي يجيز الخروج على الظالم كائناً من كان. ) .. التعليق : لم نسمع مطلقاً عن فقه حر أو متحرر من الضوابط الشرعية أو الأدلة والنصوص الدينية المعتمدة والمستلهمة من الكتاب والسنة التي تجيز الخروج على ولي الأمر بل هناك نصوص مؤكدة تثبت عكس وضد ما يتخيله هذا العسكري المنشق تحض على ملازمة الجماعة وعدم شق عصا الطاعة أو مفارقة الجماعة درءاً للفتنة وتثبيتاً للاستقرار والأمن ثم إن تشبيه رئيس الجمهورية ومؤسس الديمقراطية في بلادنا بطاغية ليبيا غير موفق من قبل علي محسن وليس في محله لأن الرئيس عندنا يدعو الجميع للحوار وإيجاد حلول ومخارج لأزمة البلاد وظالم ليبيا يقول لشعبه إما أن أحكمكم أو أقتلكم..!! فمن هو الظالم من المنصف يا أيها اللواء الذي كان في يوم ما جزءاً من النظام الذي وصفه بالظالم ولماذا صبرت كل هذا الفترة التي تجاوزت الثلاثين عاماً من حكم الأخ الرئيس الذي وصفته بالظالم ولم تتحرك تجاه هذا الشعب إلا بعد أن تحركت ثورات الربيع العربي؟في الجملة الرابعة يقول: (إن من يراهنون على استخدام القوة والسلاح هم من سيكتوون بنار هذه القوة وهذا السلاح..!!) وفي نفس الوقت هو مع الثورة السلمية والنضال السلمي.. !! فما هذا التناقض والاضطراب وهل يفهم من كلام اللواء أن الدولة إذا قامت بفرض سيطرتها وسيادتها وهيبتها على كامل التراب اليمني وحدت من الفوضى والتطاول عليها فإنه سيجابهها بنفس السلاح ويكويها بنيران فرقته المنشقة ويعمل من نفسه دولة داخل دولة وقانوناً فوق القانون والدستور والشرعية.. فأين هي الحرية والديمقراطية التي يتشدق بها هذا المنشق الذي يزعم أنه مع الديمقراطية وهو يتمنى دحر فلولها وزوال بقية النظام؟ فالذي يعترف بالديمقراطية لا يلغي خصمه بل يتحاور معه. إن هذا اللواء يطلب من ولي أمره أن يعود إلى رشده وعقله ونحن هنا نسأل أو نتساءل فقط: من المحتاج للرجوع إلى عقله ورشده ؟! الذي قال عنه عليه الصلاة والسلام: ( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر..) ؟! أم من قال عنه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم: ( أنه ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ) وقال أيضاً: ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هذا هو الفقه المنضبط بضوابط الشرع ونصوص الدين وليس الخاضع للأهواء ونوازع النفس الأمارة بالسوء أو ما أطلق عليه علي محسن بالفقه الحر أو المزاجي المتحلل من أدلة الشرع وبراهين العقيدة.
أخبار متعلقة