غضون
* الأزمة السياسية في اليمن أثرت تأثيراً سلبياً في التعليم العام والجامعي ،الحكومي تحديداً ، والسبب في ذلك هو السلوك السياسي غير الرشيد للأحزاب المعارضة وملحقاتها النقابية، فقد استخدمت التعليم ميداناً للعبة السياسية حيث دفعت بالمعلمين إلى ساحات الاحتجاج تاركين مدارسهم وجامعاتهم ، بل أن المدارس والكليات التي استمرت فيها الدراسة تم إخراج من فيها بالقوة بدعوى أن الوقت وقت ثورة على النظام وليس وقتاً للعمل التربوي. جامعات حكومية أوقفت التدريس في الفصل الثاني والمدارس الأساسية والثانوية القريبة من مناطق الاحتجاج ونفوذ “ الثوريين” عطلت الدراسة فيها، ولم يحصل الطلاب سوى على دروس المدرسين الملتزمين بواجباتهم هذه الجناية الكبرى بحق الملتحقين بالتعليم ترتكب في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لبذل الجهد اللازم لإقناع الآباء والأمهات بضرورة إلحاق أطفالهم بالمدارس، وهؤلاء الذين لا يلتحقون بالمدارس يعدون اليوم بالملايين ،والآباء والأمهات الذين يتركون أطفالهم بلا تعليم يتحججون بالفقر، ويقولون إن أطفالهم مكانهم سوق العمل وليس المدارس، أي يريدون التخلص من الفقر عن طريق دفع صغارهم إلى سوق العمل وحرمانهم من التعليم ،غير مدركين أن هذا الحرمان سوف يجعلهم فقراء الغد.* العام الدراسي القادم سوف يبدأ بعد إجازة عيد الفطر مباشرة ويتعين على المعارضة والثوار من أجل المستقبل أن لا يكرروا جناية العام مرة أخرى، أن يمارسوا السياسة والمعارضة ويثوروا كما يريدون ، وإذا كان لا بد من إسقاط النظام كما يقولون فلا يكون ذلك بتعطيل الدراسة ، هذا أولا،ً وثانياً من واجب وزارة التربية ومكاتبها والمجالس المحلية في المحافظات والمديريات ضمان استمرا ر التعليم، واتخاذ إجراءات صارمة بحق معطلي الدراسة وفي مقدمة ذلك المديرون والمعلمون فمن حق هؤلاء ممارسة السياسة والاعتصام ولكن ليس على حساب حقوق الناس في التعليم، اليوم الدراسي لا يزيد على أربع ساعات ويجب أن يؤدوا واجبهم كاملاً، وبعد ذلك لديهم عشرون ساعة في اليوم والليلة ليمارسوا خلالها ما يريدون خارج المدارس وثالثاً من واجب جميع المثقفين والسياسيين أن يشاركوا في توعية أفراد المجتمع عبر مختلف المنابر في بيئاتهم المحلية بخطورة عدم إلحاق أطفالهم بالتعليم ، خطورة ذلك على الطفل ومستقبله وخطورته على الأسرة والمجتمع . ومن المعيب أن يشارك سياسيون ومثقفون في تدمير التعليم لمجرد أنهم غاضبون من السلطة كما يحدث اليوم.*لدى وزارة التربية والتعليم الآن مشروع (حملة العودة إلى المدارس ) تصوروا أن هذه الحملة تنفذ بتمويل خارجي . وكال التنمية الأمريكية واليونسيف ومنظمة رعاية الطفولة ومنظمة مشف الدولية ، هذه الجهات الأجنبية تبدي حرصاً على زيادة الالتحاق بالتعليم ، وعودة الطلاب إلى مدارسهم ، وتقدم أموالاً وتجهيزات لتحسين ظروف التعليم ، وتوفير التعليم لضحيا القاعدة في أبين وغيرهم من النازحين ، وتزويجهم بالحقائب المدرسية هذا ما يفعله أجانب من أجلنا . أفلا يشعر المعارضون عندنا بأن كراماتهم مطعونة ؟ أجنبي يبذل جهده لتوفير خدمات تعليمية لأولادنا ، بينما معارضون وثوار يبذلون جهودهم لتعطيل التعليم ، ويطيرون فرحاً لأنهم تمكنوا من إغلاق مدرسة أو منع التدريس في كلية جامعية!!*إن الجناية الكبرى التي ارتكبت خلال هذه الأزمة بحق الطلاب يتعين ألا تتكرر مرة أخرى ، بل يجب على الآباء والأمهات والطلاب أن يكونوا فعالين ، ويرفعوا أصواتهم ويقاوموا أي محاولة مهما كانت صغيرة لتكرار الجناية وأن لا يتركوا المهمة للمسؤولين الحكوميين وحدهم ، فالاتكال عليهم وحدهم لم يمنع حدوث الجناية السابقة.