إعداد/ وهيبة العريقي الكزاز مرض خطير وقاتل، والكل معرض للإصابة به ( صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً ) ما لم يجتنبوه ويقوا أنفسهم منه، غير أن حصيلة الإصابة بهذا المرض وكذلك الوفيات مرتفعة جداً بين الأمهات والمواليد، فالأطفال الرضع خلال الأسابيع الأربعة الأولى من العمر، يلقون حتفهم في العالم سنوياً جراء الإصابة بهذا الداء الوخيم الذي يتسم بسطوته العالية وشدة فتكه، خاصة بحديثي الولادة الذين ليست لديهم مناعة يكتسبونها من أمهات هن أصلاً لم يسبق أن تطعمن ضد هذا المرض حتى يحصلن على مناعة دائمة منه ينقلنها بعد ذلك إلى مواليدهن عند الولادة ليظلوا محميين وبمأمن من الإصابة بالمرض بصورة مؤقتة حتى الشهر الثاني من العمر. علاوة على أن التوليد أساساً قد يفتقر إلى النظافة اللازمة الكفيلة إلى جانب التحصين بحمايتهن وحماية مواليدهن ضد داء الكزاز. ذاك أن جراثيم المرض بإمكانها العيش في أي مكان والتكيف مع مختلف الظروف والأجواء الباردة أو الحارة، ولها القدرة على تحمل الجفاف مدة طويلة، ومتى سنحت لها الظروف المناسبة عاودت النشاط والتكاثر مجدداً. إذا فالولادة النظيفة التي سنأتي على ذكرها عنصر أساسي مهم ومكمل لوقاية الأمهات ومواليدهن من الإصابة بالكزاز إضافة إلى تحصين الأمهات لتكون الحماية كاملة مضمونة ضد هذا الداء الوخيم. [c1]انتشار المرض [/c]بإمكان جراثيم الكزاز العيش في التربة وعلى الأثاث ومختلف الأدوات والأسطح وعظام وفضلات الحيوانات، ويمكن أن تعلق بجلد الإنسان ومن ثم العيش في التشققات والأسطح الميتة منه حتى تجد لها منفذاً تلج منه لتغزو بسمومها الجسم. كما يمكن أن تعلق بالجروح بما فيها الحبل السري للوليد. وحتى إذا كان الطفل قد حصل على مناعة مؤقتة من أمه المحصنة مسبقاً ضد الكزاز، فليس بمأمن من الإصابة بجراثيم الكزاز عندما تضعف مناعته ضد هذا المرض التي يفقدها بالتدرج عقب ولادته إلى أن تصير معدومة تماماً في الشهر الثاني من عمره، ما يتيح إمكانية معاودة الداء لنشاطه من جديد. [c1]سريان العدوى [/c]إذا ما أتينا على الكيفية التي تنتقل من خلالها عدوى الكزاز إلى الأم والوليد فإنها تنتقل عادة عن طريق تلوث الحبل السري بجراثيم الكزاز التي تطلق سمومها في الجسم، إذ أن الميكروب عند الإصابة يمكث في الجرح ولا يبرح مكانه إلى أي عضو في الجسم على الإطلاق، بل يفرز سموماً تسري في الدم أو الأعصاب لتصل وتصيب الجهاز العصبي المركزي للمصاب، وغالباً ما تكون الممارسات الخاطئة المتعلقة بعملية الولادة السبب في انتقال العدوى، مثل: أن الولادة لم تتم على سطح، أو موضع نظيف، أو أن المولدة ( القابلة ) لم تغسل يديها جيداً بالماء والصابون. قطع الحبل السري بأداة تفتقر إلى النظافة والتعقيم كالمقص، السكين، موسى الحلاقة، الحجر أو أية أداة لم تكن نظيفة بما فيه الكفاية. ربط الحبل السري بخيط أو قطعة قماش غير معقمة. وضع أية مواد ملوثة، كالتراب، الرماد، الكحل، الملح، السمن، على سرة الوليد. إضافة إلى أن إجراء الختان باستخدام الأدوات غير النظيفة التي ذكرناها وسيلة فعالة لإصابة الوليد بالمرض. [c1]أعراض وعلامات [/c]للتعرف عن كثب على علامات المرض التي يبدأ ظهورها لدى الكبار بمن فيهم النساء سواء كن متزوجات أو غير متزوجات.. حوامل أو لسن كذلك، على الأرجح خلال ما بين (3 - 21) يوماً من تلقي الإصابة.. ينبغي أولاً أن نعلم أن للمرض أعراضاً وعلامات ينفرد بها عن باقي الأمراض، كتصلب الرقبة وعضلات الجسم، وعجز المصاب بالمرض عن فتح فمه بما في ذلك صعوبة البلع وحدوث نوبات تشنج لعضلات الجسم. أما علامات المرض عند الأطفال فيبدأ ظهورها بين اليوم الثالث والثامن من الولادة، وإثر ظهورها شيئاً فشيئاً تتصلب عضلات وجه الطفل وجسمه، ومع تدهور الحالة يصبح عاجزاً عن فتح فمه وبالتالي يعجز عن الرضاعة وعن البكاء. كما ترتفع درجة حرارته، ومن ثم يصاب بنوبات من التشنج والاهتزاز، وبعد كل هذه المعاناة الأليمة غالباً ما تكون النهاية هي الوفاة.[c1]أسس الوقاية [/c]الوقاية من الكزاز لا تقتصر على تحصين الأطفال دون عامهم الأول أو النساء في سن الإنجاب وحسب، بل إن هناك أسساً وقواعد يجب الالتزام بها إلى جانب التحصين لتكامل الوقاية وضمان فاعليتها، مثل: الولادة النظيفة: وهي معيار مهم جداً للحد من انتقال جراثيم الكزاز سواء إلى الأم أو الوليد، وذلك بأن تتم الولادة تحت إشراف طبيب أو قابلة مدربة ماهرة لضمان اتباع الطريقة السليمة والنظيفة عند التوليد وضمان استخدام أدوات نظيفة معقمة. التعامل النظيف عند قطع الحبل السري للوليد وعند الختان: لابد من تجنب وضع أية مادة على الجرح الذي ينتج عن قطع الحبل السري للوليد عن ختانه، مثل الرماد، التراب، السمن، الكحل، الملح.. فإنها مواد ملوثة وقد تنقل جرثومة الكراز إلى الجرح فتبث سمومها في الجسم، ما يعرض حياة الوليد لخطر محقق. يجب استخدام أداة نظيفة كالموسى الجديد الذي لم يسبق أن استخدم من قبل، أو المقص النظيف بعد غليه بالماء جيداً لتعقيمه. يجب ربط الحبل السري بخيط نظيف معقم بعد غليه بالماء لمدة نصف ساعة على الأقل. [c1] التحصين ضد الكزاز[/c]الكزاز مرض يتصف بالخطورة الشديدة المؤدية للوفاة، إذ لا علاج له، ولا شفاء يرجى منه، ولا سبيل لتأكيد الوقاية ضد هذا المرض إلا بتحصين النساء في سن (15 - 45 ) بكامل الجرعات الخمس خلال فترة حياتهن ليكن بمنأى عن خطر الإصابة وتبقى مناعتهن إثرها ضد مرض الكزاز كاملة أبدية.. مناعة تنتقل أيضاً إلى الوليد عند الولادة فيولد محمياً من الكزاز حاملاً مناعة مؤقتة ضد المرض، يستلزم بناؤها من جديد وجعلها دائمة بعد شهر ونصف من ولادته بتحصينه باللقاح الثلاثي خلال مرحلة التحصين الروتيني، ثم حصوله على باقي الجرعات على نحو ما هو محدد في كرت التحصين الخاص به. ونؤكد هنا أهمية حصول كافة النساء في سن الإنجاب على كل جرعات لقاح الكزاز حتى وإن تباعدت المواعيد الفاصلة بين الجرعة والأخرى.
الولادة الآمنة والنظيفة وقاية من الكزاز
أخبار متعلقة