إلى كل الأوفياء والمخلصين
إلى كل العقلاء في بلادنا أناشدكم أن تتقوا الله في بلدكم وألا تغفلوا عن مراقبته لأنه يراقبكم في كل وقت وحين فهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. هل من حلحلة للأزمة اليمنية الراهنة التي تجاوزت نصف العام والبلاد فيها تمر بفوضى عارمة وأزمة خانقة ومعاناة وقتل وقتال وفراغ في بعض المناطق؟ هل ننتظر منكم أن تفاجئونا بمفاجأة سارة في ختام هذه الأيام الفضيلة من الشهر الكريم ونسمع أن مشكلة اليمن قد حلت وتوصلت كل الأطراف المتصارعة على السلطة إلى مخارج تؤدي إلى استتباب الأمن والسكينة والهدوء والاستقرار وتحقق طموحات وآمال وأماني جماهير شعبنا العريضة. ومن البديهي والطبيعي علينا كشعب مسلم وأمة تدين بدين الإسلام أن تتصف وتتحلى بآداب وأخلاق وفضائل هذا الدين القويم خاصة بين صفوة وشرائح هذا الشعب المسلم من القادة والسياسيين وولاة الأمر والمفكرين وفقهاء الدين وكل عناصر وشرائح المجتمع المدني ، فينبغي عليهم جميعاً أن يحرصوا على إرضاء ربهم أولاً ثم إرضاء شعبهم ومجتمعهم ثانياً هذا إذا كانوا صادقين في إسلامهم الذي يحضهم على تطابق القول مع العمل وينبغي عليهم أيضاً أن يتسابقوا إلى فعل الخيرات في هذه الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل وفي غيرها بدلاً من قتل اليمني المسلم لأخيه المسلم ما يؤدي إلى دخول القتل والمقتول في النار والعياذ بالله كما ورد ذلك في حديث رسولنا الكريم عليه أفضل السلام وأزكى التسليم .إلى متى سيظل هذا الشعب يعاني من انقطاع الكهرباء والمياه وشحة وارتفاع أسعار المشتقات النفطية ويتخلص من قطاع الطرق ومتى يأمن الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ؟ ومتى ستعود المياه إلى مجاريها في بلادنا إن لم يتحرك كل عقلاء الأطراف المختلفة والمعنية بإيجاد حلول جذرية وناجعة للأزمة اليمنية وإنقاذ البلاد من الانهيار ؟ وعبر هذه الصحيفة الموقرة أناشد السادة والكبراء في هذا البلد الصامد والصابر وفي هذه الأيام من الشهر الكريم، أقول لهم أليس منكم رجل رشيد يترك العناد والمكابرة والإصرار على رأيه ويقدم على قرارات مصيرية تخرج بلدنا من ورطتها هذه وتقودها إلى بر الأمان ؟! متى يرتفع هؤلاء السادة والكبراء قليلاً فوق مصالحهم الضيقة ويفكروا جميعاً بأمنا الكبرى ( اليمن) التي تشاهدها اليوم على حافة الهاوية أو على كف عفريت كما يقولون إني أناشد كل من بيده الحل والعقد بألا يقف مكتوف الأيدي يتفرج على البلاد وهي تعيش حالة من الفوضى ولا يشارك أو يبادر مع المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الوطن المعطاء بعمل شيء ما وإلا فهو مساهم ومشارك في هذه الأزمة ومدان بتوسيع الجرح وزيادة معاناة الناس الذين بدؤوا يتململون وأكثرهم محتقنون في الشارع الذي يكاد أن ينفجر في أي لحظة ولا يمكن السيطرة عليه بعد ذلك !!.لماذا لا يفكر عقلاؤنا من كل الأطراف بأن فوقهم العظيم الكبير الرقيب الحسيب الجبار والمنتقم الذي لا تخفى عليه خافية وأنهم جميعاً سيقفون أمامه وبين يديه للحساب والعقاب ؟ أم أن شهوات الدنيا ومغيرياتها قد غطت على عقولهم وقلوبهم فحجبتها عن رؤية الكارثة القادمة التي ستحل بالوطن الغالي لا سمح الله ؟ وتجرف الجميع بلا استثناء ولن ينجو صغير ولا كبير فهل شهر الصبر هذا الذي يمتنع الناس فيه عن الشهوات في نهاره سيفك عقدة النفوس المريضة ويفتح قرائح العقول المتحجرة بمفاجأة سارة ومفرحة للشعب اليمني تتمثل بحل للأزمة عن طريق الحوار في ليلة من ليالي خواتيم الشهر الكريم ربما تكون ليلة خير من ألف شهر بإذن الله تعالى وما ذلك على الله ببعيد !!وأعلموا أن الذي يحب وطنه يظهر في وقت الشدائد والأزمات.