الخطاب الرئاسي الأخير
الكلمة المتلفزة للأخ رئيس الجمهورية التي بثت من الرياض إلى صنعاء - في افتتاحية المؤتمر العام لقبائل اليمن الذي انعقد يوم الثلاثاء الموافق 16 أغسطس 2011م - ناقشت كل المعطيات وكل ما حدث ويحدث في بلادنا وكيفية الخروج من الأزمة الراهنة التي افتعلتها بعض القوى السياسية من اجل الوصول إلى السلطة.. ورحب فيها الأخ الرئيس بالمعارضة وقال لأحزابها أهلاً وسهلاً تعالوا للوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع لا عن طريق الانقلابات ولا البيانات ولا التنديد ولا الشتائم ولا الألفاظ غير المسؤولة. وقد شخص الأخ الرئيس المشهد اليمني الراهن ووضع مبضعه على الجرح ولكن المعارضة يبدو أنها ستفوت هذه الفرصة وتتجاهل هذه الدعوة الرئاسية، وأخذتها العزة بالإثم والعناد والمكابرة ومضت في تشكيل ما يسمى بالمجلس الوطني لقوى الثورة.. وقد عدد الأخ الرئيس منجزات فترة حكمه وكأنه يقول للمعارضة هذا جهدنا ومشروعنا في طريق بناء الدولة اليمنية الحديثة مثل بناء سد مأرب واستخراج النفط والغاز وتصديرهما وإعادة تحقيق الوحدة الوطنية والأخذ بمبدأ الديمقراطية والحرية والتعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة وإنشاء سلطة محلية واسعة الصلاحيات وتعديل الدستور وكأن الأخ الرئيس يريد أن يقول للمعارضة هذه منجزات مشروعنا المستقبلي فأين هي منجزاتكم ؟! ويقول أيضاً للمعارضة: لماذا لا نختلف في برامجنا ونتفق؟! لماذا لا يسود الحوار وليست السيارات المفخخة أو الاعتداء على أو تفجير المساجد أو قتل النفس المحرمة في الشارع؟. لقد ذكر الأخ الرئيس المعارضة بأنها استأجرت مرشحاً لها في عام 2006م والآن يبحثون عن مستأجر جديد للحكومة لأن الذين استأجروهم لم يجرؤوا أن ينافسوا الحزب الحاكم أو يقدموا برنامج لأنهم يعرفون من هم ومكانتهم في الشارع، وقال الرئيس للمعارضة: لماذا لا نكون حضاريين ومسؤولين ونترفع عن الصغائر ونكون كباراً بكبر شعبنا اليمني العظيم.. تعالوا معاً إلى صناديق الاقتراع، فكل بلد ديمقراطي في العالم تحدث له أزمة وفي كل مكان كل ما تطالب به قوى المعارضة انتخابات مبكرة.. وهؤلاء نقول لهم انتخابات مبكرة، يقولون: لا، نريد أن ننشئ مجلساً وطنياً وننشئ مجلساً رئاسياً وننشئ مجلساً عسكرياً ونصحح المسار هذا ما يجب أن نعمله قبل 2013م. وتحدث الأخ الرئيس عن أصحاب الشرائح المزدوجة المتنقلين والمهرولين بين الأحزاب والذين لايفقهون إلا في مصالحهم فقط وشكرهم عن تخليهم وخروجهم من مؤسسات الدولة، وذكر الأخ الرئيس المعارضة بأنه في الأخير سينتصر الحق وتنتصر المبادئ. لقد رمى الأخ الرئيس الكرة إلى ملعب المعارضة حين واجههم بقوله: ما عندنا مانع بنقل السلطة سلمياً وبصورة سلسلة ولكنه وجه سؤاله لأحزاب المعارضة قائلاً لهم: هل ستخرجون المسلحين؟ هل ستنهون الخنادق؟هل ستنهون الموانع في العاصمة وغيرها؟ هل ستمتنعون عن قطع الطرقات؟ هل ستمتنعون عن الثارات؟ هل ستبقون مواطنين صالحين؟ ينفذ عليكم النظام والقانون كما ينفذ على غيركم ؟ أم أنكم فوق القانون ؟ وهل ستنتهي الاستعراضات في العواصم بالمواكب؟ لماذا تتهجمون على رجال المرور والنجدة وهم في خدمة الشعب؟لماذا لا ترتقون وتكونون مع النظام ومع القانون ليحترمكم شعبنا، فشعبنا لا يحترم من يستهزئ به أو من يتكبر عليه أو يتعالى عليه.. !! فهل تستغل المعارضة هذه اللحظة التاريخية وهذا الخطاب المتسامح وتحكم العقل وتستجيب لهذا الخطاب الرئاسي الذي ربما قد تندم على فواته فيما بعد ؟ ومشكلة المعارضة أنها ترتهن على وقوف العالم الخارجي معها كما وقف مع المعارضة الليبية وتناست هذه المعارضة أن النظام عندنا ديمقراطي يختلف عن النظام الديكتاتوري في ليبيا وكان ينبغي على المعارضة عندنا أن تبرز حنكتها السياسية وأن تستثمر هذه الفرصة وتتجاوب مع دعوة الأخ الرئيس لها بالحوار وإذا كانت تشك في أن دعوته هذه ذريعة فلتسحب هذه الذريعة وتفوت عليه فرصة التذرع بالحوار وتقبل على المعارضة من أجل الوطن وتثبت للمجتمع اليمني وللعالم الخارجي بأنها معارضة متسامحة ومنفتحة وديمقراطية وليست معارضة متطرفة أو متحجرة ،عندها سيقف المجتمع بكامله معها وكذلك العالم الخارجي .وكان ينبغي على المعارضة عندنا أن تساعد وتجاهد نفسها بالتخلص من النوازع الشيطانية والأهواء والميول الشريرة إذا أرادت أن يساعدها الآخرون..!!