(المشترك) هذا الخليط غير المتجانس الذي يشبه حب (القشام) ـ والقشام عندنا في اليمن هو بائع البقل والكراث والبصل ـ بين الفينة والأخرى يظهر لنا هذا المزيج (الخلطة) ببدعة سياسية جديدة تدل على تخبطه وعدم توازنه وتركيزه واستقراره السياسي، فمرة يوقع مع الحكومة رافعاً سقف مطالبه معها وعندما تحمل عليه بردود فعل قوية يلجأ مهدداً الحكومة بشباب الاعتصامات الذين معظمهم من كوادره فيتدخل الوسطاء من الأشقاء والأصدقاء فيترك المشترك الشباب ولا يعيرهم أدنى اهتمام، وعندما تضغط عليه الحكومة أو تتجاهله يلجأ إلى أساليب وحيل أخرى ما أنزل الله بها من سلطان ولا تدل على سلوك أحزاب مدنية حضارية وراقية بل على أساليب جماعات وعصابات إرهابية متطرفة وخارجة عن القانون والدستور، تنزع إلى الشر ولا تقبل الآخر ولا الحوار معه ولاترى في الساحة إلا نفسها ومن ورائها الطوفان، وهذا يدل على أنها لا تملك أي مشروع مستقبلي للوطن والمواطن وأن هدفها هو الوصول إلى السلطة فقط، وان وصلت إليها، الله أعلم هل ستتفق تلك الأحزاب (الكوكتيل المر) على تقاسم كراسيها أم ستتقاتل وتتناحر وتقود البلاد إلى الجحيم كالقراصنة الذين استولوا على سفينة في عرض البحر، وعندما لم يتفقوا على تقسيم الغنيمة تقاتلوا فغرقت سفينتهم وذهبت ريحهم!لقد اصبحت ممارسات تلك الأحزاب (غير المتفقة فيما بينها) واضحة ومكشوفة ولم يستطع الشعب والمجتمع أن يصبر عليها ولم تعد تنطلي عليه حيلها وألاعيبها لأن حبل الكذب قصير وما على هذه الأحزاب التي جمعتها المصلحة وستفرقها المصلحة إلا رفع الغشاوة عن أعينها ورؤية الواقع والناس والعالم من حولها، وكذلك العصر، ولتؤمن بأن اللعب بالنار ليس هو الحل لأن النار ستحرق الجميع وأن عليها أن تراجع نفسها وتوجهها وافكارها الجهنمية وأن تغير من طرق ووسائل معالجتها للأمور باتباع طرق سليمة ومشروعة وقانونية لا بطرق غير حضارية تضر مصلحتها وسمعتها في المستقبل وإلا فالمجتمع سيعتبرها أحزاباً تمثل عبئاً ثقيلاً على كاهله لأنها لا تملك سوى الخواء والعجز وقلة الخبرة والحكمة في معالجة الأمور ولتؤمن بأن الطرف الذي تبادله العداء لايقل دهاءً ومكراً ومعرفة بطرقها وأساليبها ولكنه يخشى من أن تستدرجه هذه التشكيلة غير المتجانسة إلى ما لاتحمد عقباه فيدخل معها في صراع لا ينتهي وربما إلى حرب أهلية طويلة الأمد لا سمح الله تعيدنا إلى زمن الحروب والصراعات التي لاتبقي ولا تذر فتنقسم البلاد وتتشظى. وآخر تقليعة من تقليعات هذا (المشترك) هو تغريده خارج سرب الشرعية والديمقراطية من خلال اجتماعه لتأسيس ما يسمى الجمعية الوطنية لقوى الثورة التي ستشكل ـ بزعمه ـ الحاضن الوطني للثورة الشعبية التي ستختار من بينها مجلساً وطنياً يتولى قيادة قوى الثورة إرضاء للشباب الذين تركهم فترة ثم عاد إليهم ثم تركهم ثم عاد إليهم بل وتلاعب بهم وكذب على عقولهم ما جعل المستقلين منهم ينفضون من حوله ومن الاعتصامات. ونحن نعتقد أن مثل هذه الجمعية التي لم تولد بعد ستموت قبل أن تولد مثلما مات (مجلس كرمان الانتقالي) قبل أن يولد ولادة قيصرية أو متعسرة لأن هذه المبادرات المنفردة التي يبتدعها المشترك لوحده متجاهلاً القوى الشرعية الأخرى المتواجدة والحاضرة على الساحة اليمنية معناها أن أحزاب (الخلطة الشعبية) لاتريد الخير لهذا الوطن ولا تريد استقراره وأمنه بل تريد الاستفراد والاستحواذ والاستيلاء والتحكم بكل شيء ولا ندري إلى أين تريد أن تقود البلاد والعباد بسلوكها المشبوه هذا الذي لايدل على فعل خير لهذا الوطن ولذاك المواطن.ويبدو أن هذا المشترك يخوض أو يتخبط وسط المعترك السياسي والاجتماعي والقبلي والإسلامي والجهادي والإرهابي والعسكري إلى درجة الحيرة والتردد فلم يتضح للمراقب ماذا تريد هذه الأحزاب المختلفة ايديولوجياً والتي يحسبها جميعاً وقلوبها شتى وتشعرك كمواطن بأنها معك ثم إذا نظرت إلى سلوكها تجده ضدك ..!!فما هذه الازدواجية والمفارقة العجيبة والانفصام بين القول والفعل الذي استنكره الخالق العظيم سبحانه حين قال في محكم التنزيل (يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لاتفعلون. كبرمقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (سورة الصف / 2، 3)والمقت: هو شدة الغضب والعياذ بالله.
أخبار متعلقة