صيام رمضان.. أسرار وفوائد
إعداد/محمد فؤادرمضان شهر مبارك تكثر فيه الأطعمة بكل أنواعها، وتمتلئ فيه المائدة بكل ما لذ وطاب، ونتيجة لهذا التنوع الرهيب يسرف البعض في تناول الطعام ضاربين بنصائح الأطباء عرض الحائط، إذ أن الإفراط في تناول الطعام أثناء الصيام يعرض الشخص لمشاكل صحية كثيرة، كما أنه يقف حائلاً أمام الانتفاع بفوائد الصيام.ولتجنب زيادة الوزن المحتملة في شهر رمضان نتيجة الإقبال على تناول أطعمة متعددة في وجبتي الإفطار والسحور ينصح بإتباع الآتي:[c1]وجبة الإفطار[/c]الإفطار الصحي يبدأ بتناول نصف كوب خشاف أو طبق متوسط من منقوع التمر حتى يمد الجسم بالسكريات اللازمة لتنبيه المخ وإزالة الشعور بالخمول والكسل، مع مراعاة الآ تكون مثلجة حتى لا تصاب المعدة بالانقباض ، ثم القيام لصلاة المغرب لإعطاء الجهاز الهضمي فرصة الاستعداد لاستقبال وجبة الإفطار ، والوجبة الرئيسية يفضل أن تبدأ بطبق من الشوربة الدافئة لتنبيه إفراز العصارات الهاضمة للمعدة وإمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية.وتكون وجبة خفيفة مشتملة على العناصر المختلفة من بروتين وسكريات ونشويات ولكن بكميات معتدلة لاتصل بالشخص إلى حد الامتلاء والتخمة ، ومثال لوجبة إفطار مثالية قطعة لحم متوسطة الحجم لا تتجاوز100 جرام أو ربع دجاجة أو طبق متوسط من العدس أو البصارة ، إضافة إلي رغيف خبز أو طبق متوسط مكرونة أو أرز.وتعد السلطة الخضراء من الأطباق المفيدة صحياً للصائم لإحتوائها على نسبة كبيرة من الألياف التي تسهل الهضم وتعالج الإمساك الذي قد يصيب بعض الصائمين ، كما تحوي العديد من الفيتامينات التي تعتبر المحرك الأساسي لكل العمليات الحيوية بالجسم ، وينبغي تناول كميات كبيرة من السوائل لتعويض ما افتقدناه أثناء فترة الصيام ، خاصة أن الصوم يأتي في الجو الحار ، لإعطاء الكليتين فرصة لأداء وظيفتهما.وينصح بتجنب الأطعمة المقلية والتي تسبب سوء الهضم ، ويمكن بعد ساعة من الإفطار تناول قطعة متوسطة من أي نوع من الحلويات ثم الامتناع تماماً عن الطعام حتى موعد السحور باستثناء العصائر والمياه.[c1]لماذا الإفطارعلى التمر؟[/c]في آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر في الدم مما يؤثر على المخ مسبباً الخمول الذهني وعدم القدرة على التركيز مع الخمول الحركي وقلة النشاط العضلي والحركة والمعدة تكون في حالة سكون وعند بدء الإفطار نحتاج إلى غذاء يحقق المعادلة الصعبة للجسم بأن يكون: سريع الهضم حتى لا يرهق المعدة الخاملة وينشط حركتها وسريع الامتصاص والوصول للمخ والعضلات لإزالة الخمول الذهني والعضلي وتنشيط الجسم بسرعة.ونجد أن التمر مع الماء أو اللبن هو الغذاء الوحيد الذي يحقق هذه المعادلة خلال20 دقيقة من تناوله.فالتمر منجم من العناصر المعدنية والفيتامينات، كما أنه غني بالألياف المنشطة للمناعة والمانعة للإمساك وسرطانات الأمعاء والمخفضه للدهون والكوليستيرول الضار ويحارب الحساسية، ويعالج الأنيميا. [c1]وجبة السحور[/c]أما بالنسبة لوجبة السحور ، فيفضل أن تؤخذ قبل النوم بوقت كاف وأن تحتوي على أي نوع من الخضراوات سواء مسلوقاً أو سلطة ، لأنها مصدر مهم يمد الجسم بالمياه مما يقلل الإحساس بالعطش ، ومن أهم أطباق السحور الصحية الجبنة البيضاء وطبق الفول بالزيت والليمون ، ولرفع القيمة الغذائية للفول يمكن إضافة الطحينة أو الزبادي إليه ، وبذلك يتم تعويضه بحمض أميني أساسي يسمي «مثيونين» لتتساوي قيمته الغذائية مع اللحوم. كما يفضل تناول كمية بسيطة من المربى أو الحلاوة الطحينية مع تجنب شرب الشاي والذي يسبب إدرار البول وبالتالي فقدان السوائل المهمة للجسم وما تحمله من أملاح معدنية تحتاجها أجسامنا أثناء فترة الصيام، طبقاً لما ورد بجريدة «الأهرام».[c1]الصيام يخلصك من السموم[/c]فى الأيام الأولى للصيام يتم التخلص من كمية كبيرة من السموم وبواقى الهضم عن طريق الفتحات فنجد الفم يصبح له رائحة مميزة واللسان يتغطى بطبقة سميكة، ثم تبدأ المرحلة الثانية فى التخلص من السموم بتنظيف الجسم من الافرازات السميكة وبعض الدهون والخلايا الميتة والخلايا المريضة والسموم البسيطة، وتزداد عمليه التخلص من السموم بالتدريج حتى نصل إلى السموم التي تراكمت في الجسم منذ الطفولة، وبعد عدة أسابيع تبدأ عملية التخلص من السموم في الأوعية الدمويه في المخ. وبالتخلص من هذه السموم يسترجع الجهاز المناعي نشاطه.[c1]العلاج بالصيام[/c]لم يعد الصيام حكراً على المسلمين وحدهم ، فالعالم كله ينهل الآن من كنوز الصيام.وبدأ العلماء في الغرب في دراسة الصيام منذ منتصف القرن العشرين فأصبح لدينا اليوم مدرسة علمية جديدة تختص بالعلاج بالصيام، فهناك العلاج بالصيام الكامل أو عن الطعام فقط أو العيش على الماء أو عصائر الفاكهة ، أو كليهما سواء معاً أو بالتبادل.ومن الغريب أن يتوصل العلماء غير المسلمين إلى أن أفضل برامج الصيام هى التي تستمر30 يوماً أو أكثر! وقد تبين أن الإنسان السليم يستطيع العيش بدون طعام لمده تتراوح من 50 إلى 75 يوماً بشرط إبعاده عن العدوى والتوتر النفسي والعاطفي.وللحفاظ على رشاقتك يجب:ـ التقليل من تناول الدهون والحلوى من دون الامتناع عنها.ـ الاهتمام بالسلطة الخضراء.ـ التقليل من تناول المشروبات المصنعة والاستعاضة عنها باللبن والعصير الطبيعي.ـ مضغ الطعام جيداً وعدم بلوغ مرحلة الشبع المفرط.ـ عدم شرب الماء والسوائل أثناء الطعام.ـ يجب عدم تناول الطعام بين الافطار والسحور ومع الاستثناء للضرورة.[c1]عادات غذائية سيئة[/c]للأسف يحفل شهر رمضان بالكثير من العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها البعض مما يهدد صحة الصائمين حالياً ومستقبلاً، لذا يجب تجنب قدر الإمكان هذه العادات:- الإكثار من الأغذية المقلية واللحوم لما قد يسببه من عسر هضم وإمساك ونقرس.30.2 كجم سنوياً، وهو أعلى من 2.2¬2 جم سنوياً المعدل الذي توصى به منظمة الصحة العالمية. - الإكثار من الحلوى الرمضانية يسبب ارتفاعاً في مستوى السكر في الدم و ضغط الدم وتسوس الأسنان.- يسبب شرب الماء البارد العطش وانقباض عضلات المعدة ومغصاً.- تسبب المياه الغازية عسر الهضم وتزيد من احتمالات السمنة والحساسيات ومرض السكر. - يؤدي شرب الشاي بعد الإفطار إلى فقدان الكالسيوم والحديد والإصابة بالأنيميا.- عدم تناول السلطة يحرم الجسم من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية.- الإكثار من ملح الطعام خاصةً مع المخللات وطرشى باعة الأرصفة يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل عدة بالقلب والكلى. - غلي الزيت أكثر من مرة يؤدي إلى عسر الهضم والتعرض لمواد مسرطنة.- الإكثار من البهارات والتوابل يسبب التهاب الأمعاء وقرحة المعدة .- إهمال السحور يسبب نقص المناعة بعد رمضان.