كيف يعتقد مثير الفتن وصانع الأزمات ومهدد السكينة والأمن والاستقرار الاجتماعي بأنه سيحظى برضى مجتمع كبير يبلغ تعداد سكانه (22) مليون نسمة ؟؟؟ وكيف يتصور كل من سمح لنفسه بقتل النفس التي حرم الله وخرب ودمر وأتلف الأخضر واليابس وسعى في الأرض فساداً بأن المستقبل السياسي لصالحه داخل هذا المجتمع بعد كل أفعاله تلك؟؟ لقد كبر المجتمع وشب عن الطوق وأصبح يعرف عدوه من صديقه نتيجة معاناته على يد مروجي الفتن وصانعي الأزمات اللاهثين وراء كرسي السلطة المتصارعين على كعكة الحكم.فالذي يدعي أو يزعم بأنه يتمرد أو ينتفض على أوضاع سيئة في بلده ويريد أن يقدم نفسه كمسؤول بديل للمستقبل فليأت بالجديد الأحسن لا البديل الأسوأ لأن المجتمع سيقول له في الأخير: [c1]نحن لم نخترك لكي تنقلنا من الرمضاء إلى النار!! [/c]لقد جربنا وخبرنا من كان قبلك والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وتجريب المجرب خطأ، والمناضل الحقيقي ينبغي أن تكون له أهداف إنسانية واضحة يلمسها الناس منذ بداية انتفاضته وتمرده منها التحلي بمكارم الأخلاق وعدم انتهاج أسلوب المراوغة والدجل واختلاق الأكاذيب وعدم تنغيص حياة الناس أو السعي لزيادة معاناتهم وعدم احترام حقوقهم التي جاءت الأديان السماوية لتحافظ عليها قبل المواثيق والقوانين والأعراف والدساتير الوضعية التي توصلت إليها البشرية. إن كل من يعالج الخطأ بخطأ أكبر منه لا يعتقد أو يظن أو حتى يحلم بأنه نجح وفاز بالمستقبل وأنه قد حل المشكلة بل على العكس فقد زاد الطين بلة نتيجة جهله وغبائه السياسي وغروره وعنجهيته، وزين له شيطانه عمله فرآه حسناً.. فلا تظن أخي القارئ اللبيب أن هذا الشخص لديه قليل من الحصافة والحنكة أو ذرة من العقل والمنطق والحكمة أو الصواب والرشد وسيذهب نضاله ومجهوده وصراعه من اجل الوصول إلى كرسي السلطة أدراج الرياح لأنه لم يفكر إلا في نفسه ومصلحته فقط وحينها سيقول له شعبه ومجتمعه وأمنه: (لا يستحق الحياة من عاش لنفسه ومصالحه فقط) وسيتجاهله التاريخ ويطويه النسيان فهل يعي المتمردون والحماسيون والعاطفيون هذه الحقيقة فيعملوا على تحسين صورتهم الراهنة وأفعالهم المشينة أمام شعبهم لكي يرضى عنهم ويكون لهم موضع قدم عند الأجيال القادمة التي نظن أن ظروفها المعيشية ستكون أفضل من ظروفنا الراهنة لأنها ستكون قد استفادت من أخطاء من سبقها وستكون أكثر رقابة وحزماً مع من تسول له نفسه المريضة المساس بالمصالح العليا للبلاد والعباد أو الحلم بالاستيلاء على السلطة عن طريق الانقلاب والاغتيالات والمخاتلات ولا يستطيع العيش إلا في ظل الفوضى والعبث والقتل والدمار والتخريب وانعدام الأمن والسكينة ولا يعرف ما معنى الممارسة الديمقراطية التي هي لغة العصر والمستقبل وجوهرها الحوار والقبول بالرأي الآخر المختلف.