طبيب المستشفى الميداني بساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء :
حاوره / عادل عبده بشر«إلى ممثل الأمم المتحدة المحترم.. أقدم لكم وللعالم بأسره نفسي تشاهد على كل ما سأقوله لاحقا من وقائع حصلت أمامي أثناء تواجدي في ساحة التغيير أقدمها لكم بطابع إنساني خارج عن جميع الأطر السياسية والحزبية والدينية».بهذه الكلمات بدأ الدكتور والخبير الدولي احمد عبدالعزيز نعمان بلاغه لممثل الأمم المتحدة والعالم أجمع بعنوان «كنت طبيباً في مستشفى الإصلاح الميداني»كشاهد عيان لما يحدث في هذا المستشفى من انتهاكات غير متوقعة.. ولمن لا يعرف الدكتور احمد عبدالعزيز نعمان فهو من مواليد -13 3 - 1963 من مدينة تعز -ذبحان الشمايتين حاصل على شهادة باشلر في الطب البشري من جامعة القرم الطبية الدولية بالإضافة إلى العديد من الدورات في نفس المجال وفي مجال البحوث العلمية الصحية وناشط في منظمة الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر اليمني، وناشط مع منظمة العفو الدولية وممثل للمؤسسة العالمية لقلب الأطفال في اليمن عضو الجالية العلمية للجراحة القلبية لصدرية (الشبكة) رئيس مؤسسة المنار العلمية للدراسات والبحوث الصحية.. ( 14أكتوبر ) تعيد نشر نص الحوار الذي أجرته صحيفة «الجمهور» مع الدكتور احمد عبدالعزيز والذي كشف فيه بشفافية الكثير من الانتهاكات والخزعبلات الحاصلة في المستشفى الميداني بساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء:*متى كانت بداية التحاقك بالمعتصمين في ساحة الجامعة؟** كانت من البداية.. منذ الأيام الأولى التي ما قد كان فيها أي خيام أو تجمعات، عندما كان الصفاء والنقاء موجود عند الشباب.. أكثر شيء كان يجذبنا إليهم حماسهم وتطوعهم، خاصة الشباب الموجودين في الأحياء البسيطة.. الذين كان كل واحد منهم يؤثر نفسه إنه يروح يأكل في البيت، فيأخذ مصاريفه من البيت ويأتي إلى الساحة.. فكنا نشعر بنقاء ومصداقية الشباب أنفسهم داخل الساحة.* هذا كان في فبراير؟** نعم في فبراير بداية الاعتصامات* هل انضممت إليهم كطبيب يريد أن يمد يد المساعدة في المستشفى الميداني؟** انضمامي لهم كطبيب كان من البداية، عندما أُعلن بأن هناك خدمات طبية، فكنت أبحث إذا كان في خيمة طبية أو مستشفى أو أي حاجة ممكن أتعاون معهم فيها، وإذا ما فيش ممكن ننزل باسم.. مؤسسة منار العلمية للدراسات والبحوث الطبية.* هذه المؤسسة من تتبع؟** أسستها أنا في 2001م وتهتم بالدراسات والبحوث الصحية وبالخدمات الإنسانية للمجتمع والمشاركة على مستوى الجمهورية، في مساعدة المعاقين والمسنين والمحتاجين للخدمات الإنسانية.. الذين ليس لديهم قدرة أنهم يغطوا كلفة حساب علاجهم.. احنا ما نعطيش فلوس لأنه ما عندناش فلوس، احنا عندنا خدمات مباشرة ولدينا شباب متطوعين في أغلب محافظات الجمهورية.. يعني عمل طوعي خيري إنساني.* من يدعم هذه المؤسسة أو يرعاها؟** هذه مؤسسة علمية، أي مجتمع مدني.. وأنا أنشأتها من مالي الخاص أنا وزوجتي.* زوجتك طبيبة؟** نعم زوجتي طبيبة استشارية أمراض قلب.* هل عملت معك في المستشفى الميداني؟** لا كلهم «إصلاح»* حدثنا عن تجربتك في المستشفى الميداني.. هل طلبوك في البداية؟** لا ما طلبوش.. أنا عموماً خرجت بخلاصة واضحة استقيتها من تجربتي.. في البداية حضرت إلى المستشفى، وعرّفت بنفسي وأعطيتهم الكرت حقي وأبرزت لهم بطاقتي المهنية.* لمن؟** لأحد المشرفين الموجودين هناك، وهم كلهم (إصلاح).* تقصد الكادر الطبي؟** ما فيش حاجة اسمها كادر طبي داخل هذا الذي يسمى مستشفى ميداني.. أنا أساساً طبيب عسكري.. طبيب ميداني وعمري المهني في اليمن في العمل الميداني 17 أو 18 سنة.. الذي أفهمه كطبيب ميداني أن المستشفى الميداني يعني أن يكون المستشفى متنقل بمعنى أنه لا يتمترس في منطقة معينة.. المستشفى الميداني هو المستشفى الذي يتنقل من منطقة إلى أخرى ويقدم الخدمة الإنسانية للناس الأكثر احتياجاً في أي مكان.. أنا لا أقصد بكلامي هذا أن شبابنا والثوار الذين تعرضوا للحوادث الإجرامية الموجودة داخل البلد، أنهم مش محتاجين لهذه الخدمة، لا بالعكس.. بس برضه المستشفى الميداني هو أن تقدر تتحرك به في أي لحظة.. كلمة ميداني أيش معناها؟ معناها إنه علم ميداني متنقل، استطيع أن أقوم حتى بإجراء عمليات في الميدان إذا كان هناك في المستشفيات الاعتيادية أو الظروف الاعتيادية ما يمنع أن أجري تلك العمليات.. أي كأنك تكون في الصحراء ومطلوب عملية لأكثر من واحد.. فأنت في هذه الحالة لا تتقيد بشروط طبية ملزمة ضرورية جداً أنت تحرص عليها، بس أنت في عمل ميداني تعمل أقصى ما لديك لتنقذ حياة الناس.*ماذا عن المستشفى الميداني في ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء؟** أي ساحة منهم؟ لأنه للأسف هم خلقوا لنا ساحتين.. أجبروا الشباب أنهم يخلقوا ساحة أخرى أكثر صفاء وأكثر نقاء، وفي الأخير أصبحت ساحة شبه جوفاء بسبب السلوك الحزبي والتأثيرات الموجودة والضغوطات التي يتعرض لها الشباب.. أنا لا ألوم الشباب، بالعكس أنا ألوم نفسي وألوم كل الناس الموجودين، وألوم كل زملائي الأطباء، لأنه صار لنا الآن حوالي 90 يوم أمام ساحة الجامعة القديمة وما فيش حتى طبيب من الأطباء يكلف نفسه ويمر معنا حتى مرة واحدة إلى الخيمة الطبية الموجودة أمام جامعة صنعاء القديمة علشان يشعر أنه فعلا فيه ناس هنا يحتاجون شيئا ما.. فيه ناس جيدين يعني دكاترة.*«مقاطعا» تقصد أنه لا يوجد في الخيمة الطبية أمام الجامعة القديمة حتى طبيب واحد من العاملين في المستشفى الميداني أمام الجامعة الجديدة؟** لا من مستشفى ميداني ولا من غيره.. لدرجة أني أصبحت أشعر وكأنني الطبيب الوحيد الموجود في الجمهورية اليمنية.. ولا طبيب من أطباء الجمهورية اليمنية زارنا وجاء إلى الخيمة الطبية هذه وسألنا إذا كنا نحتاج حتى حبة أسبرين.* ماهي المستلزمات الطبية الموجودة في هذه الخيمة؟ أنا لاحظت أنها خيمة صغيرة؟**صحيح أنت لاحظت أنها خيمة صغيرة.. الخيمة الصغيرة هذه احنا ممكن نجري فيها عمليات جراحية.* ولا يوجد طبيب إلا أنت؟ وبجهد ذاتي؟** أنا الطبيب الوحيد، والحمد لله بجهد ذاتي وبتعاون الزملاء الشباب الذين بدأوا معي من البداية كمتطوعين.. لا توجد لديهم معرفة في المجال الطبي، إلا أنه في الأخير التحق معي واحد من الزملاء من محافظة مأرب من حريب وهو موجود معي وملازم لي منذ أكثر من شهر وأنا لا أقدر أتخلى عنه ولا أتركه.[c1]فرضت نفسي بالقوة[/c]*نعود إلى المستشفى الميداني.. ماذا حدث بعد أن قدمت نفسك لهم؟** في المستشفى الميداني.. أنا قدمت لهم نفسي وعرفتهم بصفتي فقالوا لي مرحباً بك يا دكتور في أي وقت وطلبوا مني رقم تلفوني، فأعطيتهم أرقام تلفوناتي الثلاثة.. وأصبحت بعد ذلك انتظر على أساس قالوا أن معاهم مجموعة من الزملاء مسجلين عندهم مسبقاً، وإذا فيه احتياج بانتصل بك، فقلت لهم ضموني مع المجموعة وأنا مستعد في أي وقت 24 ساعة تحت الطلب.. مر حوالي أسبوعين أو أكثر لكن للأسف، شعرت أن هناك نفور وعدم رغبة في استدعاء أي طبيب في حين أن قناة «سهيل» كانت تعلن أن هناك احتياج لكل من له علاقة بالطب وكذا وكذا!!.. يا أخي أنت على أرض الواقع!!.. أنا عشت قرابة الشهرين الكاملين في العمل الميداني داخل المستشفى، وكنت أناوب ثلاثة أيام في الأسبوع.. فرضت نفسي بالقوة وأصريت أن تعلق أسماؤنا وأسماء الأطباء المناوبين هناك.. علقت قائمة بأسماء مجموعة من الأطباء المناوبين وظلت معلقة أسبوع أو أسبوعين بحيث أنه لازم تتغير الأسماء.. وعلى الكل بأن يشارك في مجال جراحة العظام كانوا مسجلين أكثر من 23 طبيب، لكن- على الواقع لم يكن موجود منهم ولا واحد.. هم يريدون الطبيب الفلاني الذي ينتمي لحزب الإخوان المسلمين أو الإصلاح.. أنا لا أتجنى على حزب الإصلاح.. أنا أقدر وأحترم وأجل حزب الإصلاح لأنه قدم أشياء للبلد، بنى جامعة، بنى مستشفى، بنى خدمات صحية، قدم أعمال خيرية جميلة جداً لا أحد يقدر أن ينكرها.. أنا الآن لا أعمل مقارنة بين حزب الإصلاح وبين حزب المؤتمر أو أي حزب من الأحزاب.. أنا أمقت الأحزاب بشكل عام لأنها خلال أربعين عاماً لم تقدم شيئاً للبلد.* هل جميع الأطباء الموجودين في المستشفى الميداني ينتمون لحزب الإخوان؟** حزب الإصلاح بنى قاعدة قوية جدا داخل البلد في جميع المجالات.. أنا معي زملاء من حزب الإصلاح أجلهم ويجلوني وأقدرهم ويقدرونني ونحب بعض ونحترم بعض.. بس داخل المستشفى الميداني الفراش أو الكاتب أو أي واحد من حزب الإصلاح سلطته ونفوذه داخل المستشفى الميداني أقوى من سلطة علي عبدالله صالح داخل الجمهورية اليمنية...[c1](ما فيش) كوادر طبية[/c]* حتى ولو كان هناك كوادر طبية و..؟**«مقاطعاً» مافيش كوادر طبية.* أقصد حتى لو كان هناك كوادر طبية من أحزاب أخرى أو مستقلين؟** أنا مستقل.. لا علاقة لي بأي حزب من الأحزاب.. أنا عضو الصليب الأحمر الدولي منذ الثمانينات وناشط أيضاً، وكنت أيامها أنشط طالب موجود داخل الجامعة الطبية الدولية.. بس هناك داخل المستشفى الميداني شعرت فعلاً.. أنه مهما قدمت ومهما خدمت ومهما عملت.. يعني أنا الآن لا أطلب ثناء أو أشكر نفسي أو أي شيء.. لا.. أنا أقول لك حاجة عايشتها بمرارة وعايشها زملاء استشاريين وبدرجات علمية أكبر مني والذين كنت أشعر بالألم عليهم عندما يأتوا ويشعروا وكأنهم غير مرغوب بوجودهم داخل المستشفى الميداني.. للأسف الشديد كنت ألاحظ ان كل طبيب من هؤلاء قد ترك المستشفى وراح يشتغل في خيمة.. وعندما أسأله ليش تروح تشتغل في الخيمة يا دكتور؟ يقول لي هذولا مش عايزين إلا الإصلاحيين.. قلت لهم يا جماعة عيب عليكم احنا هنا نخدم أبنائنا.. واحنا بعد أول اجتماع بعد الكارثة التي حصلت حق كنتاكي.. عندما اجتمعنا وتم خلال خمس دقائق تحويل الجامع إلى مستشفى ميداني بناء على القرار الذي اتخذ في الاجتماع الذي اجتمعنا فيه الأطباء كلنا وافتهم لنا أنها كانت خطة «محبوكة» وينتظروا الفرصة المناسبة كحزب الإصلاح.* كيف؟** الجمعية موجودة اللي هي جمعية الإصلاح.. الحزب هذا أو الجمعية لو كان فعلا أنت تقدم خدمة إنسانية، ما تحولش الجامع إلى مستشفى.. احنا كان معنا غرفتين للعمليات داخل المستشفى الذي كان في النادي حقهم تحت.. وكم عمليات اشتغلناها فيه..يكفي بس يوم جمعة الكرامة، وبعدها أثناء ما عاد كان فيه شغل... أثناء كارثة الاستاد الرياضي أنا لبست حقي البالطو وكنت ألوّح لسيارة الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأخضر أو البنفسجي حقهم، ألوح لهم يوقفوا لي ولكنهم ما رضوش يطلعوني معاهم، مع أني طبيب وهم عارفين أن أنا كويس.. فطلعت فوق «متر» ولحقت إلى جنب الاستاد الرياضي.. ما شفت ولا قنبلة غاز واحدة ضربت، وبعدين رجعت دخلت داخل المستشفى وقد هو متروس بالمتشنجين يمكن أنهم ضربوا عليهم غازات في مكان معين، الله أعلم..* ولكن قناة سهيل بعد المسيرة أظهرت أشخاصاً وهم متشنجين وأنهم مختنقين بالغازات؟** يا أخي خلينا ما ندخلش في موضوع التشنجات وغيرها.. فيه كلام كثير وجدل أثير حول هذا الموضوع.* طيب أكمل بعد أن رجعت من الاستاد الرياضي؟**دخلت المستشفى وشفت ناس مرميين في الأرض وأنا مستغرب لأنه عندما سألتهم من أيش هذا؟ قالوا من الغازات.. من فين هذه الغازات؟ مش عارف!!* برغم أنك كنت موجوداً عند الاستاد الرياضي؟** انا نزلت إلى الاستاد الرياضي، وعندما حرق المتر على ذلك الشاب، وهذا مش المتر الذي أوصلني هذاك راح وجاء «متر» ثاني أول ما وصل وانضرب الرصاص حرق ذلك «المتر» واشتعل الولد الذي يقوده بالكامل وسيارة الإسعاف حق الهلال البنفسجي كانت واقفة على بعد 150 متر منه.. ليش ما قفزوا بالسيارة إلى عنده وأسعفوه؟.. يعني لولا الشباب اللي كانوا موجودين في الجهة الثانية وقريبين من الولد الذي كان يحترق.. كان يمكن ما حد قدر يلحقه خالص.* ماهي مهمة هذه السيارة إذا كانت لا تنقل جرحى ولا..؟** «مقاطعاً» مش أنها ما كانت تنقل جرحى.. لا تقول لي أنها لم تنقل جرحى.. هي تنقل جرحى، بس هم يتخوفوا أنهم يقتربوا من مكان الاحتكاك.. بس أنت كطبيب إذا شفت واحد جريح تحاول أن تنقله وتقدم له جانب إنساني.[c1]ربطة صوتي[/c]* وبعد أن رجعت إلى المستشفى ووجدت شباب جرحى أو متشنجين ماذا فعلت؟** أجريت إسعاف.. اللي نقول عليها احنا إزالة الأطراف المتهتكة من الرصاص لبعض الشباب الذين كانت فيهم طلقة رصاص باليد أو في عدة أماكن.. والذي استغربت له أكثر وأنا اشتغل مع واحد من الشباب عندما رأيت واحد من الأطباء الإصلاحيين لا أتذكر اسمه بالضبط، يطلب مني ويقول لي خلاص يا دكتور بسرعة.. بس عطفه وكيسه- وكأنه ربطة صوطي- وخليه يدخل الجامع هناك ينتظر الجماعة اللي با يحضروا يصوروه!! يا أخي هذا كلام فاضي.. يا أخي إما تعمل له «مانجما» صح أو حوله على مستشفى آخر غير ميداني وخلصنا الأذية.. احنا أطباء ميدانيين؟.. إذا كنت طبيب ميداني فعليك أن تعمل له كل الإجراءات الطبية.. متى تحوله إلى مستشفى؟ لما تحصل حالته حرجة تتطلب المستشفى الآخر الذي يكمل له العمل..*أنت قلت في مقال لك أن الغازات كانت مفاجأة معرية لحقيقة تعاملنا مع هذه الحادثة؟** نعم صح.. لأنها أول مرة تحصل لنا في اليمن.. هذه أول تجربة لنا كأطباء على مستوى الجمهورية اليمنية بالكامل.. لا يوجد اختصاصيون في هذا المجال. وهذا لا يعني بأن الطبيب لا يفهم أيش معنى غاز أعصاب أو غاز كذا.. من المخزي ان أصيح وأقول ان هذا غاز أعصاب وهذه تسبب كذا.. هناك 13 خاصية للغازات المسيلة للدموع، وأهم هذه الخصائص اللي لازم تعرفها وتقارنها وتفهمها كإنسان عادي وكمجتمع بشكل عام وعلى مستوى كافة الشرائح أكان طبيب أو مهندس أو غيره.. يعني غاز الأعصاب عندما يطلق لا يبدأ تأثيره على الإنسان إلا من بعد 30 دقيقة إلى 60 دقيقة أي خلال ساعة.. بينما الغازات المسيلة للدموع تأثر على الإنسان خلال 20 إلى 60 ثانية.[c1]إجراءات خاطئة[/c]* هل استعنت بالبحث العلمي لمعرفة حقيقة هذه الغازات ومقارنتها على أرض الواقع؟**نعم.. ولم أحاول أن أصرح بأي معلومة أو توعية دقيقة للموضوع هذا إلا بعد ما رجعت للبحث العلمي وتوصلت إلى معلومات صادرة من الهيئة البريطانية للسموم والمكتبة الطبية الأمريكية التي عمرها أكثر من 150 سنة وهي مرجعية يعتمد عليها.. وأيضاً مكتبة منظمة الصحة العالمية على عدة مواقع، واستقيت منها المعلومات الدقيقة.. أيش مكونات السموم هذه بشكل عام وأيش مسمياتها.. إذا لم يكن هناك اسم مكتوب ممكن تشوف عليها أرقام والأرقام هذه توضح لك على طول.*ماذا توضح لك.. أنت قلت في مقال لك بالحرف الواحد «جمعت عينات من الغازات التي استخدمت ضد المتظاهرين وتبين لي أن جميع الإجراءات التي كنا نقوم بها والتي أصر عليها استشاريوا المستشفى الميداني والبعض من أساتذة كلية الطب في جامعة صنعاء والعلوم والتكنولوجيا، كانت خاطئة ولا تتوافق مع الإجراءات الطبية المتعارف عليها في مثل هذه الحالات الطبية، أضف إلى ذلك إدلاء بعض القياديين من أطباء حزب الإصلاح أن هذه الغازات هي غازات أعصاب سامة غير عابهين بالأخلاقيات الطبية...؟** «مقاطعا» يا أخي هذا الكلام أن لم أختلقه من عندي.. أنتم رأيتم في التلفزيون لما صرحوا وقالوا أن هذه غازات أعصاب وكذا..!*هم فعلاً صرحوا بذلك؟**شوف.. هي كلها غازات سامة.. حتى الدخان حق السيجارة سام.. احنا لما نتكلم عن غازات سامة،.. ok غازات سامة،بس أنا كطبيب وكمدرس أو استشاري في جامعة وأخرج أجيال تخدم الوطن يجب أن أراعي شيئاً واحداً.. أنت في موقع خطير جداً لازم تراعي المعتصمين، الشباب، الثوار، المجتمع، الأسر... أنا كطبيب صعقت عندما أسمع طبيب أو أكثر من استشاري عامل نفسه مش عارف أيش، يقول أن هذه غازات أعصاب!!.. غاز الأعصاب معروف أنه يعمل حروق شديدة ويعمل تشوهات.. يا جماعة شوفوا حق حلبجة بالعراق اللي عملها صدام حسين أيش عملت من آثار خطيرة جدا على الناس اللي هي غازات الأعصاب وغيرها..عام 1928عندما اخترع العالم كولستون والعالم ستاوتن واللي جاء من اسمهما الاثنين اسم (S.V.S) الذي اعتمده حلف الناتو.. عندما قاموا من معادلة جميلة باختراع الغازات المسيلة للدموع.. فهناك فرق كبير.. يعني أنت توصل للعالم فكرة خاطئة بأننا في اليمن حمير وأنه ما فيش عندنا أطباء وما فيش عندنا علم.. هذا مخزي وعار على الكل.. يعني عندما يرسل لي واحد من الزملاء رسالة إلى التلفون يقول لي فيها (اتق الله في نفسك ولا تقول شهادة إلا وأن تعدل فيها واستعن فيها بالقرآن الكريم)!.. طيب على عيني وراسي، بس كلامك خطأ عندما تقول ان أنا أتجنى.. أنا لا أتجنى، هناك دلائل ثابتة ووثائق دامغة تؤكد الكلام هذا..* أنت قلت في نفس المقال..؟** “مقاطعا” أنا لم أكتب مقالة صحفية وإنما بلاغ أوجهه للعالم، علشان كذا أنا كتبت لممثل الأمم المتحدة كي يتجاوب الكل.. أنا تواصلت مع منظمة العفو الدولية وناشدت الأمين العام للأمم المتحدة في شهر 3 وشهر 4 وناشدت كل المنظمات الإنسانية والأخلاقية والطبية العالمية بمساعدتنا للخروج من محنتنا.* في ماذا؟** فيما يتعلق بالسموم، ما يتعلق بالخدمات الصحية، العجز الذي نعاني منه.[c1]استغلال لجهل الناس[/c]* يعني بالمختصر المفيد هناك استغلال لجهل الناس؟** شوف رجاء.. أنا أقول لك حاجة.. ما نأخذهاش من موضوع مثلما قرأتها أنا في صحيفة “الثورة” قبل يومين بصراحة عندما قرأت الصحيفة تفاجأت بهم يكتبوا تقرير حول بلاغي للأمم المتحدة ويقولوا الدكتور يقول أنهم يتهجموا عليهم في المستشفى ومش عارف أيش وأنهم يعذبوا و..* “مقاطعا” لا أنا أجري معك لقاء سؤال وجواب سوف ينشر بالحرف الواحد سؤالي وجوابك؟**حلو.. وما ذكرته الآن عن صحيفة الثورة أرجو أن تنزله علشان نكون صريحين.. على أساس أنه ماحد يفهمها غلط لأنه وصلتني أمس “الأربعاء 20 يوليو” عبر التلفون رسالة أخرى يقول لي صاحبها (مع حبي لك واحترامي لك يا دكتور وأنت أخ عزيز وكذا واخايف عليك).. يا أخي لا تخاف علي خاف على نفسك.. شخص مجهول يقول لي اسمه عذب المشاعر، فمشاعره كانت عذبة وطيبة وحلوة ويقول لي أنني تجنيت كثير على المستشفى الميداني وأنني عملت مدح وثناء في صحيفة الثورة على مستشفيات الحكومة وأني صاحب مناصب وعندي مناصب كثيرة.. وهذه هي الرسالة أمامك الآن في تلفوني.. يا أخي أنا عايز أفهم حاجة واحدة.. لا عندي منصب ولا غير منصب ولا أشتي منهم حاجة.. أنا نزلت مع الناس، أنا أخدم الناس من 1994م إلى اليوم.. وأنا في مشاكل من الحكومة هذه ومن غيرها من أول يوم دخلت البلد.*هل اعتبرت هذه الرسالة إنذار أم ماذا اعتبرتها؟**والله أنا ما يهمناش حاجة.. الله واحد والرب واحد.[c1]خزعبلات الزنداني[/c]* في بلاغك لممثل الأمم المتحدة قلت أن هناك مجموعة من الخزعبلات التي تم الترويج لها بشكل مقصود مستغلين جهل الناس بهذه الأمور ومنها عصير الزنداني لامتصاص السموم؟** والله أنا اعتبرها خزعبلات.. عبدالمجيد الزنداني على عيني وراسي، شيخ جليل وصاحب رسالة إنسانية ومعروف في نهجه بالإعجاز العلمي، إنما أنا استاء عندما يأتي إلى عندي في داخل المستشفى اثنين من الشباب، واحد منهم يحمل علبة حق البخاخ الذي نستخدمه للسيارات أو لتنظيف الزجاج وداخلها عصير لونه أحمر، ومعه واحدة شرنقة كانت والله أبو 30 أو 50 سي سي وكأنه با يضربها لحمار، وأقول له أيش هذا يا ابني؟ قال هذا نعطيه للمرضى 10 سي سي علشان نمتص السموم اللي داخلهم.. قلت له ابني بطلوا وممنوع تمسك أي واحد من المرضى حقي رجاءً..* ما تركيبة هذا الاختراع الزنداني؟**سألته أيش هذا؟ قال لي هذا مستخلص من الأعشاب اللي عملها شيخنا عبدالمجيد الزنداني.. قلت له أنا لي 14 سنة خبير في العلاج الطبيعي والأعشاب الطبية والتي درستها أنا أصلا في مجال الطب.. أعطيني أيش التركيبة حقه أنا اعتمدها كوصفة طبية، أما إنك تعطيني شراب كركديه وتقول لي أعطيه للمريض لا.. الشيخ الزنداني على عيني ورأسي بس ما تمسك لي المرضى حقي.. مسكت الدكتور محمد العباهي وبلغته في نفس اللحظة، قال لي: من هم هؤلاء الشباب؟ قلت له هذولا أمامك.. طبعا هم يعرفوا كوادرهم بالكامل فقال لي هؤلاء هذا مصرح لهم!!..*الدكتور محمد العباهي هل ينتمي للإصلاح؟** نعم* ماهي صفته في المستشفى الميداني؟** هو المدير الطبي للمستشفى*ماذا عن الخزعبلات الأخرى** عندما رجعنا من مسيرة الاستاد الرياضي شفت واحد من الشباب مرمي بالأرض في الحوش الذي أمام المستشفى.. الشاب هذا أنا أعزه وأحبه كثيراً جداً، شاب خلوق يعرف الله ورسوله ويصوم خميس واثنين طول السنة وكلما أحصله يقول لي إنه صايم، إنسان مستقيم يحب العمل الخيري والإنساني ويتطوع ودائما نشيط جداً وهادئ جداً.. فشفته مرمي على الأرض.. قلت له مالك يا ابني وناديته باسمه - أعذرني عن عدم ذكر الاسم- سألته أيش فيك؟ فقال لي يا دكتور احمد يا عم احمد أنا أحس بحاجة غريبة بقوة.. خلي الشباب يمسكون بي لأنني حاسس أنني با أقوم أضارب.. استغربت وجلست معه أهدئه، وطليت من الشباك حق المستشفى لأنه فاتحين شباك حق الصيدلية والمخازن حقهم إلى داخل الصندوق لأنها تحت الجمعية، فقلت لهم أعطوني إبرة (ديتامول).. هذه الأبرة تركببتها عبارة عن (بارستمول) مع (ليجنولايين) وهذا مخدر علشان الألم الموضعي، ورجعت بعدين للشاب وضربت له الأبرة على أساس يهدأ، لكن الولد ظل متهيج، فقلت له مالك أيش اللي حاصل معاك وتحسست بطنه، فوجدت لصقة عريضة مع الشاش مطروحة.. فوق السرة.. فسألته أيش هذا، هل فيه عندك يا ابني إصابة فوق سرتك؟.. قال لي: لا ما فيش، هذا فعلوا لي سائل أو معجون فوق السرة حقي.. فربطت هذا على طول بموضوع العصير الأحمر.. اختراع الزنداني.* من وضع له هذه اللصقة؟** قال لي إنه واحد من الأطباء الموجودين.. أي واحد هناك يقول لك إنه طبيب.. وفعلا طلع طبيب.*طبيب إصلاحي؟** يعني با يكون طبيب إطلاحي؟!!.. أكيد إنه طبيب إصلاحي، ما يعملوهاش إلا هم.* وبعد ذلك؟** قصيت أنا اللصقة لأنه كنت حاسس بحكم معرفتي بالشاب هذا إنه لازم أعرف بالضبط أيش القصة.. نزعت اللصقة من بطنه علشان أشوف أيش الإصابة اللي عنده، يعني الطبيب ما بيعملش كذا إلا إذا فيه إصابة.. فاستغربت إنه يقول لي أنهم عملوا له معجون ولصقة وسألت نفسي هل يمكن أن هذا الولد يكذب؟.. بعدما رفعت اللصقة أشوف فوق السرة حقه.. معجون أسود فوق الجلد حقه.. أخذت المعجون أتشممه وما قدرت أميز الرائحة، ربما بسبب رائحة البصل والغاز والخل الذي مرمي داخل الساحة، فرميت المعجون وأخذت بقايا المعجون الذي داخل السرة وكان بيدي قطنة فيها اسبرت ونظفت كويس محل السرة وبعدها جلست معاه أُهديه.. مرت يمكن دقيقة أو دقيقتين والولد قده هادئ قلت له كيفك يا بابا، قال كويس يا عمو الحمد لله.[c1]سحر وشعوذة[/c]*هل كانت هذه الوصفة سحر أم شعوذة أم ماذا؟**والله شوف سحر، شعوذة، أنا ما أقدرش أقول لك حاجة زي كذا.. لأنه تقول لي كذا وبعدين ترجع ترميها على الشيخ عبدالمجيد الزنداني أو إلى عند احمد عبدالعزيز نعمان.. أنا سألت هناك من الذي عمل للولد هذا؟ قالو هذا دكتور اسمه الآنسي، عبده، مش عارف من.. أنا أعرف الدكتور عبدالوهاب الآنسي وأعرف شخصه كويس، ولم يكن نفس الشخص.. كان فيه شخص آخر اسمه الآنسي أو زيما قالوا ساعتها، فناديته يا دكتور تعال إلى هنا ايش حكاية الشاب هذا وأيش الذي عملتم له؟ قال أيوه هذا مستخلص من الأعشاب الطبية من الشيخ الزنداني.. فقلت لهم يا جماعة اتركونا من الخزعبلات هذه ومن الكلام الفاضي هذا، عيب.. وعلى فكرة صورة هذا الشخص موجودة.. هذا الشخص الذي قالوا إنه طبيب واسمه الآنسي، لأنه حتى احنا عندنا في الخيمة الطبية عندما يأتي شخص إلينا نسأله أيش اسمك، لأننا نوثق كل شخص نعطي له علاج حتى ولو حبة بندول.. نكتب اسمه وعمره وكذا، فيقول لي ان اسمه فلان وقد يكون اسم غير الاسم.المهم قلت لهم يا جماعة اتركونا من الخزعبلات هذه، عيب.. طيب أيش تركيبة الأعشاب هذه اللي أعطيتوها للولد واللي هيجته بهذا الشكل؟.. يا جماعة غازات الأعصاب لا تعطي التشنجات هذه، قد تعطي لك نوع من التشنج البسيط أو القلق والفزع، لأنها صنعت أصلا لخلق الفزع والرعب وبثه أمام المحتشدين.. إذا كنت في الموقع نفسه قد يحصل لك قلق أو ارتباك أو تشنج بسيط جدا، لكن إنها توصل إلى الدرجة هذه أنا ما عرفتها ولا أعرفها.وفي واقعة ثانية لشخص آخر كان يتصنع الموضوع هذا داخل المستشفى وعايشتها أنا والدكتور طارق والدكاترة كلهم وكان شخص لا داعي لذكر اسمه.. هذا الشاب كان يدعي أن عنده تشنجات فضيعة، ومن أول يوم أرسلته مع إرسالية من المستشفى مع الزملاء في المستشفى الميداني أيامها، أرسلناه إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا على أساس يعملوا له فحوصات كاملة شاملة وخرج من عندهم بتحسن وما عنده أي مشكلة.. ولا عنده أعصاب، وكان يرجع مرة ثانية إلى المستشفى وقده متشنج ومش عارف أيش.. هذا الشخص حسمنا أمره مع الدكتور طارق نعمان رئيس الأطباء الجليل الموجود داخل المستشفى والذي يقدم خدمات جليلة جدا، ودكاترة كثيرين يقدمون خدمات لا أقدر أن أصفها.[c1]ممثلون[/c]* ماذا كان تشخيصكم لحالة هذا الشخص؟** هذا تقدر تقول إنه كان عبارة عن «اكتورز».. ممثل يعني، يحب يظهر أمام الناس أنه متشنجع.* أفهم من كلامك بأن ما شاهدناه من حالات تشنج على شاشات عدد من الفضائيات كان عبارة عن تمثيل؟** شوف أنا أجيب لك مثال بسيط يا صاحبي بالمختصر المفيد.. من كم يوم مش حصلت عملية ضرب على الشباب بالغازات في جولة كنتاكي واللي استشهد فيها الحاوري وشباب آخرين؟.. حصل فيها ضرب غاز.. إذاً ليش ما جاءت لي ولا حالة تشنج إلى عندي في الخيمة الطبية وأنا أول طبيب موجود بخيمتي أمام جولة كنتاكي وأقرب طبيب إلى كنتاكي؟!!* يمكن لأن الشباب المتظاهرين لم يكونوا إصلاحيين؟** ما أقدرش أقول انهم إصلاحيين أو غير إصلاحيين.. معذرة.. ما نربط أن هذا إصلاحي وهذا غير إصلاحي.. فيه شباب أو أشخاص يحب أنه يشد الناس ويغيروا عليه.. فيه شاب حطيناه على نقالة وكان على أساس أنه في حالة إغماء، رحت أشوفه.. فيه نقاط معينة في الجسم إذا ضغطت عليها يصحى معاك المريض.. حتى بعد العمليات الذي لا نريد أن نستخدم له منبهات أو أي حاجة، ممكن نضغط على نقاط معينة على جسمه بشكل جيد وصحي وعلى طول يصحى ويتجاوب معاك.. هذا الشاب صحى، والشباب والناس الذين كانوا واقفين يتفرجوا لي قالوا: (الله هذا الدكتور ما فيش زيه هذا أفضل دكتور في اليمن شوفوا كيف الدكتور هذا صحى المريض والدكاترة اللي كنا نشوفهم من أول كان الواحد منهم إما يضرب إبرة أو يعطي المدوخ مش عارف أيش) أنا مش معجزة.. فقط أعرف عملي وأعرف كيف أتعامل مع الحالة* متى خرجت من المستشفى الميداني؟** في الأسبوع الأخير من شهر 4* استأجرت خيمة ونصبتها أمام الجامعة القديمة؟.** أنا ما استأجرتها.. أنا اشتريت بالتعاون مع منتدى الشهيد القائد البطل عبدالرقيب عبدالوهاب.. اشتروا لي خيمة بـ50 ألف ريال فعملت نشاطنا في الخيمة هذه.. بدأنا بعلبة اسبرت وايجين وهيدروجين وشوية قطن، وبعدين أحضرت أدواتي من العيادة حقي وكان معانا قطعة جبس وبدأنا نشتغل فيها.[c1]تهديدات[/c]* بعد البلاغ الذي قدمته للأمم المتحدة، هل تعرضت لتهديدات أو أي شيء من هذا القبيل؟** يعني.. أنا لا اعتبرها تهديدات أنا باعتبرها محبة زي ما قال «عذب المشاعر» وزي ما قال الأخ الذي ذكرني بالقرآن الكريم.. أنا با أخذها بحسن نية، وربنا كريم والواحد ما يخاف إلا من الله سبحانه وتعالى، وساعتك يا الإنسان لابد منها سواء كانت في الساحة أو خارجها.* في بلاغك الذي وجهته للأمم المتحدة ذكرت أنه «عندما نصبت خيمة طبية مستقلة وردتني حالات متفرقة من المرضى، يعانون من جروح قطعية ورضوض وكدمات في مختلف أنحاء الجسم والناتجة عن ضرب فردي أو جماعي لهؤلاء الشباب بأنواع مختلفة من الأدوات كالعصي والهراوات وأعقاب البنادق والجنابي وأجهزة صاعق كهربائية.. أين حصل هذا كله لهذه الحالات؟**أنا هنا اختصرت تقرير من أكثر من 1600 أو 1700 حالة استقبلتها إلى اليوم خلال الشهرين أو الثلاثة هذه.. خلاصة لكم من الحالات.. ستجد أن الحالات من خارج الساحة، من الحي الذي فوق والذي تحت.. تجيني حالات من داخل الساحة.. تجيني من الساحة العليا ومن الساحة السفلى.. هذه الإصابات نتيجة لاعتداءات داخلية وخارجية، من داخل الساحة وخارجها.. فمن يعمل هذه مش مشكلتي أنا.. أنا هنا مهمتي إنسانية، أقدم خدمتي الإنسانية للناس.. احنا في الخيمة الطبية هذه- علشان لا يفهمها الآخر إن أنا أشحت أو أشتي آخذ حاجة- أنا والزميل الذي معي، أيام نأكل فيها زبادي وخبز، مش علشان حاجة.. علشان نقدر نوفر قيمة العلاج وعندنا حساب مع صيدلية ابو سعد اللي جنبنا.* والأكل الذي يأتي إلى الساحة؟* والله بصراحة.. كان فيه خيمة قدامي جلست فترة بسيطة وكانت الخمية كل كم يوم تسقط إلى الأرض يمكن أن الجوع الذي تعاني منه أكثر من الشباب.[c1]تبرعات[/c]* هناك تبرعات كثيرة تأتي للجان المنظمة وكلها باسم الشباب، أين تذهب هذه التبرعات؟** أنا بصراحة زيما يقولوا أسمع رحى تدور ولا أرى طحيناً.* ولكن هذه التبرعات تأتي باسم الشباب؟** والله كلنا شباب ولو يقولوا ان عمري أكبر قليل ويتجاوز الأربعين.. شوف أنا يا صاحبي إلى حد الآن ما استلمت ولا ريال من أحد* هم لا يوزعوا نقوداً.. هم مثلا يتبرعون ببطانيات ويوزعون طعاماً؟** والله أنا أحضرت بطانيتين حقي من بيتنا والموكيت أخذته من بيتي.. المفارش جابهم ابن عمي من البيت حقه.. المدكى والمسند الذي اريح عليه من الشباب.. الأبلكاش واللي تحت والحاجات اللي تتسر هذا كله جبناه من برع.. فيه ثلاجة وطاولة ومروحة طلبتهم بطلب شخصي من شخص فاعل خير واعتذر عن ذكر اسمه لأنه عمل خير،* أقصد هل أنتم لا تعرفون أين تذهب هذه التبرعات؟** أيش من تبرعات تتكلم عنها يا أخي!!..*هناك تبرعات عينية ومالية تصل إلى الساحة من فاعلين خير؟** والله أنا أسمع رحى تدور ولا أرى طحينها.. فيه واحد من الإخوان الكرام جاء إلى عندي مرة يسألني: جاءت إلى عندك الوداعة؟ قلت له أنا ما شفت لا وداعة ولا مداعة، أنا أعرف البوري بس.* ولكن سمعنا تصريحات و....؟«مقاطعاً» والله الذي أمامك حاجة والذي نعيشه احنا حاجة ثانية.. هل تعرف أن هناك الآن شباب داخل الساحة ينامون من بعد الفجر إلى وقت المغرب وهم لايضربوا ركعة ولا يصلون، يعني مش أن هم ناسكين يتعبدوا.. ليش؟.. علشان لايعرف الناس أنهم ميتين من الجوع.. والله العظيم.. أين التبرعات الذي تكلمني عنها؟.. عندما تنزل لي رز أو الصباح تنزل لي شوية سحاوق وخبز يابس، وفي فترة من الفترات فيه شباب حصل لهم سوء تغذية وأنا وثقتها وناديت على الناس كلهم.*هذا يمكن لأنكم في الجزء الجنوبي من ساحة الاعتصام؟** «يضحك» احنا في الضفة الشرقية.. هم في الضفة الغربية واحنا في الشرقية.*هل يمكن أن السبب في ذلك هو أن التبرعات تصل إلى الجامعة الجديدة وأنتم بعيدين عنها؟** يعني ما نقول إنه ما كان فيه أي حاجة يوصلوها.. في البداية كان فيه سيارة هايلوكس كانت توصل السحاوق والخبز في الصباح.. الظهر يجيبوا رز مسلوق أنا استغرب كيف يمكن تعطيه لشباب (أثوار) ما نقولش أنهم ثوار.. الأثوار لو أعطيتهم ذلك الأكل ما بيأكلوش.. رز وطبيخ مسلوق ما أدري ايش فيه تنزله لهم آخر الناس.. تخيل شاب عمره 15 سنة تارك المدرسة حقه وموجود هناك بين الشباب في الساحة، ونجلس طوال الوقت نتناوب على هذا الولد خايفين عليه ولا يجري حاجة.. جلس في يوم من الساعة 6 الصباح إلى الساعة 6 المغرب منتظر الصبوح حقه، وعندما أسعفوه صعقت عندما وجدت الحرارة مرتفعة جدا لأنه واقف بين الشمس وجاوع، ونرجع نعمل له مغذيات وإبر علاج.. أنا أصريت على الشباب داخل الساحة إنه أما الولد هذا يروح بيتهم ولا يرجع إلى الساحة أو أنا انسحب من الساحة إذا شفت أطفال مثل هؤلاء موجودين وفعلا الشباب احترموا الكلام هذا فانسحب هذا الولد.* في مرة من المرات وصلت التبرعات إلى حدود 70 كيلو ذهب؟** يا عم جيب لي كيلو واحد بس واتهمني أن أنا استلمتها كلها.*انا لا أتهمك ولكن اتساءل أين مصيرها؟**لا تسألني عن حاجات لا أعرفها.. فيه أمور ما أقدرش أطرحها الآن، لأنه لو طرحتها أنا عارف إن فيه شباب با يختفوا من وجه الأرض مثلما وصلتني تهديدات، واثنين من الشباب الذين معي وناشطين في الساحة أول أمس الثلاثاء قطعت ملابسهم، وآخر بالوا على ملابسه وأحرقوها وهذا حصل بعدما نشر بلاغي للأمم المتحدة.* هناك مساعدات تصل إلى المستشفى الميداني في الجامعة الجديدة؟** أنا لا أعرف شيئا عنها.. فيه خيرين يجيبوا للخيمة علاجات وهم مش كثير.. هم ثلاثة والرابع جاب لي كم مغذية.. ما فيش مساعدات وصلت إلى الخيمة هذه إلا من ناس يعدوا مش بالأصابع بل بأطراف الاصابع.. لا يصل للخيمة الطبية الموجودة أمام جامعة صنعاء القديمة أي شيء.. أرسلت أكثر من زميل ووسطت أكثر من واحد إلى المستشفى الميداني في ساحة الجامعة الجديدة واتصلت أكثر من مرة وأقول لهم يا جماعة الخير هؤلاء برضه أولادنا.. قال لك أيش.. هؤلاء بلاطجة، هؤلاء أمن قومي.. والله لو أنا أمن قومي ما با أكون مجعجع ولا با أغسل ثيابي إلا بعد اسبوعين ثلاثة لما استلم راتب.[c1]دكتور بلطجي[/c]* من قال لكم ذلك هل هم الإصلاحيين الذين في المستشفى الميداني؟**نعم.. قالوها بصريح العبارة.. أعطيك أسمائهم بالكامل؟ أنا مستعد ومش خايف من أي واحد.. أنا أتشرف أنهم كانوا في البداية يلقبوني بـ«دكتور بلطجي» احمد عبدالعزيز نعمان لي الشرف أن أكون طبيب بلطجي وموجود في الساحة بين الرجال الذين ضحوا بحياتهم و90 % من الذين استشهدوا كانوا من هؤلاء الشباب..** لا.. كيف أتقابل معهم، والمنسق الذي معهم أساسا منسق مع الأحزاب ومع السلطة وعندما يوديهم المستشفى الميداني ويوديهم الساحة التي عليها الرضوان وملائكة الرحمة وهي الساحة الممتدة من جولة 20 فما فوق إلى أمام الجامعة الجديدة، أما احنا يعتبرونا مندسين وبلاطجة وأمن قومي.. يا أخي أنا أتمنى أحصل هذا ولا جماعة الأمن القومي أو أصحابهم علشان الراتب حق السبعة الشهور اللي يتهموني بها.. أكلمك بجد.. أنا الآن أطالبهم وأطالب الدولة وأطالب الكل أنهم يعطوني المناصب اللي يقولوا أنا فيها.. إذا كان عندي وظيفة في الأمن القومي وفي الأمن السياسي يعني هكذا قد أنا أزيد من علي عبدالله صالح.* المفروض أن تطالب حزب الإصلاح الذي أعطاك هذه المناصب؟** يا أخي الإصلاح يصلح نفسه، يصلح كوادره.. كلمة الإصلاح أقوى من أنك تقول لي الكلام هذا.. عيب.. شوف أنا أجل واحترم الإصلاح كمسمى وكحزب على عيني وراسي أكثر من المؤتمر أو أي حزب داخل البلد.. وأنا في الأساس لا أحترم أي حزب داخل البلد.. لأنهم لم يقدموا للبلاد أي شيء.. واستشهد بكلام محمد حسنين هيكل إنه أفضل حزب داخل الوطن العربي استطاع أنه يتكيف مع العصر ومع ومع ومع.. لكن يوجد حثالة داخل حزب الإصلاح يسيئون له ويسيئون للدين ويسيئون للمجتمع اليمني.. هذا اللي حاصل[c1]أخطاء كثيرة[/c]*بالتأكيد حدثت الكثير من الأخطاء في المستشفى الميداني حدثنا عنها** هنالك الكثير من الأخطاء التي حدثت إمام ناظري كنت لها من الرافضين ولهم من الناصحين ويمكن ان اورد بعض هذه الأخطاء كما يلي :-1 - طريقة التعامل مع الكسور من حيث الإسعاف ووضع الجبائر واستخدام جبائر منتهية الصلاحية ومنع صرف العكاكيز لبعض المصابين غير الحزبيين.2 - طريقة التعامل مع المصابين بعيارات نارية من حيث الإسعاف والنقل للمستشفى الميداني وبداخل المستشفى أول مرة اعلم أن الإصابة بعيار ناري تخاط وخصوصا إذا لم تكن هناك حاجة لتدخل جراحي.3 - تخصيص مستشفيين تابعين للحزب لإرسال الحالات إليهما.4 - إشاعة انه إذا تم إرسال الحالات إلى مستشفى أخر يتم تعذيب المرضى وتصفيتهم وهذا ما تبين عدم صحته لاحقا من خلال مقابلتي لعدة حالات على سبيل المثال حالة تم إسعافها من قبل الهلال الأحمر اليمني إلى المستشفى الجمهوري التعليمي والقريب من الساحة وانه تم التعامل مع هذه الحالة بكل إنسانية وكل مهنية طبية وعلى الرغم من وجود بعض المضاعفات لاحقا لإحدى الحالات من جراء إكمالها للعلاج في مكان مجهول.5 - تسليم السجل الطبي لشخص لا يمت للطب بصلة ولا يجيد سوى كتابة العربية وعدم اخذ السيرة المرضية من المريض وعدم كتابة التشخيص النهائي من قبل الطبيب المعالج (هذا ما كان يقوم به كتبة ينتشرون بشكل عشوائي فوضوي حول الأطباء أثناء الإجراء الطبي ) والاكتفاء بكتابة تشخيص من قبل الكتبة. وهو ما يتم توثيقه بطريقتهم الخاصة وعدم العمل بما يستند إليه الطبيب أو يرجع إليه في أغلب الحالات.6 - إخفاء السجل الطبي العام المخصص بالحالات (الواردة إلى المستشفى الميداني) كل يومين أو ثلاثة وظهور آخر جديد ومما يثير العجب هو عدم المقدرة على الوصول إلى السجل المختفي للتحقق من الحالات السابقة أو المراجعة وهذا سبب إضاعة حقوق المرضى من هم بحاجة ماسة لإجراء طبي كعمليات جراحية ومن هم من تم رفضهم ونفي تعرضهم للإصابة أثناء الثورة والمسيرات الميدانية ومنهم من لا يزال يعاني حتى كتابة هذا التقرير محاولا إيجاد من يقدم له يد المساعدة في العلاج أما ميسورو الحال منهم فإنهم قلة قليلة تمكنت من العلاج في اليمن على نفقتها الخاصة والقليل منهم من سافر إلى الخارج .7 - توزيع استمارات على فئة من المرضى لضمان حقوقهم بحيث يقدم لهم راتب شهري وعلاج مجاني وإخفاء ذلك عن الفئة المستقلة . وكان أن يتم صرف مبالغ رمزية للبعض منهم كتعويض للإصابات التي حدثت لهم في المسيرات .8 - كثيرا ما كان يتم كتابة الوصفة الطبية وصرف أدوية مغايرة بعض هذه الحالات من عادت للتأكد من العلاج وتم التعامل مع الصيدلية تفاديا لحدوث خطا طبي ومن الجدير بالذكر انه كان يتم صرف بعض الأدوية المنتهية ونفي وجود بعض الأدوية على الرغم من تكدسها في المخزن .9 - إغلاق غرف العمليات الصغرى والتي كان لجمعية أطباء بلا حدود دور في إنشائها من خلال التبرع بـ6 مجموعات من الأدوات الجراحية والتي لم نرى منها إلا القليل.10 - استخدام مهدئات وقاتلات الم قوية دون الحاجة لذلك.11 - التوعية العامة بطرق الإسعافات الأولية حيث تم نشر ملصق كبير يختص بذلك الموضوع من قبل الإصلاح وفيه أخطاء فادحة لا يمكن السكوت عنها.12- الرفض البات والقطعي من قبل المستشفى الميداني في مد يد العون الطبية لفئة كبيرة من المعتصمين وإلصاق التهم بهم وتأليب مناصريهم على هذه الأقلية.13- الاعتداء بالضرب والتحقير والسب والشتم لبعض المرضى والمن عليهم بما يقدم مع العلم ا ن ما يقدم من علاجات هو مجانية.ومما حدث أثناء وجودي في المستشفى الميداني انه عندما كنت أقوم بمعاينة بعض المرضى وتشخيص حالتهم ووصف العلاج أو عمل جبيرة يتم استدعاء طبيب آخر تابعا للحزب من المستشفى الأهلي والهدف الرئيسي من هذا إعطاء من يتم استدعاؤهم مبلغاً مضاعفاً كأتعاب وتخصيص جزء من التبرعات لهذا الغرض والجانب الآخر هو محاولة إخراجي ودفعي لترك الساحة والعمل وهذا ما عجزوا عن تحقيقه.وما يؤسف انه عند عودة المريض للمراجعة في المستشفى الميداني أفاجأ بأخطاء طبية منها ما يؤدي إلى خلل وظيفي والآخر يحدث تشوهات خارجية.