عيدروس نورجيكباقي الإعلاميين قمت بزيارة للتفقد والاطلاع على أوضاع النازحين من أبين إلى عدن، برفقة زميلي المصور محمد عوض وفي زيارتنا لمواقع الايواء بمدينة (انماء السكنية ومدارس الحسوة ومدينة الشعب والمدينة السكنية) أجرينا عدداً من اللقاءات والأحاديث مع الاخوة النازحين للاطلاع على معاناتهم وهموهم والاحتياجات الاساسية بهدف نشرها عبر الوسائل الإعلامية لايصالها للجهات المسؤولة.وحرصنا على مرافقة الأخ صالح حسين الزوعري محافظ أبين في زيارته للعديد من مواقع ايواء أسر النازحين ولقاءاته معهم التي اسهمت في تقديم الامكانيات المتاحة لهم ومن أهمها تمكين الطلاب النازحين من أداء امتحانات مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي مع زملائهم بمختلف المحافظات.خلال زياراتي لفت انتباهي تكرر مشاهدتي للاخ المهندس جلال ناشر سيف في مواقع ايواء النازحين بمدينة انماء ومدارس الحسوة ومدينة الشعب والمدينة السكنية بسيارته المحملة بالفرشان وأدوات الطبخ .. إلخ، التي كان يقودها نجله الذي ينقل عدداً من كبار السن والأطفال إلى المواقع المحددة لايوائهم، وكنا نرى سيارة المهندس جلال ناشر في أوقات المساء تقدم خدماتها لعدد من النازحين بمراكز الايواء في السكن الجامعي والمدارس القريبة من موقع سكني بمدينة الشعب، وظننت في بادئ الأمر أن الاخ جلال ناشر ضمن لجان الايواء أو رئيساً لاحدى اللجان.ودلفت إلى مواقع الايواء بمدينة انماء بحثاً عن المهندس جلال ناشر الذي قررت أن اجري معه حديثاً عن نشاطه في لجنة الايواء، وعندما كنت اسال بعض الاخوة عن موقع تواجده تفاجأت بقولهم ان المهندس جلال ليس من ضمن لجان الايواء المشكلة من قبل السلطة المحلية، وانه يبذل جهوداً ذاتية ومتواصلة منذ الأيام الأولى لوصول النازحين من أبين لوجه الله عرفاناً لابناء أبين التي ترعرع وتعلم ولعب فيها منذ طفولته ومع اخوانه .. فهاهو اليوم يقوم بواجب الوفاء لمحافظته وابنائها المنكوبين جراء الاعمال الهمجية التي تعرضت لها منازلهم ومزارعهم والبنية التحتية والخدمية لمدينة زنجبار.كما حدثني احد نازحي أبين وهو في العقد السادس من عمره وكان برفقة آخرين بالقرب من مواقع ايوائهم عن الجهود الطوعية التي بذلها المهندس جلال ناشر منذ الايام الاولى لوصولهم لعدن لترتيب مساكن لهم قد استطاع هذا الانسان ان يرتب المسكن المؤقت لـ(150) اسرة من خلال تسكينهم بمنازل أقارب له، او التواصل مع اهل الخير، والسلطة المحلية، ناهيك عن تسخير سيارته الخاصة لنقل المساعدات ونقل المرضى لتلقي العلاج واهتمامه بنقل اللجان المكلفة بحصر النازحين للحصول على احتياجاتهم من المنظمات الحكومية والدولية والخيرية.وتحدث نازح آخر طالباً مني أن انقل إليه دعواتهم المولى القدير ان يجزيه خيراً لما قدمه للمحتاجين من مساعدة وانهم لم ينسوا مواقفه النبيلة مذكراً إياهم بوالده ناشر سيف الذي قدم لأبناء ابين خدماته في ستينات القرن الماضي كأول مصور عرفته جعار وزنجبار وأول من اقام استديو للتصوير لتخفيف معاناة المواطنين الراغبين بالتصوير بذهابهم إلى عدن ولمساته الحميدة فقد اختار المرحوم الرئيس سالمين المصور ناشر سيف والد المهندس جلال كمصور شخصي له خلال توليه الرئاسة.ومن جانبي وانصافاً لجهود المهندس جلال ناشر سيف وتفاعله الانساني لخدمة إخوانه نازحين ابين فقد تطرقت لذلك خلال حضوري لقاء للأخ صالح الزوعري محافظ ابين مع لجان المتابعة لاحتياجات النازحين، وقلت للمحافظ الزوعري ان جهودكم مشكورة وفقاً للامكانيات ولكن هناك من تفاعل بصورة طوعية لتقديم مساعدات إنسانية لعدد من النازحين وأخص بالذكر الأخ المهندس جلال ناشر سيف وكل ما نريده منكم عند عودتكم القريبة لعاصمة المحافظة بعد تطهيرها العمل على تكريمه وامثاله المخلصين ووعد بذلك.
تفاعل إنساني للمهندس جلال ناشر لتخفيف معاناة نازحي أبين
أخبار متعلقة