كم مرة حاولت إفهام زوجتي أن الطريق إلى القلب يمر عبر المعدة، لكنها لم تستوعب تلك الحكمة إلا بعد مرور وقت طويل بعض الشيء .. إحدى وعشرين سنة وقليل بسبب أن نصفي الآخر من النوع العنيد ذي الدماغ الناشف الذي يصر على عدم الإقرار بخطأ منزلي بسيط، ويقترح له عشرات المبررات فأحس بأن حجتي القوية الساطعة تتهاوى قليلاً أمام سطوة وقوة التبرير، فأرضخ وأغض الطرف حتى لايسحب علي وقتاً أطول، وراحة مستقطعة من المزاج الهادئ الذي اصبحنا هذه الأيام نشتريه مشترى .. هذا الإصرار الذي أتعبني كثيراً، ولم أجد له نظيراً إلا عند جهابذة المشترك .. عشاق العناد المريض .. مع ملاحظة انتقال الحديث أو (السولفة) عن العند المكابر، والإصرار المستفز من النطاق الأسري الضيق أو البقعة العائلية المحدودة إلى المدى الاجتماعي الواسع أو الأفق الوطني الرحيب الذي تربض، وسط أجوائه، أزمة عنيفة ومدمرة، لم تواجه اليمن من قبل، لا في تاريخه الحديث، ولا الوسيط، وتكاد تقذف به من حالق لولا لطف الخالق وصمود واستبسال العقلاء والمخلصين والتضحيات الجسورة بالأرواح والدماء والأموال والممتلكات، والله يبارك في القات الذي ينشط الطاقات، و(أوعوا) تصدقوا الفقرة الأخيرة التي نزلت سجعاً.غلفت الأزمة الواقع الراهن بمشهد ضبابي أسود، وأحاطته بأحزمة ناسفة كثيفة العبوات انشطارية وفظيعة الانفجارات، وقابلة للتشظي في أي وقت، و(كمان) من أول لمسة باستثناء بعض منها انفجر ويجري احتواء مخلفاته الكارثية.جناحا الأزمة كل واحد منهما (ماسك من السكة طرف) على قول حسين المحضار، وكل يدعي امتلاكه الحقيقة، أو أنه في صفها وبارك في ساحتها، ويبني مواقفه استناداً إما إلى أسس دستورية، أو ثورية أو توصيات خارجية أو تجارب استنساخية .. ثبت الآن اخفاقها المريع في وطن ابن خلدون، وبلاد الكنانة، وغدا المواطن هو المعني بدفع فاتورة الصراع الدامي، والعراك الحامي، والتلاسن الكلامي، والصدامات الدامية والمواجهات الضارية والمحاولات الرامية إلى إحكام السيطرة على كرسي السلطة ليستأثر بكل المغانم والامتيازات،وقاتل الله السلطة التي أزهقت في سبيلها، وبسببها مئات أو آلاف الأرواح البريئة، هذه السلطة التي من تقلب في نعيمها، وتمرغ في حريرها الناعم، يصعب عليه فراقها، وقديماً قيل: (الإمارة حلوة الرضاع .. مرة الفطام). أي من أدمن الرضاع من حليبها ومشتقاته .. بما فيها المحلاة بنكهة العسل يجد صعوبة في ان ينفطم ويقتنع بكفايته مما مصه من ثدي الدولة التي اعتبروها كبقرة حلوب مخصصة لصنف معين ومحدد من الناس، ومحرم على الغالبية الاقتراب منها .. ابتعد خمسين متراً .. غاز سريع الاشتعال.وكل طرف مدجج بكل شيء من السلاح الفاتك، إلى المؤنة الكافية .. إلى الرجال الانتحاريين إلى القروش اللماعة .. الخبيثة الخداعة التي توديك الداهوفة .. إلى المنظرين المحورين للحقائق، وجوقة المطبلين النواعق ولم يتبق سوى انتظار ساعة الصفر التي مكتوب ومحدد أن تطلق اشارتها من قطرائيل، وكلمة السر (دمية باندا جميلة) لكن الحكمة التي غادرت .. غيرت رأيها وعلى الأرجح انها ستعود، والأكثر تأكيداً أن قدوم شهر رمضان بروحانيته المحببة وخصوصيته المتفردة وطبيعته المتسامحة سوف يدفع الفرقاء أو الإخوة الاعداء إلى مراجعة حساباتهم، وتقويم محاولاتهم الاقصائية أو التدميرية بحق الوطن والواطن.مما يمنحنا شيئاً من الأمل بعد أن اعمانا البصل، وغزانا التراخي والكسل بعد أن مزجوا لنا السم بالعسل .. وصرنا ننجرح ونندمل، ونحترب ونقتتل، ونقاطع ونغضب على من يصل من الارحام الممزقة في السبل .. لمصلحة من .. بالضبط؟!لاندري: فقد تكون جهة أو عدة جهات ها قد ارضيناهم وجربنا الحماقة (الحمراء) لستة شهور، يكفي!والشهور الستة الباقية سنجرب فيها العقل والتعقل والتسامح والاتزان، وتغليب مصالح الوطن على ما عداه، ونرد على المتربص خزاه، ونصدمه بإفشال مناه .. بعد انكشاف مغزاه، وما يدوم للمجذوم إلا وعاه على قول المثل الشعبي، وبعدها نشوف النتيجة، والشاطر يرفع ايده، (وبدي اتجوز عالعيد)، ورمضان كريم وكل عام واليمن بخير، والمشير يستخير .. العلي القدير .. فيما سيتعامل به .. مع ساحات التغرير، وفرسان التخريب والتدمير.[c1]صنعاء اليمن .. ثانية[/c]جماعة المشترك .. أكيد ما سمعوا ولا تمعنوا أو تذوقوا أداء الثلاثي الكوكباني، وهم يغنون: (صنعاء اليمن .. ثانية)، وإلا ربما اقتنعوا بعدم جدوى استيراد صرعات من بلاد الفراعنة، وأرض احفاد (هنيبعل)، ووطن أبناء عمر المختار، القماش يستورد، والثورات لاتستورد.[c1] إلا انقسام هؤلا[/c]يهولني انقسام علماء اليمن إلى قسمين .. شيء خطير بغض النظر عن الموقع الشرعي الصحيح لهذا الفريق أو ذاك، وعليه .. تذكروا انقسام علماء العرب والمسلمين إلى طائفتين متضاربيتن في حرب الخليج الثانية عام 1991م (العراق، السعودية والكويت) كم اخشى تبعات انقسام وتخندق ورثة الانبياء على جموع الناس؟![c1]آخر همسة[/c]يرى كثيرون أن الوطن يتجه إلى التشظي والمشترك يموت في التشفي، والطرف الثالث يمعن في التخفي![c1]آخر الكلام[/c]هم الناس لا يحفظون الجميل [c1] *** [/c]ولا يشكرون لمسد يدافكن في قلوبهم رهبةـ[c1] *** [/c]لكي ما تكون لهم سيداولاتبن أمراً على حبهم[c1] *** [/c]فيذهب جهدك فيهم سدى(إبراهيم الحضراني)
أخبار متعلقة