قرأنا من قبل أن حميد الأحمر يدفع آلاف البشر إلى التظاهر والاعتصام والتخريب وصناعة الفوضى ونشرها وتعطيل الحياة في حدود الإضرار بمصالح الآخرين وأولهم الدولة وهي الشعب بذاته، على ألا تتجاوز حدود مصالحه كل ذلك، طمعـا في السلطة والتسلط على اليمن ومواطنيه، باسم الديمقراطية، والمدنية والتطور والتغيير وكل تلك المصطلحات التي لا يؤمن بها رغم أنـه يتظاهر بذلك في شاشة (قناة الجزيرة)، فهي شماعة يعلق عليها مطامعه الشخصية أيـا كان الثمن.أمثال حميد الأحمر هناك آخرون، ولكنه أبرزهم وأكثرهم سخاء في دفع الأموال لكل سياسي أو ممتهن للسياسة يسعى إلى خلط الأوراق لكي لا يحصل أي تفاهم وحوار بين الأطياف السياسية أو حالة سلم وهدوء، وبالطبع يدفع لكل مخرب يقطع الطريق أو يواجه الدولة بالعنف أو يهاجم أبراج الكهرباء وأنابيب النفط.وأظن أن الجميع يعرف كل تلك الأعمال ومنفذيها ومن يقف خلفهم ولا يمكن (تغطية الشمس بمنخل) - مثلما يقولون - وإن حاول ومن معه إيهام البسطاء أن ذلك ليس من أفعالهم، فلا أظن أن المواطن اليمني يحتاج إلى دليل على ذلك، بل نحتاج إلى دليل إثبات على أنـه لم يفعل ذلك.المتاجرة تلك باليمن ومستقبلها من رجل نزل عليه القدر فجأة، وأصبح من أصحاب الملايين، ولم يكتف بذلك فأراد أن يكون من السياسيين غصبـا عن الشعب والشباب وآماله وأحلامه، التي من أبرز وأهم أسسها التخلص من تلك الأشكال في المجتمع اليمني، إن كان يريد التغيير الحقيقي فصورة القبلي الجاهل والفاسد والمستبد هي أهم أمراض المجتمع اليمني، لها صور أخرى ليس تلك التي ذكرتها فقط، فهناك صورة رجل الدين أو الرجل الذي يوهم البسطاء بأنـه رجل دين يسعى إلى تطبيق شرع الله، ونشر الدعوة الإسلامية، حتى ظن من في خارج اليمن أننا حديثي عهد على الشريعة الإسلامية، مثلنا كمثل من هم في أمريكا الجنوبية أو صحراء أستراليا من الهنود الحمر وأبرز الأسماء التي انكشفت أهدافها في الأشهر الماضية من كنا نعتقد أنه عالم جليل وهو الزنداني وباختراعات ما أنزل الله بها من سلطان.والزنداني ليس ببعيد عما يفعله سابق الذكر حميد الأحمر، والملايين التي قبضت باسم الجهاد ومساعدة الناس لا ندري أين ذهبت، لكن الأشهر الماضية يبدو أنـها أظهرتها أو أظهرت نتائجها في ساحات الاعتصامات والتظاهر والتقطع وأساليب فعلا نستطيع تسميتها على أنتها اختراع بصرف النظر عن فائدة المجتمع منها، وهي أشبه بمن اخترع البارود ليدمر العالم.أما الاستثمار في الأسماك فلا زلنا الزنداني.. هذه أيضـا صورة من صور المتاجرة باليمن ومستقبله ويا لها من متاجرة!وأخيرا ظهر تجار صغار (على قد الحال) لم يكونوا في الواجهة، ولكنهم أصحاب أجندة، ربما جمع حميد والزنداني مئات الملايين، ولكن هؤلاء ما زالوا في البداية على أمل أن تطول الأزمة اليمنية، ليكبر المبلغ الذي يحلمون في الحصول عليه.وآمل أن تنتهي الأزمة ليكتفوا بما جمعوا بعد أن كشفتهم وعرتهم الأحداث وإن كانوا مراسلين إعلاميين لمراكز إعلامية بارزة، ألا أنـهم لا يستحقون أن يمثلونها بل لا يستحقون أن يكونوا إعلاميين في الأساس.لقد شاهد العالم وكل متابع أكثر من مرة ما فعله عبدالله غراب مراسل الـ (بي . بي . سي) من تزوير وتزييف وقلب للحقائق ولون الدم طمعـًا في الظهور والبروز على حساب اليمن الشعب اليمني ومستقبله، وهذا شكل من أشكال المتاجرة باليمن.وقبل حوالي أكثر من شهرين كنت في اتصال عبر “الفيس بوك” مع أحمد الشلفي، الذي كان يقوم بدور مراسل لـ “قناة الجزيرة” التي عرف القاصي والداني، ما تفعله في دول محددة فقط، من كذب وتزوير وتلفيق وتزييف للأحداث وقلب للحقائق والمساهمة في كل أشكال الفوضى والتخريب وطرحت عليه سؤالا بعد كشف كل تلك الألاعيب والممارسات غير الشرعية وغير المنطقية وغير الوطنية وغير الإنسانية أو غير المحايدة إعلاميـا، فلم يرد علي الشلفي وتركني على الخط، حيث كان سؤالي محددًا.. هل ضميرك مرتاح في ما تنقله “قناة الجزيرة” عن اليمن..!؟ فقط سؤال واحد حددته وقلت له لن أسأل غيره.كررت السؤال مرة ثانية في يوم آخر، وفي يوم ثالث وفي المرة الرابعة رد علي أنني قد منعت وأن المكتب قد أغلق تصوروا شكل التهرب من الشلفي والمراوغة وكأننا لا نفهم في الحيل وطرق التملص من الأسئلة.قرأت قبل يومين أن الشلفي الذي زعم أن مكتب “الجزيرة” مغلق في اليمن، قد قام بالاتصال بالأستاذ الإعلامي سالم علوي محمد العطاس، وذهبت به الوقاحة إلى تهديده بعد أن رفض رشوته بآلاف من الدولارات.وأنا هنا أسأل الشلفي كم كان نصيبه في المبلغ الذي عرضه على العطاس؟.هذه أيضـًا صورة من صور المتاجرة باليمن ومستقبله وأحلام شبابه ولا تهم نتائجها ما دام له نصيب من المبلغ الذي سيتسلمه أو قد تسلمه من “قناة الجزيرة” وربما من مصادر أخرى، وكأن اليمن سلعة يتاجر بها كل من هب ودب.أراد رب العالمين أن يكشف الشلفي والقناة التي يمثلها ويعريه ويعريها أمام الرأي العام الوطني والعربي، ولكن الشلفي واجه هامة وطنية نفتخر بها وبتصرفها فليس كل لحم يؤكل.وإن كنت ترتزق على حساب اليمن ومستقبله لا تظن أن اليمن قد خلا من الشرفاء والرجال الذين لم يتعودوا أن يرتزقوا على حساب الوطن ودماء أبنائه.وأظن أن الشلفي قد اعتقد أننا في حضرموت قد أصابنا ما أصابهم من أولاد الأحمر والزنداني ونسي أن الإعلامي العطاس قد كبر في نفوسنا مثلما هي كبيرة حضرموت بنقاء أبنائها مهما كانت الأزمات، وإن كانت “قناة الجزيرة” تدفع له ليدفع لغيره لتدمير اليمن، فعليه أن يحدد اتجاه بوصلته إلى أناس أمثاله باعوا ضمائرهم وشرفهم الإعلامي وتاريخهم إن كان لهم تاريخ يستحق الذكر.أما إعلامينا وابن حضرموت اليمنية سالم العطاس فقد صنع تاريخـا جديدا يتعلمه أمثال الشلفي عن نزاهة الإعلامي وحياديته وصدقه ورفضه لكل أشكال المغريات على حساب المبادئ والقيم.[email protected]
مراسل الجزيرة والمتاجرة باليمن
أخبار متعلقة