تدهور المناخ الفكري وانهار التماسك الاجتماعي، وبدأ التصدع الثقافي، وهبط التعاطي الإعلامي إلى درجة متدنية إلا أقل القليل أو نادر النادر .. انتشرت فيروسات الجمرة الخبيثة في الجسد الإعلامي لتحرفه عن مساره، وتغير من توجهه وتضعف من منسوب قيمة، فأصبح معظمه يدمر عقل المواطن ويدمي جسم الوطن الجريح.. بالحراب المسمومة التي صممت في غرف مغلقة خارج الوطن.. بعضها على الأرض وأكثرها تحتها. ومن السراديب.. من تحت التحت يأتيك الويل وركام التضليل، وبشاعة التهويل وسرعة التحويل وسخاء التمويل، وقوة التعطيل.إن الأطروحات الإعلامية الحاقدة المغلفة بأغطية شكلية ناعمة وأردية لفظية أنيقة تتنزل على عقول ونفوس الناس بأشد وأوجع من السم الزعاف .. لتضمينها أكاذيب وتحويرات وتلفيقات وتحريضات لما يسمون بمناضلي خيم التخزين وأنصار التثوير على الوطن لتحويلهم إلى مسوخ آدمية.. بعد أن مسحت من أدمغتها الفصوص التي تنتج وتتحكم بالمشاعر والأحاسيس والعواطف .. مسوخ مهيأة للزحف غير المقدس خلف أي هدف مدنس ولها من الجرأة والإقدام بغير تعقل ما يجعها تقتحم أي شيء أمامها فتتقدم الصفوف فيما يقبع المتحكمون بالريموت في الخلف ولا يوقفها إلا اصطدام مسلح مفروض من الأجهزة الأمنية فيسقط شهيد أو جريح فيبتهج المحرضون أو يتحركون لإسعافه أو إسعافهما وهم يرددون: كلما سقط شهيد..أهتز عرشك يا علي. وبسرعة البرق يرسل الخبر إلى المطابخ الإعلامية المتخصصة والجاهزة ليقوم خبراؤها بالصياغة المهيجة للمشاعر.. مثلاً أو على شاكلة “ في مسيرة سلمية للشباب تصدى لهم بقايا نظام صالح وأمطروا المتظاهرين العزل بوابل من الأسلحة المتوسطة والثقيلة.. وكانت الحصيلة سقوط خمسة عشر شهيداً وثلاثين جريحاًً ولمزيد من المعلومات نتصل بمراسلنا في صنعاء.. ألو..”يبدو المشهد هكذا. افتعال المصادمة الدامية وسقوط الشباب بين قتيل وجريح .. وكأنه مخطط له مسبقاً بدءاَ من التعبئة الخاطئة ومباركة الخروقات والاعتداءات وقوة الاستفزازات للجنود. أو رميهم بالحجارة، ولا نستبعد أن يبقى البعض في الخلف مكلفاً بإطلاق بعض الرصاص ليسيل دماً ، أو ليعطي المبرر للقوة الأمنية لأن ترد وينهمر الدم ويزداد هياج الثوار و(إذا كان حبيبك ثور أرميه من آخر دور (كما يقول المثل العدني أما توأمه الصنعاني، فيقول: ( إذا كان حبيبك ثور ألبس له أحمر). المهم أن الدماء سالت وبدلاً من أن تثير الحزن والأسى تجد البعض يفرح بها أيما فرح ويروج للحدث، بأكبر وأضخم مما يستحقه ويكون كل شيء حاضراً في التغطية إلا الحقيقة وحيناً يحضر جزء ويغيب الباقي ونحن في زمن الأكاذيب نعيش ونتنفس هواء مسموماً في حالات كثيرة تحت رهاب الشائعات ورذاذ الأمطار السوداء والقتل بدم بارد.وغالباً ما يكثر إعلام التضليل من الحديث التنظيري والتحليل الكذوب والطرح الندواتي عن الأزمة القائمة وأن الثورة ما قامت إلا من أجل تحقيق الحرية وتحرير الشعب من استبداد النظام وفكره المتخلف.. إلخ.ونتوقف ،هنا ،عند كلمة الحرية المفترى عليها ونتساءل هل كانت الحرية مكبلة في عهد علي عبدالله صالح؟ ومن الذي جاء بها بعد عهود الفكر القمعي الرهيب ؟ والإجابة.. إننا عرفنا الحرية الحقيقية، وليست الشكلية في عهد صالح وأنه هو الذي أتى بها ونشرها بكل الوسائل وجذرها في الممارسة الواقعية ونعلم أن وطن 22 مايو 1990.. أول بلد عربي يمارس الحرية بمفهومها الواسع والديمقراطي والتعددية والدورات الانتخابية النيابية والرئاسية والمحلية التي شهدت لها منظمات وأحرار العالم وقبلها معارضتنا المشتركة التي تتباكى على أوهامها الضائعة وإخفاقاتها الذريعة.عهد علي عبدالله صالح أو زمن الوحدة المباركة منح الحرية مساحات أرحب لم يكن ليحلم بها المعارضون ، ولكن لكل حرية في أي بلد ديمقراطي حدودَ بحيث لا تمس الثوابت الوطنية أو المقدسات الوحدوية أو النسيج المجتمعي المتماسك بإثارة النعرات الطائفية السلالية أو القبلية أو المناطقية فمثلاً تكلف الوطن والشعب أثماناً باهظة في القضاء عليها وتجفيف منابعها وتأتي اليوم لتحييها وتثيرها وتغذيها متأبطاً الشر ومروجاً للفتنة وداعياً إلى سرعة الأحتراب وتقول هذه حرية وأنا حر وبئس ما فعلت.وأحزن كثيراً عندما أتابع في قنوات العمالة والإثارة بعض بني جلدتنا الذين استلموا آلاف الدولارات وسكنوا أضخم الفنادق أتابعهم وهم يتحدثون عن الأزمة فيذبحون الوطن بسكاكين حادة ، ويكيلون أكاذيب وترهات ومغالطات.. حاجبين حقائق واضحة ، حتى المذيع هو من الفصيلة المتآمرة ذاتها.. يقاطع ليوضح شيئاً ما حقيقياً وكأنه يريد أن يقول لصاحبنا الزماج.. وعاد الكذب يشتي عقل أسوة بالمثل الشعبي وعاد الجنان يشتي عقل حتى يتم تسويق بضاعتهم الإعلامية الراكدة في أسواق أصحاب العقول الجامدة والأحاسيس الباردة .. بشيء من القبول والإقناع .. مثل القول السخيف: أن علي عبدالله صالح لم يحقق في عهده الثلاثيني أي إنجاز: اتقوا الله ماذا نسمي ذلك الهراء ؟! الظاهر أن بريق عملات البنكنوت .. اسقط عنهم أوراق التوت ومزق خيوط العنكبوت. يحزننا القول: إن مهنية الإعلام ومصداقيته المعهودة ورسالته السامية سقطت إلى مستنقعات آسنة وضللت الناس وأربكت المحللين إلا الحصيفين منهم ، وخلطت الأوراق ،و لم يشفع للإعلام الرسمي أنه يأتي بحقائق في كثير من الأحايين لكن بطرق تقليدية ليس فيها مجاراة السرعة والإثارة وإعلام الأكاذيب الذي يصنع من الأحداث حدثاً انشطارياً.ولرجال الكلمة والصوت والصورة الثابتة والمتحركة نقول: كفوا عن الأكاذيب المدمرة والافتراءات المضللة رحمة بنا ، بالوطن والمواطن المسكين ، إذا كان لابد من شيء من الكذب على طريقة ( طبع في البدن ما يغيره إلا الماء والكفن).. أعملوا فوق بهارات الكذب .. قدراً معقولاً من الحقائق على الأقل وسنقبلها مكرهين .نقول ذلك حتى لا تجدوا وسائطكم الإعلامية في يوم ما ، مغضوباً عليها من الجميع ولا يشاهدها أو يتصفحها أحد بمن فيهم من كان معكم عضواً أو مناصراً أو ناوياً الانضمام إلى الخيام والله من وراء القصد.[c1]تعجيل .. بالتدمير[/c]خطوات غير مدروسة .. مثل التشديد على الإسراع بالحسم الثوري .. الذي هو تعجيل بإيقاد نيران الفتنة ، ونشوب الحرب الأهلية الطاحنة كما يرى مراقبون منصفون.[c1]أفضل من سبتمبر وأكتوبر[/c]في لقائه الأخير مع قناة ( سهيل) قال” إن هذه الثورة الشبابية هي أفضل من ثورتي سبتمبر وأكتوبر وهي أضمن وأنجح للشعب” ولا تعليق سوى أنني أتمنى أن يكون تصريح صادق زعيم حاشد صادقاً.[c1]حاجة غريبة ![/c]إلام .. المشترك يكره أسلوب الحوار، و يموت في لغة الدمار ؟![c1]تخريب .. ممنهج[/c]الرئيس عمر البلد بجهد كبير، وهم يهدمونه ..في عملية تدمير ممنهجة .. عبارة سمعتها من سياسي مخضرم .[c1]آخر الكلام [/c]أرى كل ذي جود إليك مصيره كأنك بحر ، والملوك جداول ابو الطيب
أخبار متعلقة