مع قدوم شهر الصبر والرحمة شهر التوبة والغفران ينبغي على كل منا نحن معشر اليمانيين أن نستقبل هذا الشهر الفضيل بقلوب سليمة وصدور خالية من أي غل أو حقد أو حسد أو كراهية أو مقت أو عداوات بيننا وأن يطلب كل مؤمن من الله أن يغفر له خطاياه وذنوبه ما تقدم منها وما تأخر وأن يعود إلى ربه عودة التائب الخاضع والخاشع المتذلل مهيئاً نفسه لمزيد من السياحة الروحية ومزيد من الورع والتقوى ومراقبة الله في السر والعلن والزهد في مغريات الدنيا وشهوات النفس الأمارة بالسوء بروح وقلب قنوع وعقل متسامح مع أهله وأقاربه وأبناء جلدته وبلدته. وينبغي على كل مسلم أن يتذكر قبل قدوم هذا الشهر الفضيل أن قتل النفس التي حرم الله، قتلها من الكبائر وصاحبها جزاؤه النار وأن يتذكر أن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن هذا الشهر سيهل هلاله وبلادنا تمر بأزمة خانقة وأوضاع متردية لا تسر حبيباً ولا عدواً وسيقبل علينا رمضان وهناك أسر قد فقدت من يعولها وأخرى فقدت مسكنها ومأواها وثالثة أقفلت دكانها مصدر رزقها الوحيد وهناك المريض الذي وفاه الأجل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي ناهيك عن أزمات غلاء أسعار المشتقات النفطية وضروريات الحياة اليومية ومما زاد الطين بلة المحاولة الإجرامية الفاشلة والغادرة التي حدثت في مسجد الرئاسة واستهدفت رأس النظام وقيادات الدولة بهدف خلق المزيد من الأزمات وحصول فراغ دستوري يدخل البلاد في عالم مجهول ونفق مظلم ولكن الله سلم. نأمل من كافة الأطراف السياسية في البلاد أن يراقبوا الله ويجعلوا مصلحة الوطن العليا فوق المصالح الشخصية الضيقة حتى ينالوا الأجر قبل دخول شهر التوبة والغفران الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .. أين هم حكماء اليمن؟ ولماذا لا يستثمر الجميع قدوم هذا الشهر وأجره ويقرروا اللقاء في مؤتمر تحاوري يجمع كافة الأطراف وكل طرف يدلي بدلوه وبرايه وبرنامجه وتصوره لإنقاذ البلاد من أزمتها الراهنة التي وصلت إلى طريق مسدود ونأمل أن تتوقف الحروب والنزاعات والصراعات هنا وهناك والقتل والتدمير والخراب وأعمال السلب النهب وإشاعة الفوضى والذعر والخوف وإقلاق الأمن والسكينة في هذا الشهر الفضيل وفي غيره وأن يتنفس الناس الصعداء خاصة النازحين من محافظة أبين وفي مناطق مثل أرحب وصعدة وتعز وغيرها وأن نتفرغ لعبادة الله والتضرع إليه بالدعاء عسى أن يكشف الغمة ويزيل الكربة ويرحم هذا الشعب الصامد في وجه عاديات الزمن والمحن. نسأل الله أن يوفق الجميع مع بداية هذا الشهر المبارك لما يحبه ويرضاه وأن يصلح ذات بين اليمنيين ويجمع كلمتهم ويلم شعثهم وأن يشملهم برحمته فيعطفون على الفقير والمسكين واليتيم وابن السبيل والنازح والغارم وأن تحل مشكلة البلاد والعباد.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.. آمين.