كانت كلمة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح - التي نشرت بقلمه في افتتاحية صحيفة (14 أكتوبر) وغيرها من الصحف يوم الاثنين الماضي الموافق 17 يوليو الجاري بمناسبة مرور (33) عاماً على توليه مقاليد الحكم في مشهد ديمقراطي استثنائي يعرفه اليمنيون عندما انتخبه أعضاء مجلس الشعب التأسيسي آنذاك بالإجماع، والتي وجهها إلى أبناء الشعب اليمني والعالم من مشفاه بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ـ رسالة غاية في الحكمة والمرونة والحب والتسامح والتضحية وهي الصفات التي ظل ومازال يتحلى بها في تعاطيه مع قضايا الوطن والشعب المصيرية.ومن أهم ما تضمنته الكلمة الخطية المهمة دعوته لكافة أطراف العملية السياسية داخل الساحة الوطنية إلى الجلوس على طاولة الحوار للوقوف أمام الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية المتفاقمة ولوضع الحلول الحاسمة والخروج من هذا المأزق الخطير الذي تمر به البلاد، مكلفاً في الوقت ذاته نائبه الأمين المناضل عبد ربه منصور هادي الذي يتولى حالياً القيام بأعمال رئيس الجمهورية بالتفاوض والحوار مع القوى السياسية للوصول إلى الوفاق الذي يفضي إلى التوقيع على مشروع وطني لحل الأزمة وتجنيب البلاد والعباد ويلات الدمار.في حقيقة الأمر إن الرئيس صالح ـ شفاه الله وأمده بالعمرـ أثبت لأبناء وطنه وللعالم أنه رجل حوار من طراز نادر وشخصية تفردت بلغة التسامح والعفو ولا نبالغ في قولنا.. لكن هذه الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر، إذ أنه يقول ذلك حتى وهو يصارع مرارة ألم جراحاته التي يعاني منها جراء ما تعرض له من إصابة في الحادث الإجرامي الإرهابي الغاشم على جامع النهدين في جمعة أول رجب المحرم الـ 3 من يونيو الماضي.. لكن الرجل المليء قلبه بالحب لوطنه وشعبه والذي ضحى من أجله بالغالي والنفيس أثبت للعالم أنه زعيم فريد قد لا يتكرر على المدى البعيد.. زعيم بحجم أمة.. وأمام هذه الدعوة الرئاسية الصادقة إلى الحوار فإن القوى السياسية المعارضة ما زالت تتمترس خلف مشاريعها المدمرة للوطن والشعب تلهث بزعامة قيادات تجمع الإصلاح (الإخوان المسلمين) للوصول إلى كرسي الحكم رافضة كل الحلول المؤدية إلى التبادل السلمي للسلطة.. ما زالت ترى وتعتقد أن دفعها للشباب المغرر بهم نحو آلية الضغط بكل وسائل العنف والتخريب هو السبيل لإذعان النظام للسقوط أو التسليم وأن أدوات الحوار صارت منتهية وغير مجدية.ختاماً إن طرقنا لمثل هذه القضية ـ أي الحوارـ وبشكل متكرر ناتج عن إيماننا أنه هو الحل السليم والوحيد لإنقاذ وطننا من دوامة المأزق الذي يمر به، ونحن ندعو إلى صوت العقل وإلى التنازل من أجل الوطن وأبنائه الذين يدفعون ثمن هذه المأساة الرهيبة والأزمة المريعة التي تطحن الوطن وتقوده إلى الانهيار الشامل.. وحينها كما قال د. ياسين سعيد نعمان “لن يجد اليمنيون يمناً يحكمونه أو يختلفون عليه” وبمبادرة الرئيس ما زال الجميع متفائلون بالعودة إلى جادة الصواب بالحوار.
أخبار متعلقة