لندن / 14أكتوبر / رويترز : دافع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن سلامة ادائه في استجواب عاجل بالبرلمان أمس الاربعاء وقال انه يشعر بالندم لتوظيفه رئيس تحرير سابق لصحيفة متورطة في فضيحة تنصت على الهواتف.وتحت ضغوط من معارضيه للاعتذار قال كاميرون ان المتحدث السابق باسمه اندي كولسون الذي تولى يوما رئاسة تحرير صحيفة (نيوز اوف ذا وورلد) التي يملكها الملياردير روبرت مردوك نفى علمه بضلوع الصحيفة في التنصت. لكنه أضاف أنه اذا تبين أن كولسون كذب في ذلك فانه سيعتذر.وبدا كاميرون (44 عاما) منزعجا لكنه ليس مهددا بتخلي حزبه عنه بعد أقل من 15 شهرا قضاها في السلطة ودافع عما قام به هو وطاقمه في التعامل مع الشرطة ومع امبراطورية نيوزكورب الاعلامية التي يملكها مردوك.لكن رئيس الوزراء البريطاني الذي ينتمي لحزب المحافظين قال بعد أصعب أسبوعين له منذ توليه المنصب “لا تتخذ القرارات بأثر رجعي.. بل تتخذها في الحاضر وتعيش وتتعلم.. صدقوني.. لقد تعلمت.”وقال كاميرون الذي قطع جولته في افريقيا مع تأجيل البرلمان لعطلته الصيفية لاستجوابه “لدي اعتقاد قديم بأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته. ولكن اذا تبين أن أحدهم كذب علي فستكون هذه لحظة أسف عميق. وفي هذه الحالة يمكنني أن أقول لكم انني لن أتأخر.”وكان زعيم حزب العمال اد ميليباند قد وصف توظيف كاميرون لكولسون بأنه “خطأ فادح في الحكم على الامور.”وتساءل قائلا “لم لا يقدم ما هو أكثر من نصف اعتذار ويقدم اعتذارا كاملا الان عن تعيين السيد كولسون وتوظيفه في قلب داونينج ستريت.”ودافع كاميرون عن اختياره لكولسون بنبرة يغلب عليها الاسف وقال “بالنسبة لقرار تعيينه.. كان قراري. بالطبع أشعر بالندم وأنا اسف للغاية للضجة التي سببها الامر.”وأضاف أنه سيكون من المؤسف بالنسبة للحكومة اذا اتضح أن كولسون الذي عينه حزب المحافظين عندما كان في المعارضة عام 2007 ونقله الى مكتب رئيس الوزراء في مايو 2010 كذب بشأن عدم معرفته بالممارسات الاجرامية التي ترتكبها صحيفته.وبعد يوم من نفي مردوك نفسه مسؤوليته عن الامر قدم كاميرون التفاصيل الخاصة بتشكيل لجنة تحقيق تنظر في أمر الفضيحة والتساؤلات الاكبر التي تطرحها بشأن علاقة الصحافة بالشرطة والمؤسسة السياسية في بريطانيا.وحاول كاميرون أيضا ابعاد سياساته عن الفضيحة وقال ان الناخبين البريطانيين اختاروا حكومته للتركيز على مواجهة أزمة اقتصادية وقضايا أخرى ملحة.وأجبرت الفضيحة مسؤولين تنفيذيين كباراً في الشركة على الاستقالة الى جانب اثنين من كبار رجال الشرطة في بريطانيا وتسببت في زيادة انتقادات المعارضة لكاميرون.وتعرض مردوك البالغ من العمر 80 عاما لهجوم من محتج ألقى عليه صحنا به رغوة بيضاء أثناء وجوده في لجنة برلمانية أمس الاول الثلاثاء. وقدم مردوك اعتذاره امام اللجنة البرلمانية لكنه رفض الاستقالة. وقال ان العاملين الذين “خانوه” هم المخطئون.وبعث مردوك برسالة الى العاملين لديه قال فيها ان شركته تتخذ خطوات لضمان “ألا تقع مثل هذه المشاكل الكبيرة مرة أخرى”.وأضاف في رسالة بالبريد الالكتروني أرسلها في وقت متأخر يوم الثلاثاء “يجب أن يلقى من خانوا ثقتي عقابهم وفق القانون.”وقال محللون ان اعتذار مردوك الذي نقله التلفزيون ادى لتسليط الاضواء على كاميرون. وتتضمن الفضيحة مزاعم عن اختراق البريد الصوتي لطفلة قتيلة وهواتف جنود بريطانيين قتلوا في حرب.وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز/ايبسوس موري أن مستوى رضا البريطانيين عن اداء كاميرون تراجع لادنى مستوى منذ توليه منصبه في مايو أيار من العام الماضي. وأبدى 38 في المئة فقط رضاهم عن أدائه.وقبل ساعات من مثول كاميرون أمام البرلمان نشرت لجنة برلمانية اخرى مؤلفة من عدة أحزاب تقريرا تنتقد فيه نيوز انترناشونال الذراع البريطانية لنيوزكورب والشرطة بسبب التحقيقات المتعلقة بفضيحة اختراق أنظمة الهواتف.وقالت كيث فاز رئيسة لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان “هناك سلسلة من الاخفاقات من جانب شرطة العاصمة ومحاولات متعمدة من نيوز انترناشونال لاحباط عدة تحقيقات.”وقال وزير الاعلام جيريمي هانت ان نيوز انترناشونال تحتاج لتفسير كيفية حدوث هذه المخالفات دون علم مردوك أو ابنه جيمس وهو مسؤول تنفيذي كبير في نيوزكورب. وقرر مردوك اغلاق صحيفة نيوز اوف ذا وورلد هذا الشهر بعد 168 عاما من الصدور وانسحب من مسعى للاستحواذ على شبكة (بي.سكاي.بي) التلفزيونية.ومن غير المرجح أن تؤدي هذه الفضيحة الى اسقاط كاميرون الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ نحو 15 شهرا لكنها ربما تجعل من الصعب عليه ادارة الائتلاف الذي يقوده المحافظون والذي يركز على تحقيق خفض سريع للعجز في الميزانية من خلال اجراءات تقشفية جعلت النقابات تهدد باضرابات جماعية.وكان ميليباند قد مارس ضغوطا بالفعل على كاميرون بسبب كولسون الذي استقال من الصحيفة ونفى ارتكاب أي مخالفات بعد حبس اثنين من العاملين في الصحيفة للتنصت على الهواتف عام 2007 .وعين كاميرون الذي كان زعيما للمعارضة في ذلك الحين كولسون مسؤولا للاتصالات في ذلك العام وظل يحتفظ بهذا المنصب عندما أصبح رئيسا للوزراء. ويقول انه منح كولسون هذه الوظيفة لانه لم يكن هناك دليل على تورطه في واقعة التنصت.واستقال كولسون من منصبه الحكومي في يناير كانون الثاني بعد أيام من اجراء الشرطة تحقيقا جديدا.واتهم نائب من حزب العمال كاميرون أو مستشاريه على الاقل بتجاهل مخاوف أثارها مساعدون للملكة اليزابيث ملكة بريطانيا بشأن تعيين كولسون في المنصب. ووقع الاميران وليام وهاري حفيدا الملكة ضحية للتنصت من مراسل نيوز اوف ذا وورلد للشؤون الملكية. وحكم على المراسل بالسجن قبل أربع سنوات.ونفى متحدث باسم كاميرون هذا الامر.وفي صحف الاربعاء انقسم المعلقون بين من شعروا أن مردوك وابنه تمكنا من تبرئة نفسيهما جيدا واخرين شعروا أن الرجل العجوز بدا غير ملم بالاحداث من حوله بل بدا “كسيرا”.وارتفعت أسهم نيوزكورب الى أكثر من 5.5 في المئة في نيويورك يوم أمس الاول الثلاثاء لتعوض بذلك بعضا من خسائرها السابقة.وقالت رئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد يوم أمس الاربعاء ان الذراع المحلية لنيوزكورب في استراليا سيتعين عليها الرد على “أسئلة صعبة” بعد هذه الفضيحة في بريطانيا.وتقول الشرطة انها تحقق في اختراق رسائل نحو أربعة الاف شخص.وعندما سئل عما اذا يشعر أن عليه الاستقالة قال مردوك “لا. أشعر ان الناس الذين وثقت بهم ولن أقول من هم ولا أعلم على أي مستوى.. خذلوني وأعتقد أنهم تصرفوا بشكل شائن وخانوا الشركة وخانوني وعليهم هم دفع الثمن.”
رئيس الوزراء البريطاني يواجه استجوابا في البرلمان
أخبار متعلقة