لندن / متابعات : اختتمت فعاليات ملتقى الخليج للابحاث 2011 الذي عقد في جامعة كامبريدج بحضور ما يزيد على اربعمائة مشارك، من بينهم الأمير تركي الفيصل والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، ووزراء ومسؤولون تنفيذيون من دول الخليج، وعدد من كبار موظفي الأمانة العامة للمجلس، ومتخصصون، وباحثون، وأكاديميون من مختلف الجامعات والمراكز البحثية المرموقة في العالم .وافتتح الاجتماع الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس «مركز الخليج للأبحاث» ، وأدار الحوار الدكتور ياسر سليمان من جامعة كامبريدج. وتحدث الأمير تركي الفيصل أثناء افتتاح أعمال الملتقى، ومن ثم قدم الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني مداخلة تحدث فيها عن مجلس التعاون وما حققه من انجازات، كما تحدث الدكتور بهجت قرني أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في القاهرة عن الثورات العربية والوضع الراهن في جمهورية مصر العربية .في بداية الملتقى رحب الدكتور عبدالعزيز صقر بالحضور وقال في كلمة مقتضبة أن هدف الملتقى هو تبادل الخبرات والأبحاث العلمية بخصوص منطقة الخليج عبر مشاركة عدد من الشخصيات الأكاديمية العالمية والخليجية في ورش عمل مختلفة تبحث آليات توفير بيئة أكاديمية تعزز الدراسات والتبادل العلمي والأكاديمي في شتى المجالات ذات العلاقة، وذكر في هذا السياق ان الشراكة بين مركز الخليج للابحاث وجامعة كامبريدج تأتي لتعزيز التعاون وتبادل المنفعة المشتركة بين الطرفين. وشدد الدكتور صقر على أن مركز الخليج للأبحاث سيستمر في عقد هذا الملتقى بشكل سنوي في جامعة كامبريدج، وانه بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث-كامبريدج سيواصل مسيرة نشر المعرفة انطلاقا من مبدأ أن المعرفة للجميع. في هذا الاطار نوه الدكتور صقر بالانجازات الكبيرة التي حققها مركز الخليج للابحاث من خلال مختلف المشاريع البحثية والنشاطات والفعاليات التي عقدها عبر مسيرته الطويلة من النماء والعطاء .من جانبه أكد الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن أهم مبادئ السياسة الخارجية السعودية هي عدم التدخل في شؤون الآخرين، وتحدث عن التطورات التي تشهدها بعض البلدان العربية في الوقت الراهن، وقال إنه لم يتوصل بعد إلى التسمية النهائية لما يحدث في المنطقة العربية، لكنه وصف بعض ما يحدث الآن على انه «حمام دم» اكثر من كونه تعبيرا عن ربيع أو ازدهار. وذكّر الأمير بالعواصف التي هبت بالمنطقة العربية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكيف حافظت المملكة العربية السعودية وسط كل ما حدث في الماضي على هدوئها وأمنها واستقرارها.كما تحدث الأمير عن تاريخ الجزيرة العربية التي كانت، ولمئات السنوات، مسرحا لصراعات وحروب، بيد أن السعودية تنعم الآن بالأمن والظروف الملائمة للحياة الكريمة، وعلى العكس أصبح الناس يأتون من كل مكان للاستقرار فيها بسبب توافر ظروف العيش الكريم. وبين في هذا السياق أن الأمن والاستقرار الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية هو مكسب لا تفريط فيه. وتحدث أيضا عن مسيرة مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ في المجال الاقتصادي ثم تطورت اهتماماته لتشمل مختلف المسائل التي تخص المجلس، معتبرا أن الوقت قد حان لتعاون أكبر في المجال العسكري.وتطرق الأمير إلى القواعد التي يقوم عليها نظام الحكم في السعودية، والتي يرتكز بندها الأول على مسألة تحديد الهوية، مؤكدا أن السعودية دولة مسلمة وعربية، دستورها القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تحدث عن البيعة التي تنص على أن دور الحاكم هو في الأساس الحفاظ على حياة الناس وحماية الحدود وعدة مسائل أخرى، ومن واجب المحكومين تقديم الدعم الممكن لتحقيق هذا الأمر. وتحدث أيضا عن أهل الحل والعقد وهم في السعودية العلماء ومجلس الشورى والعائلة الحاكمة ورؤساء القبائل والأكاديميون والتجار. وبين أن الملك يأخذ بيعته من أهل الحل والعقد، ومن واجب الناس أن يقوموا بالبيعة.على صعيد متصل تحدث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني عن الدور الفعال الذي يلعبه مجلس التعاون، وأنه تمكن عبر السنوات من مواجهة العديد من التحديات، وقد تبين ذلك جليا في بداية التسعينات والموقف الفعال في التعاون مع الكويت أثناء الاجتياح العراقي عام 1990، وكذلك نجاح المجلس في التعاون مع البحرين لتجاوز الأزمة التي مرت بها مؤخرا. كما تحدث عن دور المجلس في ضمان الأمن والاستقرار لسكانه مع توفير كل مستلزمات الحياة الكريمة.وأشاد في هذا الصدد بما حققه المجلس من تقدم اقتصادي بفضل العمل المشترك الذي تقوم به دول الخليج في مواجهة مختلف التحديات. وبين الدكتور الزياني أن تحقيق الأمن والاستقرار هو من أهم الأولويات، وأن أعضاء المجلس يؤمنون بالتعاون المشترك لكنهم يرفضون أي تدخل خارجي في شؤون دولهم الداخلية. وبين كذلك أن المجلس إلى جانب عمله في الداخل قام بعدة مبادرات على المستوى الإقليمي من أهمها المساهمة في إعادة بناء غزة، والدعم الكبير الذي يقدمه لمصر، والمساعدات الإنسانية التي قدمت في ليبيا وأفريقيا.
تقرير حول مجريات (ملتقى الخليج للأبحاث 2011) في جامعة كامبريدج
أخبار متعلقة