بروكسل/ متابعات:عقدت اللجنة الفرعية في البرلمان الأوروبي الخاصة بمنطقة شبه الجزيرة العربية (دول مجلس التعاون الخليجي واليمن) اجتماعاً خصصته لمناقشة الشأن اليمني.وفي الاجتماع الذي عقدته اللجنة يوم الثلاثاء الماضي بالعاصمة بروكسل بمقر البرلمان الأوروبي برئاسة السيد أنجليكا نبلر- ألمانية الجنسية-حضر 5 نواب أوروبيين بالإضافة إلى 2 من ممثلين المفوضية الأوروبية، وحضره السفير اليمني إلى جانب مندوب السفارة السعودية والكويتية والشيخ نبيل باشا عضو مجلس النواب.وبعد الترحيب من الرئيسة دعت إلى تبادل الآراء عن الأوضاع في اليمن حيث أشارت إلى أن السيدة (كاثرين أوشنل) الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي قلقة على الأوضاع في اليمن والمنطقة وأن علينا تعزيز العلاقات مع دول الخليح واليمن وأن نبذل الجهود لتحسين إسهامات الاتحاد الأوروبي بشأن تلك الأوضاع.وقد تحدث الشيخ نبيل باشا شاكراً جهود الاتحاد الأوروبي كشريك في التنمية وفي رعاية الحوارات الماضية إلى جانب دول مجلس التعاون الخليجي الذين أسهموا في تقديم المبادرة الخليجية، وقال: نحن نرجوا من إخواننا الخليجيين وأصدقائنا الأوروبيين مواصلة جهودهم للخروج من هذه الأزمة.وأضاف: فلم يعد لدينا وقت للصراع والتناحر، مؤكداً أن الحوار هو الأنسب والاقصر للوصول إلى حل يرضي الجميع، وأن الحل لمشكلتنا هو في أيدينا نحن اليمنيين وأن طريقة معالجة الأزمة في بلادنا تختلف عن دول أخرى كبلد ديمقراطي لايمارس القمع.وقال: وكما تعلمون جميعاً بأن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والشورى ورئيس مجلس الوزراء هم الآن في السعودية بغرض التعافي من حادث الاعتداء الآثم الذي تعرض له كبار رجالات الدولة وهم يؤدون صلاة الجمعة في الـ3 من يونيو الماضي .وبالتالي فإن الدولة بكاملها تعاني من العنف، إننا نريد أن نتجاوز هذه المحنة وأن نفتح باب الحوار والمصالحة فليس هناك أي قدرة لدى جميع الأطراف على الاستمرار وبالضرورة أن تقدم جميع الأطراف تنازلات ولن يخسر أحد وإنما الوطن هو الكاسب الوحيد.وأضاف النائب نبيل باشا: تعلمون سادتي أن هناك أغلبية صامتة لم تقل كلمتها حتى الآن ولكنها ستقولها في الانتخابات القادمة، ولهذا كانت الدعوة وما زالت لانتخابات رئاسية مبكرة رغم الظروف السيئة التي يعانيها الشعب، لأن الحزب الحاكم لايتحمل المسؤولية لأن الجميع يعرف من وراءها وإذا أرادت المعارضة إخراج الحزب الحاكم فلابد أن يكون ذلك عبر صناديق الاقتراع. وتطرق إلى وجود اقتتال في محافظة الجوف بين طرفين من المعارضة هما الإصلاح والحوثيون أودت بحياة أكثر من (200) قتيل وهذا يهدد الأمن والاستقرار لأن المعارضة غير جاهزة حتى الآن، وإذا كان هذا هو وضع المعارضة وهم خارج السلطة فكيف سيكونون وهم في السلطة؟!إن نقل السلطة سلمياً هو المطلوب ونحن نؤكد ذلك وبشكل منتظم لأن القفز على ذلك سيحمل مخاطر عديدة بما فيها تنامي الأفكار المتطرفة وأن لدينا دستور يجب علينا جميعاً احترامه وهو من سيوصلنا إلى الهدف المطلوب .وأوضح أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية قد دعا إلى انتخابات مبكرة وهي دعوة إيجابية ونحن ندعوكم إلى الحضور والإشراف على هذه الانتخابات لأن التغيير ينبغي أن يكون من خلال الصندوق لا من خلال الفوضى التي تمكن تنظيم (القاعدة) من استغلالها لتحقيق أهدافها في المنطقة، مشيراً في هذا الصدد إلى استغلال تنظيم (القاعدة) للظروف الأمنية للسيطرة على مدينة زنجبار بمحافظة أبين وهو يتجه نحو محافظات عدن ولحج وشبوة وأن أعداداً ضخمة من عناصر القاعدة تتجمع في هذه المواجهات، وأن أقرباء قياديين في المعارضة كانوا يقاتلون في صفوف القاعدة وكانوا ضمن القتلى وكذا آخرين جرحى.وأضاف أن مليشيات مسلحة سيطرت على العديد من مؤسسات الدولة داخل العاصمة صنعاء وأدى ذلك إلى مقتل العديد من المواطنين الأبرياء وتدمير منازلهم، مؤكداً أن هذا هو الوضع الحقيقي في اليمن.وقال: إنا مدعوون جميعاً للعمل بشكل سريع لتجاوز الأزمة القائمة التي يستفيد منها تنظيم القاعدة وتعزز تواجده وارتباطه ببعض قوى المعارضة أو ببعض أطراف الأزمة.إنه لمن الواجب علينا أن نتعاون جميعاًَ مع المجتمع الدولي من أجل القضاء على تنظيم (القاعدة) من خلال إيجاد حل سياسي يخرج البلاد من الأزمة ويكبح نمو نشاط القاعدة والعمل على تعزيز النمو الاقتصادي في البلد كي نصل إلى دولة مدنية حديثة ونظام لامركزي ودولة مستقرة والحفاظ على الأمن والقضاء على الأفكار المتطرفة الوافدة علينا من الخارج .وقال: نؤكد لكم بأن هذا البلد الفقير لديه تجربة عميقة وكبيرة فقد توحدنا في ظروف صعبة يعاني فيها العالم حينها من التمزق والانقسام وانتهجنا نظاماً ديمقراطياً وإنا لنشعر بالأسى لأن دماً يمنياً يسفك والأجهزة القضائية تعمل على التحقيق في قضايا الدماء التي سفكت وأني لأسأل أياً من الزملاء البرلمانيين الأوروبيين هل سيقبل أن يغادر رئيسه السلطة باتفاق سياسي أو عبر إرادة الناخبين ؟.وأضاف : أن رئيس أكبر حزب معارض في اليمن ( التجمع اليمني للإصلاح) قد ترأس البرلمان لـ18 عاماً وأن أمين عام ذلك الحزب أدار أكبر جهاز أمني في البلد وأن من يتذرعون بالقول إن هناك فساداً أو اختلالات في نطاق هذا الحزب وأحزاب المعارضة فعلينا أن نسألهم إن كان هذا موقف رئيس البرلمان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح المعارض طيلة الـ18 عاماً؟!وقال: ثم إننا نؤكد على دور إخواننا في مجلس التعاون الخليجي كونهم الأقدر كجيران لإنجاز حل بدعم أصدقائنا الأوروبيين والأمريكان.إلى ذلك تحدث السفير اليمني في بروكسل عبدالوهاب الشوكاني مشيداً بدعم الاتحاد الأوروبي لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه، ودعمه للبنية الاقتصادية الشاملة والجهود التي يبذلها بهذا الصدد على اعتبار أن أمن اليمن لايهم اليمنيين فقط ولكن المنطقة كاملة والعالم بما فيها أوروبا، مؤكداً على ما أوضحه نبيل باشا عضو البرلمان من نقاط هامة ولما أشرتم إليه من بيانات صادرة عن الاتحاد الأوروبي بخصوص اليمن فإنني أود التأكيد على حقيقة واضحة وهي التعقيد الشديد للمشهد السياسي اليمني الذي يجب دراسة كل عناصره بعناية حتى تكون الصورة واضحة تجنباً للخروج باستنتاجات خاطئة تؤدي إلى القفز نحو المجهول وتزيد الوضع تعقيداً،وقال السفير الشوكاني : فمثلاً المبادرة الخليجية أوضحت بلادنا مراراً وتكراراً الحرص عليها والتعامل معها بإيجابية، وقد تم التوقيع عليها من قبل المؤتمر الشعبي العام بالإضافة إلى المعارضة وتأجل توقيع رئيس الجمهورية نتيجة رفض المعارضة التوقيع الجماعي باعتبار الجميع شركاء في العمل المستقبلي من خلال الحكومة بحسب بنود المبادرة .وأضاف: وليس صحيحاً ما قيل بأن رئيس الدولة رفض التوقيع وقد صدر بيان إيضاحي من رئاسة الجمهورية قبيل الاعتداء الإرهابي الآثم على فخامة الرئيس وكبار قيادات الدولة وأن الرئيس وعدد آخر من المسئولين هم كانوا ضحايا الإرهاب الذي تكافحه اليمن منذ سنوات طويلة، مؤكداً أن نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن / عبدره منصور هادي يبذل جهوداً حثيثة ومتواصلة لإنهاء مظاهر التسلح والاقتتال وإعادة الخدمات الأساسية وتوفير المتطلبات المعيشية لما يهيئ الأجواء للإنفراج .إضافة إلى الاتصالات التي يجريها مع كافة القوى السياسية بما فيها المعارضة للبدء بحوار جاد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وهو ما دعا إليه فخامة الأخ الرئيس ونأمل أن نرى الاتحاد الأوروبي يشجع ويدعم الحوار السياسي في بلادنا وهو ما يتفق مع مواقف وبيانات الاتحاد الأوروبي .بالمقابل أوضحت نائبة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمفوضية الأوروبية إنه لمن الصعب إيجاد صورة كاملة وواضحة، بما يدور في اليمن فمنذ بدء الاحتجاجات بدى المجتمع الدولي يهتم بالأوضاع في اليمن ويسهم في الحوار الوطني بين كافة الفرقاء للتقريب بين وجهات النظر للحزب الحاكم والمعارضة .وقد أطلقت مبادرة أصدقاء اليمن مع عدة دول شاركت فيها المجموعة الأوروبية والدول المجاورة لليمن لدراسة الإصلاحات التي يجب على اليمن أن يقوم بها والخوض في حوار سياسي وطرح إصلاحات للقطاعات الاقتصادية كل هذه الجهود بدأت عندما نشبت الاحتجاجات في صنعاء ثم اتسعت لتشمل محافظات أخرى في اليمن وقد نادى الجميع بضرورة الإصلاح وتحركت الحكومة هي للاصلاح ، ونحن نعرف أن العنف نشب في الشمال والجنوب وما زال مستمراً، ووصل العنف إلى الرئاسة ونعرف أن الرئيس وقيادات الدولة ما زالوا في السعودية لغرض العلاج إثر ذلك العنف.كما أشارت إلى الوضع الاقتصادي الشيء والافتقار إلى الوقود والغذاء وارتفاع الأسعار وارتفاع اعداد النازحين بسبب تردي الأوضاع الأمنية وأنه من الصعب تقييم الوضع الإنساني، كما أوضحت بأن اليمن يواجه تحديات اقتصادية وإنسانية وأن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن قرب لمساندة ومساعدة اليمنيين، وأنه بسبب العنف تدهورت الأمور بشكل مقلق لذا لابد من العمل على إيجاد حل في أقرب وقت وفتح صفحة جديدة لتطبيق المبادرة الخليجية
البرلمان الأوروبي يؤكد دعم الحوار باليمن والباشا يحذر من علاقات المعارضة بـ(القاعدة)
أخبار متعلقة