غضون
* الشيء المؤكد أن أحزاب المشترك واللواء علي محسن الأحمر وشيوخ الأحمر أثبتوا قدرتهم على صناعة أكبر الأزمات خلال وقت قصير ، وفي ظل هذه الأزمة تم ويتم قتل بالمجان .. تخريب بالمجان .. تمزيق أواصر القربى .. تهتك في النسيج الاجتماعي .. وانقسام حاد في الصف الوطني .. وفي ظل هذه الأزمة ظهرت الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم القاعدة ظهوراً علنياً وبمشروع تدميري خالص يستهدف الجميع. والشيء الآخر المؤكد إن صناع الأزمة لم يتمكنوا من جعلها منتجة لمشروعهم، لم يسقطوا النظام ولم يفلحوا في اغتيال الرئيس وكبار قيادات الدولة، وفي الوقت ذاته قدموا أنفسهم كبديل مخيف وسيئ .. أقوالهم وأفعالهم غير المنضبطة وخواؤهم الفكري والسياسي نفر المجتمع المحلي منهم وكذلك خسروا حتى مجرد التعاطف الإقليمي والدولي.والشيء الثالث المؤكد أن النظام رغم ما حدث لرموزه لا يزال قوياً، وأجهزة الدولة تعمل رغم ظروف الأزمة التي تركت آثارها الواضحة على الأداء الحكومي الذي يتسم بالقصور.* إذن .. ما العمل ؟ إن تمترس كل طرف في جبهته تربصاً بالطرف الآخر ومحاولة الإجهاز عليه ، لا يعني سوى شيء وأحد.. أن يبقى الوضع على ما هو عليه، وهذا فوق قدرة الناس وقدرة كل الأطراف على الاحتمال.. أزمة طول الزمان أمر مستحيل وأيضاً عيب كبير على اليمنيين.. خاصة وأن كل ما حدث ويحدث حتى الآن أظهر الجزء المدفون في أعماقهم ، ففي ظل هذه الأزمة تم إيقاظ المشاعر العدوانية التي عبرت عن نفسها بأنماط مختلفة وكثيرة من السلوك المدمر.. قتل وكراهية وتدمير للذات الوطنية وازدراء بالكرامة وإهانة الرموز.. و .. الجميع رغم اختلافهم شاركوا وتوحدوا من أجل تقديم هذه الأمة في أبشع صورة.* إذن .. ما العمل ؟ في تقديري - هذا تجاه أغلبية الناس - أن أحزاب السلطة والمعارضة بما في ذلك معارضة الخارج وما يقال إنها أطراف غير فاعلة ، يجب عليها أن تتفاهم أولاً حول كيفية حل هذه الأزمة سلمياً.. أن تتواصل بعضها مع بعض للاتفاق على العودة إلى الحوار الوطني .. وأن تتضامن من أجل نزع الأشواك وهدم الأسوار الفاصلة ، وتمهد الطريق لحوار وطني بأساليب جديدة يشمل كل القضايا والموضوعات للوصول إلى مشروع توافقي للإصلاحات السياسية وبناء الدولة المدنية، تكون كل الأطراف المعنية متضامنة ومتشابكة في تنفيذ هذا المشروع.لاشيء يلوح في الأفق يدل على إمكانية إنهاء الأزمة بالطريقة التي يتوقعها كل من طرفي النزاع .وهذا ما أثبته الواقع .. وإذا كان كل طرف قد أظهر حتى الآن رغبته بتجنب الدمار والحرب الأهلية .. فيجب عليه أن يفكر حول البديل الآمن.