الرياض / متابعات : دعت السعودية المجتمع الدولي إلى عدم السماح لإسرائيل باختطاف الجهود الدولية القائمة لإحياء عملية السلام وإجهاضها، وناشدت كافة دول العالم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقال الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحافي مشترك في جدة مع وزير خارجية المملكة المتحدة وليام هيغ «عقدنا جلسة مباحثات معمقة وشفافة تناولت العلاقات الثنائية بين المملكتين، إضافة إلى بحث الأزمات التي تشهدها المنطقة وتطوراتها. حيث بحثنا الجهود الدولية القائمة لإحياء عملية السلام الفلسطيني الاسرائيلي، ودعوة الرئيس الأمريكي الى تحريك المفاوضات على أسس الانسحاب الاسرائيلي إلى حدود عام 67م، كما ترحب المملكة بالمبادرة الفرنسية لإطلاق العملية السلمية القائمة على هذا المبدأ، وعلى أسس البدء في مفاوضات الحدود والأمن، تمهيدا لمعالجة بقية القضايا الجوهرية في النزاع، وعلى رأسها القدس الشريف، وبسقف زمني للمفاوضات لايتجاوز فترة عام واحد، وذلك بغية الوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، في إطار حل الدولتين المستقلتين»، مضيفا« وعلى الرغم من ثقة المملكة في جدية هذه الجهود وأهدافها لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، إلا أنها تظل قاصرة إذا لم تتعامل بحزم وجدية مع سياسة الرفض والتعنت الإسرائيلية المتواصلة مع كل مبادرة أو جهد دولي مخلص». وأضاف الأمير فيصل «أود أن أشيد بدعم حكومة بريطانيا لمبادرة وجهود مجلس التعاون لحل الأزمة اليمنية، وتطلع بلدينا إلى استجابة كافة الأطراف للمبادرة التي تهدف إلى حل الأزمة سلميا، والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وتجنيبه مخاطر الانزلاق في حرب أهلية لا قدر الله». مشيرا إلى استمرار المبادرة الخليجية المقدمة من 5 دول وهناك استفسار حاليا عن رغبة الطرفين في المضي بهذه المبادرة.ورداً على سؤال عن التصريحات الايرانية المتناقضة تجاه السعودية قال سعود الفيصل «في السياسة لا بأس من التناقض، ولكن ما اود الاشارة اليه أنه كانت هناك سلسلة من المباحثات مع ايران في السابق وكان هناك برنامج لزيارة وزير الخارجية الايراني للمملكة لوضع النقاط التي يجب ان نحلها حتى تعود العلاقات الى مستواها الطبيعي، وللاسف لم تحل ولم يتم الاجتماع لشروط وضعتها ايران. والحقيقة ان وزير الخارجية الايراني الجديد اتصل بي عندما كان في باكستان وابدى رغبته في استمرار الحوار وانا ابلغته بان عندكم دعوة ومتى رغبتم فإننا سعداء. وهو عرض أن يكون اجتماعا ثلاثيا في الكويت ، فقلت له: لمَ نحمل الكويت الخلافات السعودية الايرانية» مضيفا : «ايران دولة جارة واذا كانت تريد لعب دور قيادي فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة وليس مصالحها».واشار وزير الخارجية الى ان المباحثات السعودية البريطانية عكست ارتياحا لعودة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين الشقيقة، والترحيب بانطلاق الحوار الوطني الشامل بين كافة أبناء البحرين بناء على دعوة جلالة الملك حمد بن خليفة، وتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الأحداث التي شهدتها، مع التنويه بمسيرة الإصلاح والتطوير الجادة القائمة بها، ورفض أي تدخل أو مغامرات خارجية في شأن البحرين، أو أي محاولات للعبث بأمن دول الخليج أو إثارة الفتن بها.وتابع سموه «في إطار متابعة الأحداث في المنطقة العربية، فإنه في الوقت الذي تحرص فيه المملكة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، إلا أننا لا نستطيع إلا أن نشعر بالأسى والحزن العميق لسقوط العديد من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال جراء الأزمات القائمة، وندعو الجميع إلى تغليب صوت الحكمة والعقل في معالجتها، وتجنب إراقة المزيد من الدماء، واللجوء إلى الإصلاحات الجادة التي تكفل حقوق وكرامة الإنسان العربي، مع التأكيد على حرص المملكة على الأمن والاستقرار في ربوع العالم العربي، والحفاظ على وحدة أوطانه واستقلالها» .ومضى وزير الخارجية قائلاً «تطرقنا في المحادثات إلى بحث الأوضاع على الساحة اللبنانية وتطوراتها، والمملكة من جانبها تدعو جميع الفرقاء اللبنانيين إلى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية، بعيدا عن لغة التشنج، وتجنب أي تصعيد أو مواجهة مع المجتمع الدولي».واكد انه لا لوم على عائلة بن لادن التي تعيش في هذه البلاد كمواطنين مكرمين، «والفاسد فاسد ويحصل هذا في أحسن العائلات.»من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني «هذه اول زيارة لي كوزير للخارجية للمملكة، نحن نتطلع الى المستقبل في علاقتنا مع المملكة فهي أكبر شريك تجاري، ودولتانا ضحيتان للارهاب، ويجمعنا 20 مشروعاً مشتركاً بقيمة 70 بليون دولار، ويوجد 20 الف بريطاني في المملكة العربية السعودية وهناك 16 ألف طالب سعودي في بريطانيا».وردا على سؤال لصحيفة (الرياض) حول التباين في الموقف الدولي تجاه ما يحدث في بعض الدول العربية قال هيغ «هناك اختلاف كبير فالتدخل في ليبيا كان بطلب من الجامعة العربية لعمل حظر جوي، أما بالنسبة لسوريا فلا يوجد طلب، ولكن سنستمر في مجلس الامن بالمطالبة بحماية المدنين وعدم استخدام القوة وحرية التعبير».
وزير الخارجية السعودي: إذا كانت إيران تريد لعب دور قيادي فعليها مراعاة مصالحنا لا مصالحها
أخبار متعلقة