وجه يخلو من أي نعومة وأناقة، أقرب إلى الرجولة... أصبحت كرستين لاجارد رمز نجاح المرأة بعد أن صارت على رأس صندوق النقد الدولي... ليست فقط أول سيدة في هذا المنصب، بل أيضا أول وزيرة للزراعة وأول رئيسة تنفيذية لمجموعة (بيكر& ماكنزي) القانونية.في بلد كثير اللغو والاختلاف مثل فرنسا... حديث طويل عن الحجاب وحقوق المرأة والمواطنة مع الأقليات... لم تنحشر في أي من تلك المواضيع.. ظلت دائما تتصرف مثل المحامين... كل كلمة محسوبة.. فليس المهم أن تصيب بل المهم أن لا تخطئ.وزيرة الاقتصاد الفرنسية لم تدرس الاقتصاد، لكن أحبت أن تكون وزيرة... والداها المعلمان للغة الإنجليزية في بلد وجيل تدرس من يتحدث الإنجليزية فيه بطلاقة بسبب قوة الترجمة، وذهبت أيضا لدراسة إحدى مراحلها المدرسية في الولايات المتحدة...تخرجت كطالبة علوم سياسية من (السربون) ثم حصلت على الماجستير في القانون الإجتماعي من مدرسة العلوم السياسية في إقليم (بروفانس) وفشلت في تحقيق حلمها الأكاديمي بالقبول في المعهد العالي للإدارة الفرنسي والذي تخرج منه أشهر السياسيين الفرنسيين مثل ساركوزي وبارنوا.. يبين أنها لم يكن فيها العناد الإنعزالي الفرنسي وذهبت للتتدرب في الولايات المتحدة وعملت مساعدة للسيناتور الأمريكي الجمهوري (وليم كهين ) والذي أصبح في ما بعد وزيرا للدفاع في عهد كلينتون الديمقراطي .هذه الخبرة هناك وإحاطتها الجيدة بالقوانين الاقتصادية مثل العمال والتبادل التجاري والإغراق أثناء عملها في (بيكر& ماكنزي) شجعت (دوفلبان) لأن يختارها وزيرة للتجارة والتبادل التجاري لتطوير أنظمة الإتحاد الأوربي... ساركوزي ( ببرغماتيته) استبقى عليها ثم أوكل لها وزارة الزراعة والصيد مؤقتا ثم الاقتصاد في أحلك الظروف أثناء الأزمة المالية.. وزيرة للاقتصاد بعد تنحية ساركوزي لـ (بارلو) المختلف فكريا عنه ثم حصلت على إدارة صندوق النقد بعد فضيحة (ستراوس).. قد يكون نجاحك بفضل عدم أخطائك وبفضل أخطاء الآخرين....لم تكن (كرستين) تمتلك خلفية (دومنيك ستراوس) الاقتصادية ، ولكنها تنفذ المطلوب بدون أخطاء ولا حب للظهور...هذه صفات الناجحين حتى لو لم يكونوا مختصين . [c1]*عن/ صحيفة ( الرياض ) السعودية [/c]