أضــــواء
صدق الرئيس الأميركي أوباما في ذكره أن أسامة بن لادن لم يكن زعيما للإسلام، بل إنه قتل كثيرا من المسلمين الأبرياء، وأكثر من ذلك فإنه أضر كثيرا بالإسلام وبالمسلمين، وشوه صورتهم في عيون ملايين الغربيين الذين نظروا إلى المسلمين من خلال بن لادن، واعتبروهم سفاحين وإرهابيين، وحتى لا نظلمهم في هذه النظرة علينا تبادل مواقعنا معهم.يذكر لأسامة أنه دوخ الأميركيين عشر سنوات في محاولة الوصول اليه مختفيا في الجبال والكهوف والقفار، ثم تبين أنه خدع الجميع واستخدم طريقة «ريا وسكينة» القديمة. والاثنتان شقيقتان نزحتا من الصعيد إلى الإسكندرية في بدايات القرن العشرين، وكونتا مع زوجيهما عصابة لخطف النساء وقتلهن. وقد داخ بوليس الإسكندرية في الوصول إلى العصابة التي تبين أنها كانت تسكن وتمارس عمليات قتل الضحايا في مسكن يقع خلف قسم شرطة اللبان، ولم يفكر أحد ان تكون العصابة التي تبحث عنها الشرطة محتمية في منطقة الشرطة نفسها!الشيء نفسه فعله أسامة بن لادن الذي تبين أنه كان يعيش على مستوى مريح في مجمع سكني يقع في مدينة أبوت أباد على بعد 800 متر من أكاديمية عسكرية تعد الأرقى في البلاد، وكما يصفها المراسلون، فانها تشبه أكاديمية ساندهرست العسكرية في بريطانيا. كما يقع المجمع بالقرب من مقرات عسكرية للجيش الباكستاني، ودائما ما تشهد المنطقة تواجدا أمنيا مكثفا ونقاط تفتيش. أي أن بن لادن كان مؤمنا الوصول إليه بواسطة الجيش الباكستاني الذي لم يفكر لا هو ولا الأميركيون في البحث حولهم.وقد بلغ حرص بن لادن أنه لم يترك أثرا تكنولوجيا واحدا يمكن أن يصل إليه فلا تلفون ولا محمول ولا إنترنت وكلها أجهزة ثبت إمكان اختراقها وتتبع إشاراتها حتى لو كان تلفون «ثريا» المتصل بالأقمار الصناعية. منع بن لادن كل هذه الوسائل، وكانت وسيلة اتصاله مع الآخرين هي البشر الذين ائتمنهم وكانوا يروحون ويجيئون على فترات متباعدة. وقد أثار أحدهم شكوك المخابرات الأميركية حيث وجدوه يدخل المجمع السكني الفاخر ويغيب داخله في الوقت الذي لم يكن، دخلاً أو شكلاً، يتناسب مع حياة هذا المجمع، فكان أن وضعوه عدة شهور تحت المجهر. وأغلب الظن أن الأميركيين لم يكشفوا ما توصلوا إليه للباكستانيين إلا فور العملية خوفا من التسريب.النهاية في جميع الأحوال كانت مؤكدة، فقد تم الإمساك بصدام حسين حيا ومحاكمته على جرائم حرب ارتكبها وهو رئيس دولة ضد شعبه وأمته، أما أسامة بن لادن فهو زعيم إرهابي لا يستحق، وهناك من يقول لا تتحمل أميركا محاكمته، لهذا كان طبيعيا بل وضروريا أن ينتهي هذه النهاية التي ناقشها الأميركيون منذ وقت طويل وقرروا دفنه في قاع البحر حتى لا يكون مزارا أو رمزا أو حتى ذكرى. ومع أن هناك من يشكك في إلقاء جثمانه في البحر فإنه لايمكن ان يكون محتفظا به فهو تاريخ كئيب للأميركيين أضر الإسلام وذكرى إرهابي لكل المسلمين اختفى وراء ستار الدين![c1]*عن /صحيفة ( القبس ) الكويتية [/c]