لندن/ متابعات:كشف تحقيق أجرته صحيفة (الغارديان) البريطانية بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي وجهاز الخدمة السرية في الولايات المتحدة الأميركية تمكن من اختراق العالم السري لقراصنة الكومبيوتر، وتبين أن 25 % منهم يعملون كمخبرين لتلك الأجهزة. وتوصل التحقيق إلى نتيجة مفادها أن (أجهزة مراقبة الإنترنت) حققت إنجازاً مهماً في إرغام قراصنة الكترونيين على التعاون مع تحرياتها مستخدمة أسلوب التهديد بسجنهم لمدة طويلة في حال رفضهم ذلك، وقد توصلت تلك الأجهزة إلى إنشاء جيش من المخبرين يعمل في عمق العالم السري للقرصنة الالكترونية.[c1]قراصنة سابقون..مخبرون حاليون[/c]وكان هؤلاء القراصنة قد وافقوا على التعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكانوا يديرون منابر غير قانونية رائجة بين المجرمين الالكترونيين الذين يستخدمونها مركزاً لبيع ما سرقوه من بيانات شخصية وأرقام بطاقات ائتمانية. وفي حالات أخرى كان عناصر من المكتب نفسه ينتحلون صفة قراصنة متخصصين بسرقة الهويات الشخصية يتولون إدارة تلك المنابر الإجرامية مستخدمين معلومات تم جمعها لوضع عشرات الأشخاص وراء القضبان. وأخذت (شبكة المخبرين) الذين يعملون لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي بالاتساع، وقد أكد أريك كورلي في مجلته الفصلية المختصة بأخبار (القرصنة الإلكترونية) أن السلطات الفيدرالية جندت 25 % من القراصنة الإلكترونيين في الولايات المتحدة ليكونوا عيونها وآذانها. وقال كورلي لصحيفة (الغارديان) إن العديد من هؤلاء القراصنة يقعون فريسة الترهيب بعد تهديدهم بعقوبات قاسية في حال إدانتهم. [c1]الوقوع في الفخ[/c]وقال جون يونغ مدير موقع (كريبتوم) لنشر الوثائق السرية على غرار موقع (ويكيليكس) إن عشرات القراصنة وقعوا في شباك أشخاص ظنوا أنهم يستطيعون الوثوق بهم. وبسبب هذا الاختراق أصبح العالم الخفي للقرصنة الإلكترونية عالماً يسوده الشك والخوف وانعدام الثقة. ومن النماذج الأكثر أهمية على تجنيد القراصنة ليكونوا مخبرين هو ادريان لامو (قرصان الكتروني مدان) الذي تحول إلى مخبر وقد وشى بالجندي برادلي ماننغ (23 عاماً) المتهم بتسريب وثائق سرية إلى (ويكيليكس). إذ أجرى ماننغ محادثة طويلة عبر غرف الدردشات على الإنترنت مع لامو، وكان ماننغ قد وثق به وطلب مشورته. فما كان على لامو سوى رد الجميل على تلك الثقة بتسليمه الجندي للسلطات العسكرية. ولا يزال ماننغ في السجن منذ أكثر من عام. وقد نال لامو مقابل إنجازه هذا لقب يهوذا والمكروه الأول في عالم القرصنة الالكترونية. رغم تأكيده أن ما فعله كان بدافع الحرص على أولئك الذين يمكن أن يتعرضوا للأذى وحتى للقتل من جراء نشر آلاف الوثائق الدبلوماسية السرية على (ويكيليكس). [c1]حرب إلكترونية[/c]ويواجه مكتب التحقيقات الفيدرالي تحدياً جديداً على جبهة الاختراقات الداخلية في الولايات المتحدة نفسها من «التعاونيات» الفوضوية لقراصنة نفذوا عدة هجمات الكترونية في الآونة الأخيرة.ومن بين التعاونيات الجديدة مجموعة تطلق على نفسها اسم (لالز سكيورتي) شنت غارة جريئة على منظمة ترتبط بمكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه. وتردد أن الهجوم كان رداً على أنباء أفادت إن وزارة الدفاع الأميركية تتجه نحو التعامل مع الهجمات الالكترونية على أنها عمل من أعمال الحرب. وتشبه مجموعة (لالز سكيورتي) في بعض سماتها منظمة (انمونيموس) التي نفذت هجمات الكترونية استهدفت شركات بينها فيزا وماستركارد احتجاجاً على قرارها حجب التبرعات عن و(يكيليكس). وردت السلطات على هجمات (انمونيموس) بعمليات مداهمة استهدفت 40 موقعاً الكترونياً في الولايات المتحدة و5 مواقع في بريطانيا خلال يناير الماضي. وقال كيفن بولسن الذي يعمل محرراً في مجلة (وايرد) المختصة بشؤون الانترنت إن مجموعة (انمونيموس) معرضة مثل سواها للاختراق.. مشيراً إلى تبادل الاتهامات والحملات بين أعضائها، وكشف عناوين بعضهم البعض على الشبكة. مضيفاً أن هذه هي الخطوة الأولى نحو التعرض للاختراق من جانب مكتب التحقيقات الفيدرالي.وصرح باريت براون المتحدث باسم (انمونيموس) أن المنظمة تدرك اهتمام المكتب بنشاطها. وأضاف:«مكتب التحقيقات الفيدرالي حاضر دائماً في غرف الدردشة ليراقب ما يحصل ومن المستحيل معرفة من المخبر ومن لا».
(25 %) من قراصنة الإنترنت يعملون مخبرين لمكتب التحقيقات الفيدرالي
أخبار متعلقة