جانب من المعارك على الحدود الافغانيه الباكستانية
اسلام اباد /14 أكتوبر/ رويترز:تلقي معارك حدودية بين باكستان وأفغانستان بظلالها على محادثات تجريها الدولتان مع الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء لوضع خطط لاجراء مفاوضات مع طالبان.واتهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي باكستان باطلاق 470 صاروخا على شرق أفغانستان على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية في تصعيد للمعارك في المنطقة الحدودية الخطرة.ونفت باكستان الاتهام وألقت باللوم على أفغانستان وتتهمها بايواء متشددين على الجانب الافغاني من الحدود خاصة في اقليم كونار الشرقي ما يعرض قواتها لهجمات مضادة حين تلاحق المتشددين في مناطق قبائل البشتون.وقال وحيد مجدا المحلل السياسي في المركز الافغاني الاستشاري التحليلي في العاصمة الافغانية كابول «أعتقد أن اهم شيء في جدول الاعمال هذه المرة هو الموقف على الحدود».وتجري اليوم محادثات بين المبعوث الامريكي مارك جروسمان ووزيري خارجية كل من باكستان وأفغانستان وستكون الاولى منذ ان اعلن الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع الماضي خطة لسحب القوات الامريكية من أفغانستان بشكل أسرع مما كان متوقعا على ان يصاحب ذلك اجراء محادثات مع طالبان.وتحرص باكستان التي تضررت سمعتها بعد ان عثرت القوات الامريكية على اسامة بن لادن زعيم القاعدة وقتلته في بلدة ابوت اباد الباكستانية في الثاني من مايو ايار على ان تظهر ان بإمكانها ان تلعب دورا ايجابيا في مساعدة الولايات المتحدة على اعادة الاستقرار الى دولة أفغانستان المجاورة.ولطالما طلبت باكستان من الولايات المتحدة اجراء محادثات مع طالبان للتوصل الى تسوية سياسية للصراع الافغاني والذي تقول انه يذكي التمرد الاسلامي داخل أراضيها.واقتربت الولايات المتحدة من وجهة النظر هذه وبدأت محادثات تمهيدية مع طالبان.كما خففت من موقفها قائلة ان مطالبها الخاصة بأن ينبذ المتشددون العنف ويقطعوا صلاتهم بتنظيم القاعدة ويحترموا الدستور الافغاني هي كلها نتائج ستتمخض عنها المفاوضات وليست شروطا وهو اقتراح طرحته باكستان العام الماضي.وقال مسؤول عسكري كبير من الناحية الاستراتيجية الدولتان في صفحة واحدة. هناك قضايا على مستوى العمليات والتكتيكات.كما يضغط الرئيس الافغاني من أجل التوصل الى مصالحة مع طالبان ولاول مرة خلال عشر سنوات تتبنى باكستان وأفغانستان والولايات المتحدة سياسة السعي الى تسوية سياسية.لكن انعدام الثقة بين الاطراف كبير على صعيد العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة وعلى صعيد العلاقات بين باكستان وأفغانستان.وقال المبعوث الامريكي في مؤتمر صحفي في العاصمة الافغانية كابول ان باكستان استبعدت من الاتصالات الاولى لواشنطن بطالبان وأضاف «حتى الآن لم تشارك الحكومة الباكستانية في هذه العملية تماما ».كما ان الولايات المتحدة رافضة لاشراك كل المتشددين في التسوية السياسية وتقصر محادثاتها على طالبان الافغانية التي يتزعمها الملا محمد عمر مستبعدة شبكة حقاني النشطة في شرق أفغانستان.كما تضغط على باكستان لتوسيع عملياتها العسكرية في المنطقة القبلية لاستهداف متشددين يستخدمون الاراضي الباكستانية كقاعدة للقتال في أفغانستان وهي قضية من المتوقع ان تتطرق اليها محادثات اليوم .وقال جروسمان ان الاجتماع «هو وسيلة لتنسيق جهود التصالح وأيضا وسيلة لافغانستان والولايات المتحدة لان يقولا بوضوح للحكومة الباكستانية...ان تنهي دعم باكستان للملاذات الآمنة».وتقول باكستان ان جيشها محمل بأعباء وانها ستعطي الاولوية لمحاربة متشددين يقتلون مواطنيها.وأدانت الحكومة الافغانية بشدة اطلاق 470 صاروخا على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية من الجانب الباكستاني من الحدود على اقليمي كونار وننكرهار في الشرق.وتقول باكستان ان متشددين من بينهم قادة في طالبان الباكستانية لجأوا الى الجانب الافغاني من الحدود حين شن الجيش عمليات عسكرية لطردهم من المناطق القبلية.وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني «منذ فترة ونحن نبرز وجود ملاذات آمنة عبر الحدود. يجب فعل شيء حيال هذا».