إن ما تشهده بلادنا هذه الأيام من أحداث سياسية ومواجهات عسكرية وحرب كلامية بين قنوات التلفاز الموالية للحكومة والمعارضة لها أصبح ثقلاً كبيراً على كاهل كل مواطن يمني يبحث عن الأمن والأمان والحياة المستقرة والهادئة.لقد كنا نعاني قبل هذه الأزمة من البطالة وارتفاع الأسعار وكلفة الماء الذي قلما نسمع صوته في خزانات المياه ونضطر إلى شرائه بـ (وايت) يتبع الآخر أضف إلى ذلك ارتفاع تعرفة الكهرباء ورسوم الخدمات وكنا نتململ من ذلك الوضع وننتقده بشدة ونتمنى أن يزول.أما الأمر المدهش والغريب حالياً فهو أننا أصبحنا نترحم على تلك الأيام وتلك هي نقطة التعجب فما يحدث في هذه الفترة من حياتنا لم يعد أحد منا قادراً على تحمله، أصبحت الحياة مملة وقاسية فقد فقدنا الأمن والأمان والراحة وتضاعفت الأسعار عشرة أضعاف قيمتها ولم نعد نحظى بأقل حقوقنا ومتطلبات يومنا فأصبح الماء - الذي كنا نشكو قلة تدفقه في الأسبوع مرة واحدة - مختفياً تماماً وأصبحت الكهرباء لا تزورنا إلا لساعات قليلة بعد منتصف الليل والناس نيام والبترول حدث ولا حرج يأتي الدعم بثلاثة ملايين برميل نفط خام وبعده تحدث أكبر أزمة وتجد سعر العبوة سعة (20) لتراً وصل إلى عشرة آلاف ريال بعدما كانت بألف وخمسمائة ريال.ألا يكفي ما نسمعه ونراه من آلام ومذابح وجرائم اغتيالات وقتل أبرياء حتى يضاعف معاناتنا أناس جشعون لا يأخذون العبرة مما يحدث من حولهم وتجد الجشع والطمع هو همهم الوحيد من خلال البيع بأضعاف مضاعفة في السوق السوداء، أين دور الجهات المختصة؟ كيف يكون البترول معدوماً في السوق ويسمحون بأن يباع بتلك الطريقة المجردة من الضمير؟ وذلك ينطبق على بقية السلع والخدمات.لماذا أصبح كل همنا (يرحل أو لا يرحل) ولم نعد نسمع هتافات تنادي بإزالة الظلم الذي يقع على صغيرنا قبل كبيرنا من انعدام أساسيات الحياة في مجتمعنا؟! لقد هرم أطفالنا قبل كبارنا وأصبح الطفل يسأل أهله عن البترول والكهرباء وهل سيسمع صوت رصاص أو لا.وفي وسط هذا لم نجد من يسعى إلى مصلحة هذا الوطن الذي تراجع إلى الخلف أميالاً لا خطوات كنا نبحث عن التقدم خطوة لكننا تراجعنا لمسافات إلى الخلف فقد دمرت البنية التحتية لهذا الوطن الذي سيظل ينزف لسنوات قادمة بينما استفاد أناس آخرون من أزمة كان يمكن أن تحل بالعقل والمنطق ونكران الذات والمصالح والمطامع الجشعة.ولم نعد نملك سوى الدعاء أن يهدي الله جميع الأطراف ليصلوا إلى حل يضمن بقاء اليمن قبل أن يفوت الأوان ونعود لنقول: رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه.
أخبار متعلقة