إلى الآن ، ونحن ندفع ثمن المأساة الأليمة والكثيرون غير مصدقين أن هذه النازلة/ الكارثة .. مدبرة من الخارج ، ومنفذة بأياد محلية بعضها بعفوية ، ودعك من الفساد الذي هو مرفوض ولكن وضعوه شماعة لأنه موجود في معظم دول العالم بنسب متفاوتة ومحاربته لا تكون بمثل هذه الانتفاضات الكاسحة المعطلة للحياة والثورات المفككة لمفاصل الدولة ومؤسساتها الدستورية وتعذيب المواطنين وإيقاف الخدمات وإراقة دماء طاهرة ما كان لها أن تراق لو وجدت ذرة من القيم والأخلاق.. ولو أن هناك عقولاً تفكر وقلوباً تحس وضمائر تتألم لجرعات الأسى والحزن والإذلال التي يتجرعها المواطن مغصوباً فوق الركام السابق لمعاناته التي تذيب أقسى الصخور وتغضب الوازع الأخلاقي الطهور : ينذل. ينداس.. يشرد من منزله ومن منطقته إلى منطقة أخرى.في المنازل ، لا شغل ولا مشغلة.. منتظرين ما يجود به عليهم الخيرون، واختصار للوجبات ، ويمكن أن تكون وجبة واحدة في اليوم ، وأصعب ما في الأمر الشعور بالانكسار النفسي وانخفاض منسوب الانتماء الوطني او الإنساني.. كنت عزيزاً في منزلك وحارتك ومدينتك أوقريتك واليوم مثل اللاجئين الصوماليين والأفارقة بل إن حال القادمين أفضل منك ، باستطاعتهم أن يشتغلوا ، وأنت ما زلت تحت تأثير الصدمة.. عاجزاً لم تعرف أحداً بعد، والله لا يهين عزيزاً لو لا أن ولاته قصروا مرتين في حقه في الأولى فروا إلى عدن ، ولم يحموه وفي الثانية تجاهلوا وأهملوا أو نسوا واجبهم تجاهه.في المحن تبرز معادن الرجال وتظهر الشدائد أخلاقهم ومواقفهم فترفع من أرصدتهم في بنوك المحبة والوفاء والأخلاق، أو تهبط بهم إلى الدرك الأسفل ملعونين.. مكروهين غير مأسوف عليهم والسؤال الفارض نفسه الآن أين الرجال الشجعان ورجال الخير والإحسان من أوضاع أهاليهم في أبين نزحوا إلى عدن ولحج هرباً من جحيم الحرب المستعرة ! ألا يعلمون. بما يمليه عليهم الواجب الأخلاقي قبل طبيعة المسؤولية المناطة بهم تجاه مواطنيهم ؟! أين الهبارون والمزايدون والمحاربون لكل الشرفاء والمستأثرون بكل خيرات وامتيازات أبين؟ فجأة اختفوا (فص ملح وذاب) رغم أن مساكنهم في عدن، جوالاتهم مغلقة، وبعض مسؤولي الصف الأول القيادي .في كل مرة يغيرون الفندق.. ألم يدر بخلدهم أن اللعنات وصرخات الغضب و نظرات الاحتقاروالاستهجان ستلاحقهم أينما ولوا وحيثما حلوا؟ وستلهبهم سياط ضمائرهم ذات يوم إذا افترضنا جدلاً أن لهم ضمائر حية.أما أمر مرير أن يتبدل بك الحال بين ليلة وضحاها وزنجبار التي انتقلت إلى الشيخ عثمان في م / عدن.. تتألم عندما ترى بعض أبنائها مرابطين أمام مكاتب الصرافة بجانب الصوماليات لعله يلقى معروفاً ينقده شيئاً أو عند مداخل سوق القات أما في فرزة أبين في الشيخ فكثيرون موجودون.. لا مودعون ولا مستقبلون وإنما بأمل أن يجود الله بقريب أو صديق قديم أو صهير.. معاناة أليمة لماذا لا تعزهم قيادة المحافظة وتوفر متطلباتهم ، وتبعدهم عن أماكن إراقة ماء الوجه أم أن ماء وجه السلطة جف، ووجهها غاب واحتجب ؟! لكننا لم نفقد الأمل في محافظ أبين اللواء صالح الزوعري للنظر في هذه المسألة الحساسة بجدية تامة، ونريد الرد عملياً وعندها سنخلع له القبعات احترماً وإجلالاً .[c1]الحرب مع الكلاب[/c]بعد صمت دوي المدافع وإيقاف تحليق وقصف الطيران وإبعاد المظاهر المسلحة عن زنجبار وضواحيها.. ستكون هناك حرب أخرى.. الحرب مع الكلاب التي أكلت من الجثث المنثورة في شوارع المدينة التي لم تدفن، وبقيت، هكذا، متعفنة فتعدت عليها كلاب المدينة أو كلاب القرى المجاورة، وحدث لها (عناز) إصابة بداء الكلب بحيث أصبح من يتعرض لعضة كلب مسعور يموت في الحال.. ونؤكد كلمة (يموت) لأن مستشفى الرازي خال من الأدوية ( الأمصال التي تعالج هذا النوع من الأمراض) وأنا على يقين من سماع تعليقات ساخرة على فقرتي هذه بالقول « أولاً يحررون زنجبار، وبعدين با نسد مع الكلاب؟» ولمن لا يفهم اللهجة الأبينية (بانسد) أي بانتفاهم بانتفق.[c1]آخر الكلاموأخفض جناحك إن منحت إمارة وأرغب بنفسك عن ردى اللذات[/c] أبو العتاهية.
أخبار متعلقة