لا شك في أن حرمة دم المسلم من أعظم الحرمات عند الله سبحانه وتعالى، وإن ما نراه اليوم في بلادنا الحبيبة اليمن، أمر يوجع القلب ويدمع العين، فلا يجوز شرعا وعقلا أن يقتل المسلم أخاه، من أجل دنيا دنية، فأبناء الشعب اليمني نسيج واحد يجب الحفاظ عليهِ، وقد جاءت للدلالة على حرمة دم المسلم بغير حق نصوص كثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فمنها: قوله تعالى في سورة الفرقان: [c1](وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً).[/c]وقوله تعالى في سورة الإسراء:[c1] (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً).[/c]وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:[c1]( إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة ).[/c]وقال رسول الله كما جاء عن ابن عمر ( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ).[/c]وقال رسول الله:[c1]( يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده وأوداجه تشخب دماً يقول يا رب هذا قتلني حتى يدنيه من العرش ).[/c]ولا شك في أن حرمة دم المسلم مقدمة على حرمة الكعبة المشرفة: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول:[c1] ( ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً )[/c] وفي الحديث الآخر:[c1](لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون من قتل المسلم).[/c]بل حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من زوال الدنيا: فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [c1]( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم ) .[/c]ولهذا قال الله في سورة النساء:[c1](وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).[/c]وخلاصة الأمر أخي القارئ أن قتل المسلم بغير حق من كبائر الذنوب وأن حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من هدم الكعبة المشرفة بل إن زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم بغير حق، فإن الله يقول في سورة البقرة:” واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون “ وقال رسول الله” [c1]ان الدنيا حلوة وان الله تعالى مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون...”.[/c]
|
المجتمع
سفك الدماء حسرة يوم القيامة
أخبار متعلقة