ما هي الأبعاد السياسية في الهجوم الإرهابي على جامع دار الرئاسة الذي كان يستهدف اغتيال فخامة الرئيس ، وتسهيل نجاح مؤامرة الانقلاب على الشرعية الدستورية ، بعد أن فشلت كافة السيناريوهات والأجندات المختلفة طوال الأشهر الأربعة منذ تدشين المدعو حميد الأحمر حفيد أسرة حميد الدين ذلك المشر وع سيئ الذكر؟!!الأبعاد السياسية لم تكن خلفياتها وأهدافها الثأرية وليدة الساعة كما جاء في التصريحات الصحفية للبعض إنها رد فعل على سحق عصابة أحفاد الإمامة أولاد الأحمر في حي الحصبة ، وان ما حصل في إطار الصراع العائلي لهذه العصابة وأبناء فخامة الرئيس من اجل إخفاء الأبعاد الحقيقية لأطراف محلية وإقليمية ودولية ظلت لسنوات عدة تعد وتخطط وتمول وتحسب للبروفة الاستعراضية في ساحات الاعتصام !!والحقيقة التاريخية ان فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله أصبح عقبة سياسية أعاقت عدة مشاريع دولية وإقليمية ولقوى في اليمن، تتمثل في إعادة تخطيط وترسيم حدود الدول العربية وفي تغيير أنظمتها الوطنية القومية وإنهاء الثورات العربية وحركاتها الوطنية ونهب ثرواتها الوطنية ومحو العقيدة الإسلامية من الوجود ، وفي المقدمة القضية الفلسطينية وتحويلها إلى كنتونات متناثرة كل ذلك يصب لمصلحة إسرائيل لتصبح قوة عظمى في الشرق الأوسط ..ومع بروز نجم فخامة الرئيس وتصاعد بريقه في المحافل العربية والدولية ، و حين أصبحت الجمهورية اليمنية دولة محورية إقليمياً وعربيا ودوليا عقب تحقيق الوحدة اليمنية ، التي رحبت بها معظم دول العالم على مضض، كل ذلك زاد من غضب صناع المصالح في العالم ومع الأسف بعض من الأشقاء العرب ، خاصة بعد أن حققت اليمن تجربتها الرائدة في العمل بالنهج الديمقراطي وحرية التعبير وبخيار التداول السلمي للسلطة ، وهذا الانجاز العظيم الذي حققته اليمن ينسجم مع النهج الدولي والديمقراطي في العالم ، منحت به اليمن الإشادة الدولية وأعلنت دول الغرب أوروبية وأمريكية واسيوية التعهدات الإعلامية بدعم ما تحقق في الوطن إلا أن هذه الدول مازالت متحفظة ومتوجسة من نمو النهج القومي التحرري لقيادة فخامة الأخ الرئيس ، بل واجبرها فخامة الأخ الرئيس على أن تتعايش معه من خلال مكافحة الإرهاب ، مع يقين وقناعة وإدراك الأخ الرئيس أن تلك الدول الكبرى لا تعير علاقاتها مع الدول أهمية إلا من خلال قوة المصالح (حجر الزاوية) الاقتصادية والهيمنة العسكرية إضافة إلى من مع إسرائيل ومن ضدها!!.وطوال السنوات الماضية ظل فخامة الأخ الرئيس ينصح أشقاءه العرب بأن يكون لهم قوة موحدة سياسية واقتصادية كحل وحيد لكي يكون للعرب كلمة تسمع وتحترم في العالم ، لكن للأسف ذهبت بعض الأنظمة تدس وتشوه وتشهر باليمن في كواليس الدول الكبرى ، وخير دليل على ذلك الدور السيئ للمخابرات المصرية قبل خمس عشرة سنة في البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وما خفي كان أعظم ، وقد ردت اليمن بقوة شديدة بأنها ستنشر وثائق سرية تدين عدداً من زعماء العالم!!ولم تجد تلك الدول خاصة الغربية والأمريكية سبيلاً تجاه هذا القائد العربي والقومي علي عبدالله صالح إلا بزرع أدوات سياسية وحقوقية مستغلة حرية التعبير والنهج الديمقراطي من خلال إصدار صحف أهلية وإنشاء مراكز للحريات.. الخ، وتأهيل بعض الوجوه السياسية في الداخل والخارج ، حتى تلعب أدواراً تحت مسميات مختلفة الهدف من ذلك ترسيخ التأثير في الداخل لضرب النظام الذي ينتهج المعايير الدولية في الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة وعلى أمل التأثير على المد القومي لليمن خاصة مع إسرائيل ، لكن العالم وأمريكا وإسرائيل على وجه الخصوص فوجئ بصرخة فخامة الأخ الرئيس في مؤتمر القمة العربية في سرت بليبيا العام الماضي عندما كشف الأخ الرئيس قائلا: (بلاش لف ودوران وإصدار بيانات وتنديد على جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني) وطالب الزعماء في القمة العربية (عليكم دعم المفاوض الفلسطيني أمام المفاوض الأمريكي .. أما إسرائيل ورئيس وزرائها فهم موظفون انتم تعرفون من أين جاؤوا!!) ولكن للأسف بعض الأنظمة العربية سخرت من حديث الأخ الرئيس ، ولم تمض شهور قليلة حتى هوت تلك الأنظمة إلى مزبلة التاريخ وبعض رؤوسها يقبعون خلف القضبان ، والآخرون ينتظرون مصيرهم !!ولأن فخامة الأخ الرئيس رفض الإملاءات الغربية لتنفيذ تلك المشاريع بدءاً من مشروع الشرق الأوسط الجديد والعراق والاعتراف باسرائيل والمرونة في تطبيق الشريعة الإسلامية أو السماح ببناء قواعد عسكرية أمريكية في جزر اليمن أو السماح بالتدخل في القرار السياسي المستقل ، ضربت تلك الدول الأوروبية وأمريكا بالديمقراطية وحرية التعبير والتبادل السلمي للسلطة وبحرية الصحافة عرض الحائط ، وتعاملت مع الوطن وكأنها ديكتاتورية تقمع الحريات وأعلنت عبر قنواتها ووسائلها الإعلامية بتسليم السلطة إلى أدواتها (المعارضة “المشترك” ) حيث لم تعد تعترف بالشرعية الدستورية التي جاءت عبر الانتخابات !!وبذل فخامة الأخ الرئيس جهودا كبيرة لوضع المعالجات والمخارج وقدم عدة مبادرات بالرغم من أنها تتعارض مع المعايير الدولية التي طبقتها اليمن بمشورة وتوجه أوروبي وأمريكي!!إن المصالح الدولية هي الهدف ، وليس مهماً لهذه الدول أن تكون ديمقراطية أو غيره ، تتكلم أمريكا والغرب عن المدنية وفي الوقت نفسه تتعامل مع قوى ظلامية ليس هذا في نظرها مقياساً أو هدفاً وهذا ما يجري اليوم في الوطن من ألاعيب سياسية تخدع بها الشعوب، وتطورت الأوضاع إلى أزمة سياسية لضرب الشرعية الدستورية ولضرب صمود فخامة الأخ الرئيس القومي العربي ، ولأول مرة في تاريخ هذه الديمقراطيات تسمح أن تسلم السلطة صاحبة الأغلبية والشرعية الدستورية للأقلية والقوى الظلامية المعادية تاريخيا للمدنية وللديمقراطية ولهذه الدول الغربية نفسها ، وظهرت المبادرة الخليجية بصوت قطري من واشنطن ، وقطر أصبحت الطفل المدلل لأمريكا بعد إسرائيل ، لأن قطر الدولة الصغيرة التي لا يتعدى سكانها 800 ألف نسمة أنشئت على أراضيها أربع كنائس لأول مرة ، ترى لمن هذه الكنائس ، هل هي للقواعد الثلاث العسكرية الأمريكية البحرية والجوية؟؟والأشقاء في السعودية صادقون في تعاملهم مع اليمن لأنها قوة اقتصادية كبيرة لها موقف عروبي معروف ، لكن الضغط الأمريكي على بقية الدول يجعلها تخاف أن تعاني من أوضاع العمالة الأجنبية على أراضيها ومن البعبع الإيراني .أخيراً أن الأبعاد السياسية تعمل وفق أجندة أمريكية تحت مشاريع أشرت إليها.. لكن اليوم قد تغير من أساسه إذ لم يعد لهذه المبادرة أي جدوى ، بعد استهداف رأس الدولة، والأعراف والقوانين الدولية تعطي للوطن الحق في اتخاذ خياره الجديد وهذا ما عبر عنه الشعب اليمني كله.
هل المبادرة الخليجية طرف في محاولة اغتيال الرئيس ؟؟
أخبار متعلقة